اخبآر الهلال ليوم الاثنين 7\8\1431

بدون مجاملة
رعاية الشباب ومكافآت الشورى
عبد العزيز الهدلق





في خضم منافسات كأس العالم وحينما كان الجميع مشدودين لهذه المنافسات المحتدمة تضاءل حضور المشهد الرياضي المحلي حتى كاد صوته لا يسمع.

وفي تلك الأثناء عاد أعضاء مجلس الشورى للحديث عن الرياضة المحلية وعن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب وواصل بعضهم هجومه غير المبرر على جهاز الرئاسة.

وأنا أقول غير المبرر ليس دفاعًا عن الرئاسة ولكن لأن العضو الفاضل (المهاجم) لم يقدم المبررات المقنعة لهجومه. فعضو مجلس الشورى الدكتور زين العابدين بري قال حسبما نشر في الصحافة: (ماذا سنضيف إذا تم تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة؟، فلازالت إخفاقات المنتخب مستمرة). وهنا نسأل العضو الفاضل.. هل يقاس أداء جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب (بجميع أنشطتها) بأداء ونتائج المنتخب..!!؟

أما العضو الفاضل الدكتور عبد الله بخاري فعارض مقترح تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة بقوله: (هل تستحق أن نكافئها بأن تتحول إلى وزارة؟).

والسؤال للعضو المحترم.. هل تحويل جهاز إداري من كيان تنظيمي إلى كيان تنظيمي آخر هو مكافأة للجهاز على عمله وأدائه.. أم أنه يأتي لضرورة إصلاحية وتطويرية تهدف إلى الارتقاء بأداء ذلك الجهاز وجعله أكثر قدرة على أداء مهامه ومسؤولياته ومتمتعًا بآليات إدارية وتنظيمية حديثة تمكنه من تحقيق أهدافه..!!؟

وأنا لا اعترض على رفض التوصية أو المقترح.. ولكن اعتراضي هو على مفردة (مكافأة) التي ما كان يجب أن ترد في ذلك السياق لأن مجلس الشورى ليس من مهامه تقديم المكافآت للأجهزة الحكومية. فهو عندما يوصي بتحويل جهاز إداري من كيان تنظيمي إلى كيان تنظيمي آخر فإنما هو يوصي بذلك من أجل التحديث والتطوير والإصلاح وليس مكافأة لذلك الجهاز.

للأسف أن تلك الطروحات التي من خلالها يتم مناقشة جهاز رعاية الشباب ومستوى أدائه لا يمكن أن تفضي إلى توصيات أو نتائج إيجابية أو مفيدة. فهي لا تبتعد كثيرًا عن تلك الطروحات للعضو الدكتور عبدالرحمن العناد الذي سبق أن انتقد الدوري السعودي ووصفه بالممسوخ، بالرغم من أن هيئات دولية متخصصة صنفته في المركز الأول عربيًا والرابع عشر عالميًا.

إن عدم موضوعية ودقة مناقشات مجلس الشورى فيما يخص مجال الشباب والرياضة عائد إلى عدم وجود المتخصص في هذا المجال الذي يستطيع أن يقدم رؤية صحيحة ويثري الطرح وينتقد بإحاطة ومعرفة دقيقة، بحيث لا يكون الطرح منطلقًا من انطباعات شخصية ورؤية ضبابية وآراء عامة، تفضحها عبارات مثل (الدوري الممسوخ) وربط قياس أداء رعاية الشباب بنتائج المنتخب، وتسمية التوصية بتطوير الجهاز الحكومي بالمكافأة...!!