مرسى الكلمة
الأندية السعودية.. وموسم التخفيضات!
فياض الشمري
زيد وقع للاهلي، وعبيد خطفه الهلال، وعبدالرحمن طار للاتحاد، وصالح في طريقه للنصر، ومحمد يقترب من الشباب، وهكذا نقرأ عناوين تبرزها الصحافة على اعمدتها صباح كل يوم، لا نعلم اين الحقيقة ومن نصدق؟ ما يكتب ام تصريحات بعض رؤوساء الاندية الذين يظهرون ويصرحون حسب مصالحهم؟، الى متى يستمر هذا المسلسل الموسمي الممل والمكشوف، المؤكد ان بعض رؤوساء الاندية عندما يريد الترويج للاعبي فريقه بالانتقال، اما بسبب ازمة خانقة يعيشها ناديه او لطمع في الحصول مبالغ خيالية يبدأ يستعين بأكثر من صديق صحفي لنفاد هذه البضاعة التي يراها مربحة، ويبدو ان هذا الترويج لا يختلف عن الترويج للسلع عندما يقترب شهر رمضان المبارك، والفارق ان رمضان موسم عبادة، بينما فترة الاحتراف تخص بيع وشراء عقود اللاعبين او اعارتهم!
منذ اكثر من عشر سنوات وصالح بشير في الاتفاق تكتب عنه الصحافة وتبرز العروض التي تلقاها وبعضها خيالي وأكبر من ميزانية الاتفاق لموسم واحد، وهناك لاعبين آخرين قيل انهم تلقوا عروضا مغرية من اندية كبيرة، وحتى هذه اللحظة لم ينتقلوا، وبعضهم اعتزال وبعضهم الآخر على مشارف الاعتزال، وهذا مثال على عدم صدقية مثل هذه العروض، والان يبدو نادي القادسية يسير على نفس النهج، فتارة يقال ان الاتحاد اتفق مع ياسر الشهراني بأكثر من 15 مليون ريال، ومرات يقال انه على وشك ارتداء شعار الهلال مقابل عرض عشرة ملايين، وثلاثة لاعبين هلاليين، واحيانا اخرى نقرأ ان الشباب قدم له عرضا يسيل له اللعاب.
الواضح ان هذه الاخبار المتواترة تبث بطريقة تسويقية للحصول على عرض كبير، ويقال ان رئيس ناد في الاضواء اصبح على تواصل مستمر وبصفة يومية مع بعض الصحفيين لاسنتهاض الهمم من اجل ان يكتبوا عن تلقي بعض لاعبي فريقه عروضا مغرية ومن اندية معينة حتى يرتفع سعرهم.
وبالمناسبة فقد كررناها اكثر من مرة ونقولها الان ان اغلى لاعب سعودي لا يمكن ان يقترب من ال 15 مليون ريال، ما لم تتنافس الاندية عليه ليس لأنه لاعب مؤثر ولكن لكي يحرم النادي الاخر من خدماته، والمؤكد ان الشهراني ليس بذلك اللاعب الذي يوصف بالفلتة، ومع هذا ربما تريد ادارة ناديه الترويج له ببسعر خيالي!
ترى لماذا تنشغل الصحافة بعرض عبيد وعقد زيد وبقية اللاعبين والمنتخب السعودي يوشك على الدخول في البطولة الاسيوية، اليس من المستحسن ان يصدر الاتحاد السعودي بالتعاون مع وزارة الاعلام تعميما مادام ان بعض الصحف والملاحق الرياضية لم يستشعروا المسؤولية يقضي بعدم انجراف الاعلام والاعلاميين خلف مثل هذه الاخبار المتواترة حفاظا على استقرار المنتخب وتوجيه االصحافة والتلفزة بالالتفاف حوله، وشحذ همم اللاعبين وتهئته التهئة الصحيحة التي تعينه على المنافسة!!
الا يستحق "الاخضر" منا توحيد الآراء والجهود خلفه حتى يسعدنا ويسعد معنا؟ لماذا لا نصرف الانظار عن غيره ونتفرغ لدعمه؟ ام ان هناك من همه ناديه ولاعبيه ومصالحه الشخصية بعيدا عن مصلحة منتخب الوطن الذي خذله الاعلام مرات عدة بتركيزه على قضايا هامشية وغير مؤثرة، والأسوأ من ذلك انه لم يسلم مع مدربه ولاعبيه وجهازه الاداري من النقد العاطفي القاس بسبب الميول مع الاسف!