بعد أن قطعا نصف المشوار في ذهاب دور الثمانية الآسيوي أمام شونبوك والغرافة
الهلال والشباب .. يوم الوطن
تقديم: فهد الذيابي ونايف الثقيل
تتجه أنظار الجماهير السعودية قاطبة عند الـ 5.30 من مساء اليوم نحو العاصمة القطرية الدوحة وتحديدا إلى ستاد ثاني بن جاسم للقاء ممثلها الأول الهلال عندما يحل ضيفا على الغرافة القطري في إياب دور الثمانية من دوري أبطال آسيا قبل أن تتوجه مره ثانية عند الـساعة 8.15 من مساء اليوم نفسه نحو ستاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض لمتابعة ممثل الوطن الثاني الشباب الذي يستضيف شونبوك موتورز الكوري الجنوبي في نفس الدور وكلها أمل في إكمال فرحتها بخطف بطاقتي التأهل لنصف نهائي البطولة الآسيوية وإضافة عيدين لعيد الوطن الـ 80 غدا.
ففي الدوحة، ورغم صعوبة المهمة التي تكاد تكون شبه مستحيلة، فإن الغرافة يتمسك بالأمل الضعيف في التأهل إلى نصف نهائي الأبطال في مواجهته الشاقة مع الهلال الذي قطع أكثر من نصف المشوار بفوزه في لقاء الذهاب. فاز ''الزعيم'' ذهابا في الرياض بثلاثية نظيفة، ويسعى بدوره إلى تأكيد تأهله إلى دور الأربعة لأنه يطمح إلى أبعد من ذلك أيضا، وتحديدا إلى إحراز اللقب وتمثيل القارة الآسيوية في بطولة العالم للأندية في أبو ظبي في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. حسابيا، يتعين على الغرافة الفوز بأربعة أهداف نظيفة لانتزاع بطاقته إلى نصف النهائي، أو على أقل تقدير تحقيق نفس نتيجة الذهاب واللجوء إلى الوقت الإضافي أو الركلات الترجيحية. مهمة الغرافة صعبة لأكثر من سبب في مقدمتها فارق الأهداف الذي يثقل كاهل الفريق القطري ويدفعه لتقديم جهد غير عادي لتجاوزه، إلى جانب معاناة الفريق من غياب بعض العناصر المهمة والمؤثرة أبرزهم صانع الألعاب البرازيلي جونينيو لإصابته في مباراة الذهاب، وكذلك سعود صباح لاعب الوسط للإصابة في مباراة لخويا ضمن الدوري المحلي. ولم يتضح الموقف بالنسبة للمدافع جورج كواسي الذي تعرض للإصابة إمام لخويا أيضا. والأهم من كل ذلك معاناة الفريق من الإرهاق جراء كثرة المباريات في الفترة الأخيرة إذ رفض الاتحاد القطري تأجيل إي مباراة له في الدوري المحلي ما جعل مدربه البرازيلي كايو جونيور يوجه انتقادا عنيفا للاتحاد مؤكدا ''أن خوض اللاعبين ثلاث مباريات قوية في تسعة أيام أمر غير إنساني''. ومن الأسباب التي تجعل مهمة الغرافة صعبة أيضا قوة الفريق السعودي الذي يعيش في الفترة الحالية أفضل حالاته ويخوض البطولة بقوة من أجل المنافسة عليها للمرة الأولى حيث لم يسبق له الفوز بلقبها بنظامها الجديد. لكن الغرافة الذي يدرك جيدا أن مهمته شبه مستحيلة يرفض الاستسلام ويصر على التمسك بأمله الضعيف حتى اللحظة الأخيرة خاصة أن المباراة تقام على ملعبه وبين جمهوره، كما أن مدربه نجح في علاج الأخطاء القاتلة خاصة الدفاعية التي أدت إلى الخسارة الثقيلة في الرياض، واستعاد المهاجمان البرازيلي كليمرسون، والعراقي يونس محمود خطورتهما وهوايتهما بالتسجيل في مباراة لخويا. وأكد كايو جونيور أن فريقه ''لديه الأمل والرغبة في الفوز على الهلال رغم صعوبة المهمة والإرهاق الذي يعاني منه لاعبوه''، مشيرا إلى أنه ''قد يضطر إلى الاعتماد على عدد من البدلاء''. ويعود إلى الهلال في مباراة الإياب نجمه السويدي كريستيان فيلهلمسون الذي غاب عن الذهاب بسبب الإيقاف، وسيشكل مع ياسر القحطاني، عيسى المحياني، ومحمد الشلهوب قوة هجومية خطيرة.يضم الهلال أيضا عددا من النجوم البارزين أمثال الكوري الجنوبي لي يونغ، أسامة هوساوي، الروماني ميريل رادوي، والبرازيلي نيفيز. ولا يزال الهلال يعيش فترة العروض القوية بقيادة مدربه البلجيكي اريك جيريتس الذي قدم إليه من مرسيليا الفرنسي قبل انطلاق الموسم الماضي. وتتضارب الأخبار بالنسبة إلى جيريتس، ففي حين تؤكد تقارير صحافية مغربية أن مباراة الإياب ضد الغرافة ستكون الأخيرة له مع الهلال، تبقى الأمور على حالها في السعودية طالما أن الفريق مستمر في السباق إلى لقب بطل دوري أبطال آسيا والمشاركة في بطولة العالم للأندية. الاتحاد المغربي كان قد تعاقد مع جيريتس للإشراف على منتخبه، لكن مشاركة الهلال في دوري أبطال آسيا ووصوله إلى مراحل متقدمة فيها يؤخر انضمامه إليه في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2012. وفي الرياض، سيكون الشباب أمام فرصة ذهبية لبلوغ نصف النهائي عندما يستضيف شونبوك موتورز الكوري الجنوبي. وكان الشباب قد خطا الخطوة الأهم في مباراة الذهاب حيث عاد من كوريا بفوز ثمين بهدفين نظيفين، ويسعى في الرياض إلى تكرار فوزه على منافسه لحجز بطاقته إلى دور الأربعة، خصوصا أن نتيجتي التعادل وحتى الخسارة 0/1 تبقيان في مصلحته. قدر الشباب أوقعه في مواجهة فريق كوري عنيد، وسيصبح متخصصا في المواجهات الكورية إذ فريقا كوريا آخر سيكون بانتظاره في نصف النهائي في حال أكد تأهله، وهو سيونغنام ايلهوا على الأرجح الذي اكتسح مواطنه سوون بلوينغز ذهابا 4/1. يسعى الشباب إلى استثمار الروح المعنوية العالية للاعبيه لحسم بطاقة التأهل، وسيركز مدربه الأورجوياني خورخي فوساتي على أسلوب لعب متوازن دفاعا وهجوما لأنه يدرك جيدا أن الفريق الكوري سيندفع إلى الهجوم بغية إحراز هدف مبكر ما سيجعل المساحات متاحة أمام لاعبي الشباب. ويعتمد فوساتي على تشكيلة مميزة من اللاعبين تضم وليد عبد الله في حراسة المرمى، البرازيلي مارسيلو تفاريس، الشاب سند شراحيلي بديل قاد الفريق نايف القاضي المصاب، عبد الله شهيل العائد من الإصابة أيضا بعد غيابه عن مباراة الذهاب، وحسم معاذ في الدفاع.ويتكون خط الوسط من احمد عطيف وعمر الغامدي اللذين يجيدان المساندة الدفاعية والهجومية على حد سواء في ظل غياب المحور عبد الملك الخيبري لطرده في المباراة الماضية، فضلا عن البرازيلي مارسلو كاماتشو وعبده عطيف. ويعول فوساتي في الهجوم على مواطنه أوليفيرا الذي سجل الهدف الأول في مباراة الذهاب، وناصر الشمراني. ويمكن للمدرب الأوروجوياني الاعتماد على مدافعه تفاريس للحد من انطلاقة الكوريين، خاصة بعد تألقه في مباراة الذهاب حيث أوقف خطورة المهاجم بارك دونغ وشل حركته بنسبة كبيرة، كما يملك فوساتي بدائل جيدة كعبد العزيز السعران وفيصل السلطان وعبد الله الأسطا.في المقابل، يدخل شونبوك على أنه خياره الوحيد هو لتعويض خسارته في الذهاب، وهو يتميز بالسرعة العالية التي قد تسبب في كسر مصيدة التسلل التي ينتهجها الشباب في معظم لقاءاته.