إن الظلم مرتعه وخيم وعاقبته وبيلة، هو منبع الرذائل ومصدر الشرور، يأكل الحسنات ويمحق البركة ويجلب الويلات، يورث العداوات ويسبب القطيعة والعقوق، متى فشا الظلم في أمة وشاع فيها أهلكها، ومتى حل في قرية دمرها، ولو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما، هناك ظلم عند الأفراد وظلم عند الأمم والجماعات.
الظلم عدوان على حق الغير ووضع الشيء في غير موضعه الشرعي ومجاوزة حد الشارع، وكل ذنب عصي الله به فهو ظلم وعلى رأس ذلك الشرك بالله(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) سورة لقمان13قد يظلم الإنسان نفسه أو يظلم غيره، والله تعالى قد أمر بالعدل وحرم الظلم والبغي والعدوان كما قال في الآية الكريمة ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) سورة النحل90، وهكذا الشرع إذا أمر بشيء نهى عن ضده لتكميل القضية من جوانبها، وهذه الآية ما من عدل ولا فضل ولا استقامة إلا وتأمر به، وما من ظلم ولا عصيان ولا فساد إلا وتنهى عنه
فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
http://almunajjid.com/tebyan/2689