مسارات
محيسن الجمعان وحسين عبدالغني والفرق بينهما
عبدالرحمن الموزان *
تمر الأيام تباعاً وفي داخلها دقائق قد تكون تاريخية إما سلباً أوايجابياً وترسخ في ذاكرة الراصد والمتابع الرياضي لتلك المشاهدات وما يتبعها من أقوال وتعليقات فردية وجماعية حسب أهمية الواقعة العملية واللفظية وفي مسيرتنا الرياضية نجوماً سطروا عطاءاتهم وتضحياتهم عبر العقود الزمنية التي مارسوا فيها كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى بأحرف من ذهب وظلت ذكراهم العطرة باقية في قلوب كل الرياضيين وهي صورة أخلاقية جميلة باقية مادامت الحياة يتناقلها جيل بعد آخر حتى وهم يمارسون التحليل في بعض القنوات التجارية المتخصصة في هذا المجال. من هؤلاء اللاعب الخلوق محيسن الجمعان الذي أثرى الساحة الرياضية مع منتخب بلاده ومع ناديه بفنه واخلاصه وبأخلاقه الراقية التي جعلته قريباً من كل القلوب وداخل الأفئدة شاهدته وأنا حكم داخل الملعب ثم مراقباً فنياً ثم كاتباً في هذه الجريدة الغراء ومتابعاً لكل ما يقوله أو أكثره عبر الجزيرة الرياضية بكل واقعية وبخبرة رياضية.
منذ بدأت حياتي الرياضية عام 1373ه في النادي الأهلي (الرياض) حالياً ثم في نادي الشباب ثم في الهلال عام 1377ه ثم اتجهت إلى التدريب والتحكيم والمراقبة والمحاضرة حتى وصلت إلى درجة (أستاذ محاضر) عفواً لسرد هذه النبذة السريعة أردت القول انه خلال مراحلي الرياضية لم أر لاعباً متخصصاً في (الاستفزازات) المختلفة سواء كان ذلك في المباريات الداخلية أو الخارجية مثل الفتى حسين عبدالغني رغم أنني من المعجبين بعطائه (الكروي) فقط ولو اقترن ذلك بحسن التعامل مع الخصوم والابتعاد عن الممارسات الأخرى التي شوهت صورته وتاريخه الرياض وهو على مشارف الأربعين وصفحاته الرياضية فيها من النقاط الأخرى التي لم أكن أتمناها وهو كابتن الأهلي ثم النصر وقبله المنتخب السعودي وها هو الآن خارج حسابات التقدير بعد اعتزاله. لم يصافح (رادوي) وهذه حالة فردية جديدة في ملاعبنا رغم ان خصمه أخذ عقوبة ونجا هو من العقوبات الإدارية التي يستحقها إذ إنه ليس من المعقول والمنطق ان يتجنى عليه بدون سبب وهذا هو السائد عند العقلاء.
أتمنى من الكابتن حسين ان يعمل على مسح تلك الصورة وهي في نهاية حياته غفر الله (لوالده) وأسكنه فسيح جناته.. والله المستعان.
*أستاذ محاضر في قانون كرة القدم