الهلال والزحف البطولي
صلاح بن سعيد الزهراني
خمسة عقود مضت، ومضى معها شرخ الشباب في حب هذا الكيان الأزرق، وأصابنا الهرم حيث غزا الشيب المفارق، وعلت النظارات الطبية وجوهنا وأصبحت من سماتنا الثابتة، هذا هو الجيل القديم من أقراني، والحمد لله لم نصب بالسكر أو الضغط إلا من ظروف الحياة وتخلي الصحة عن أجسادنا الواهنة، أما من الناحية الانتماء الرياضي فالحمد لله لم نلق من الهلال إلا بطولات تلو البطولات، وقد عودنا هذا النادي المنفرد في العزف دائماً ذلك، فمنذ نعومة أظفاره لا يمضي عام إلا وفي جعبته نصيب الأسد من البطولات حتى أصبنا نحن محبيه بالتخمة المزمنة، فيا هلالا يتلألأ في سماء الرياض رحمةً بمحبيك القدامى أمثالي ومن هم على شاكلتي، أوقف هذا الزحف البطولي حتى تخف التخمة المفرطة، لعل ذلك يرد عنك حسد الحاسدين وحقد الحاقدين، ولكن هيهات إن أسمعت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي.
كلما ذهب رئيس ذهبي لهذا النادي جاء ذهبي آخر منذ عهد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والأستاذ الجليل تركي السديري متعهم الله بالصحة والعافية، فهم أوائل الذهب، ثم انسكب منجم رؤساء الذهب وكل منهم جاء ليكمل ما بدأه سلفه حتى وصل شبيه الريح ونائبه.
وها هو الهلال يذكرني بطائرة ب52 القاذفة بعيدة المدى، فهو يكتسح كل من يقف في طريقه، والغريب ملاحظة تفشي العنصرية التي ولدها الهلال في قلوب حساده بثقافة الفوز وثقافة الانتصار الدائم، وبالمناسبة (ب) تعني البطولة وال52عدد البطولات.
لقد سبق لي ان كتبت مقالاً عن هذا نادي الانتصارات (الهلال) بعنوان «يا هلال القرن والعقد والمئوية.. ماذا تركت للبقية» ويومها سخر الكثيرون وهاجمني من قدر له أن يفعل، وها أنا اليوم اؤكد أن نادياً كهذا لهو مفخرة لكل سعودي يتذوق حلاوة الرياضة ويعرف حلاوة الانتصار.
فكل الشكر والتقدير والدعاء في هذه السن المتقدمة لكل من وقف ويقف خلف هذا الكيان الذي يزدهر يوماً بعد يوم كما يتلألأ في السماء الهلال.