مسيرة التوحيد والعلم والأمن والحضارة والتقدم والإزدهار

بسم الله الرحمن الرحيم





الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم









الحمدلله وحده وبعد:- يوم الخميس الموافق السادس والعشرون من جمادي الآخرة لعام 1433هـ هو يوم الذكرى السابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً على هذه البلاد المقدسة وتوليه مقاليد الحكم لقيادة مسيرة التوحيد والعلم والأمن والحضارة والتقدم والإزدهار التي أرسى قواعدها الملك المؤسس والده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسار على نهجه لإكمال هذه المسيرة المباركة أبنائه البررة الملوك العظام الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله جميعاً والملك عبدالله يحفظه الله وبهذه المناسبة السعيدة نهنئ أنفسنا نحن أبناء الشعب السعودي الوفي ونجدد بيعة الولاء والسمع والطاعة لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز يحفظهما الله تعالى،وإصلاحات خادم الحرمين الشريفين في هذه السنوات السبع يعجز القلم ومداده عن إحصائها وتعدادها في جميع المجالات المعيشية والإقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية،وأكبر توسعة للحرمين الشريفين والخدمات المميزة في المشاعر المقدسة لضيوف الرحمن وإعطاء المرأة السعودية حقوقها التي تتفق مع الشريعة الإسلامية من التعليم والإبتعاث والعمل والتجارة والعضوية في مجلس الشورى وحق التصويت والترشح لعضوية المجالس البلدية،وإذا كان للمرأة حقوق تتفق مع الشريعة ولم تحصل عليها بعد، فقد يكون أن العقبة في ذلك هي العادات والتقاليد في مجتمعنا النجدي المحافظ مثل رفض البعض لتعليم الفتاة في بداياته الذي أصدرمرسومه الملك سعود في 21/4/1379هـ وحرص الملك فيصل على إنفاذه وتطويره وكذلك الملك خالد والملك فهد يرحمهم الله جميعاً وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله إحتفلنا بإفتتاح(جامعة الأميرة نورة) أكبر جامعة بنات في العالم،ومعلوماً للجميع أن المواصلات اليوم تعتبر جزءٍ من حياة المرأة اليومية،وكذلك معلوماً للجميع أن وجود المرأة لوحدها مع سائق التاكسي أو السائق الخاص تعتبر خلوةً غير شرعية ومحفوفةً بالمخاطر على نفسها وعرضها ومالها من ذوي النفوس الضعيفة والمجرمين لا سمح الله،ولكن الرأي الأول والأخير في ذلك هو لعلمائنا الأفاضل هيئة كبار العلماء ولولاة أمرنا يحفظهم الله،والملك العادل الصالح المصلح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله ويرعاه لايستغرب منه إكرام المرأة وإعطائها حقوقها المتفقة مع الشرع فالمرأة هي أم الرجل التي حملته في أحشائها تسعة أشهر وأرضعته ثديها حولين كاملين وزرعت في أعماقه الحب والحنان والشجاعة والحكمة والإيثار والكرم،وأحسنت تربيته لقيادة الجيوش وخوض معمعة وطيس المعارك وقيادة الأمم ورئاسة الدول أليس كذلك؟ فيلزمنا تقديرها وإحترامها وخدمتها وصيانة شرفها وكرامتها،وفي الحديث الشريف(المرأة لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم) وقال المتنبي راثياً أم سيف الدولة الحمداني:

ولـو كـان النساء كـمـن فـقـدنـا=لفضلت النساءُ على الرجال ِ

وما التأنيثُ لإسم الشمس عيبٌ=ولا الـتـذكـيـرُ فـخـرٌ للـهـلال ِ

وإضافة إلى سياسة خادم الحرمين الشريفين التنموية الداخلية الناجحة فلقد توالت نجاحات سياسته الخارجية الصادقة والواضحة والحكيمة في حوار الأديان والتسامح وإحلال السلام العالمي ومحاربة الإرهاب ونشر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ونصرة الشعوب المظلومة وإغاثة الدول المنكوبة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي دولة والتصدي بحكمة لأكبر التحديات وأخطر المتغيرات التي حدثت لعالمنا العربي ومنه دول مجاورة،في سنةٍ واحدة،بما يعرف بثورات الشعوب العربية على رؤسائها والإطاحة بهم،أو بما يسمى بالربيع العربي،وحرصه حفظه الله على توحيد الصف العربي والإسلامي ودعوته في القمة التشاورية المنعقدة بالرياض يوم 23/6/1433هـ إلى إتحاد دول الخليج العربي ومشروع قيام إتحاد بين السعودية والبحرين،ففضح المسؤولون الإيرانيون أنفسهم بتدخلهم السافر بالدعوة إلى مظاهرات يوم الجمعة إحتجاجاً على هذا الإتحاد مدعين أن البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة لإيران، مما أعاد إلى الأذهان إدعاء صدام حسين ونظام حزبه البعثي البائد بأن الكويت هي المحافظة التاسعة عشرة للعراق،وقد يصدق في وصفهم المثل العربي القائل(وجنت على نفسها براقشُ) فيحل بهم ماحل في صدام وحزبه من الذل والهوان والهلاك والزوال، والشعب الإيراني بحكم الجوار والأخوة في الإسلام لا نكن له سوى الحب والمودة والتقدير والاحترام، ولكن قادته المعتوهين أعماهم التجبر والتكبر عن التفكر والتذكر بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بُعث منا وفينا نحن العرب ونحن أحفاد آل البيت وتلاميذ مدرستهم النبوية،وأن أجدادنا نحن العرب كانوا هم السبب في هداية الشعب الإيراني وإخراجه من ظلمات الكفر والنار التي كانوا يعبدونها من دون الله إلى نور الإسلام والدخول في دين الله وعبادته وحده لاشريك له،فهم جنود التوحيد في سبيل الله،الذين قادهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد من المدينة المنورة في عام 11هـ ففتحوا العراق والشام ولم يمضي عام 23 هـ وفي قيادة سعد بن أبي وقاص إلا وقد تم فتحهم لفارس بأكملها والقضاء على إمبراطوريتها الساسانية وديانتها المجوسية،فأصبحت إيران ولايةً تابعةً للدولةً الإسلامية وعاصمتها المدينة المنورة في عهد عمر وعثمان،والكوفة في عهد علي،ثم دمشق في عهد الدولة الأموية،وبغداد في عهد الدولة العباسية،والأصل العرقي والتاريخ والمنطق والعقل السليم كلها تثبت أننا نحن العرب أصحاب الإرث الحقيقي والشرعي لآل البيت ومدرستهم ورمز القيادة والسيادة في الإسلام منذ فجره حتى الآن وحتى تقوم الساعة، فلماذا؟ وإلى متى؟ هذا التطاول من قادة الثورة السوداء وأشياعهم هداهم الله وفتح أسماعهم لسماع قول الحق وأبصارهم لرؤيته وقلوبهم لقبوله،لأن هذا التطاول نتائجه السلبية وأخطاره المحدقة مضرتها فقط على إخواننا الشعب الإيراني المسلم الصديق في تفتيت وتحطيم إقتصاده وأمنه وإستقراره،والباحث عن الحقيقة في أرض الواقع وصميم التاريخ يجد أن للباطل وجوه عديدة وطرق متعددة ومنها التشيُّع فهو من ضمن الفتن التي أُبتلي بها المجتمع الإسلامي والتي أولها مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب،والثورة على الخليفة الثالث عثمان بن عفان ومقتله في داره، والخوارج بخروجهم عن طاعة علي بن أبي طالب ومقتله،ومقتل الحسين بن علي في كربلا في العاشر من شهر عاشوراء(محرم) سنة 61هـ حيث بعث أهل الكوفة له بالكتب يطلبون قدومه إليهم من مكة المكرمة لمبايعته ومناصرته،فلما قدم إليهم تخاذلوا وتخلواعنه،فلما قُتل لبسوا السواد وأقاموا المآتم المسماه (الحسينيات) للبكي والعويل وشق الجيوب ولطم الخدود ندماً وحسرةً على خذلانهم للحسين وتخليهم عنه حتى قُتل في اليوم العاشر من شهرعاشوراء وفي كل عام من ذلك اليوم حتى يومنا هذا وهذا دأبهم وسموا أنفسهم(الشيعة) يعني أنصارالحسين!! وإدعوا زوراً وبهتاناً أنهم أحفاد آل البيت النبوي وتلاميذ مدرستهم!! فكيف يكونوا كذلك؟ وهم من التسابيح التي يتعبدون بها لعن أم المؤمنين عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأبيها أبي بكر الصديق صاحبه في الغار،وصاحبه عمر بن الخطاب، ولكن التاريخ وعلم الأنساب والمنطق والعقل السليم،كلها تثبت أن إنتسابهم إلى آل البيت كإنتساب اللقيط إلى غير أبيه وأن بيت النبوة بريءٌ من هؤلاء كبراءة الذئب من دم يوسف الصديق عليه السلام،وأما الحق فليس له إلا وجهٌ واحد وطريقٌ واحد وهو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح من هذه الأمة وأهل السنة والجماعة،فهؤلاء هم الذين وصفهم النبي علية الصلاة والسلام بأنهم الفرقة الناجية وهذا المنهج هو الذي التزمت به هذه الدولة المباركة دولة آل سعود منذ قيامها الأول في عهد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب يرحمهما الله حيث إتفقا على توحيد العبادة لله وحده لاشريك له وتحكيم كتابه العزيز وسنه نبيه المصطفى في جميع شؤون الحياة الخاصة والعامة إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة إن شاء الله تعالى،وفي الختام ندعوا الله العلي القدير أن يحفظ والدنا وسيدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي الأبي وبلادنا المقدسة الطاهرة من كيد وحسد الحاقدين وأن يؤيدنا بعزه ونصره المبين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

ملبس بن صالح بن دحام الزبني - حائل