كيفية التعامل مع المتاعب الصحية أثناء الحمل:
يجب عدم التسرع بطلب الدواء لمواجهة الأوجاع الصحية بسبب الحمل خاصةً خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل حرصاً على سلامة الجنين من أي أذى قد يلحق به أثناء النمو بسبب التأثيرات الضارة للأدوية الكيماوية.
(حرقان القلب).
هي حالة حموضة المعدة حيث تتميز بانبعاث ألم في الصدر تجاه مكان القلب.
ويظهر هذا الحرقان في فترة متأخرة نسبياً من الحمل حيث يزداد ضغط الجنين على المعدة فتختل قدرتها على هضم الطعام بشكل جيد، كما يساعد على انبعاث هذا الألم تناول وجبات كبيرة من الطعام أو عدم مضغ الأكل جيداً، أو الإكثار من تناول المأكولات الدسمة أو المواد الحريفة، مما يؤدي إلى عسر الهضم.
لذلك فإن تنظيم الغذاء في هذه الحالة شيء ضروري للتغلب على حرقان القلب، ومن الأفضل تناول عدة وجبات صغيرة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
وفي حالة استمرار الحرقان يمكن تناول أحد الأدوية الشائعة المضادة للحموضة ويفضل استشارة الطبيب.
(غثيان الصباح).
يكثر حدوثه في الشهرين الأول والثاني من الحمل ثم يختفي تدريجياً مع تقدم الحمل، وقد يصحبه حدوث قيء، والأمر بصفة عامة يختلف من سيدة إلى أخرى، فقد لا تشعر بعض السيدات بشيء من هذا القبيل، بينما تعاني أخريات من هذا العرض بشدة، فالجهاز الهضمي لدى بعض السيدات أكثر حساسية منه لدى البعض الآخر، فإذا كنت ممن يعانين من الغثيان في الصباح، أنصحك بعمل الآتي:
- أن تأكلي شيئاً في الفراش قبل مغادرته في الصباح وأفضل ما تأكلينه هو البسكويت أو"التوست" أو "البقسماط".
- عليك ألا تغادري الفراش على الفور وإنما بعد حوالي ربع ساعة منذ تناول هذه الوجبة الخفيفة وتكون حركتك خفيفة على مهل.
- تجنبي تماماً القيام بأي عمل بعد الهبوط من الفراش مباشرةً مثل إعداد الإفطار أو غسل الأطباق، وأجّلي غسل أسنانك إلى ما بعد الإفطار واتركي تنظيم الفراش وباقي الواجبات بعض الوقت، وليس معنى ذلك أن تتكاسلي تماماً أو تظلي بالفراش طوال النهار فهذا غير مطلوب نهائياً.
- تجنبي تناول الأطعمة الزائدة الحلاوة أو تناول سوائل بكثرة وخاصةً في الصباح، ومن الأفضل أن تتناولي ست وجبات صغيرة بدلاً من ثلاث وجبات رئيسية. أو تتناولي وجبات خفيفة مثل البسكويت أو البقسماط مع كوب من اللبن فيما بين الوجبات الرئيسية الثلاث حتى تنتهي حالة الدوار.
- إذا شعرت بميل للقيء في أي وقت أثناء النهار، عليك أن تسترخي قليلاً في الفراش وإياك أن تجوعي نفسك.
- في حالة استمرار المتاعب يمكن تناول دواء مضاد للغثيان والقيء( ويفضل استشارة الطبيب) .
(سيلان اللعاب).
هو من المتاعب التي تعاني منها بعض الحوامل لسبب غير معلوم تماماً، لكن عدم العناية بنظافة الفم أو وجود بؤر صديدية به يساعد على كثرة اللعاب، وأحياناً يسيل اللعاب بغزارة فيسبب مضايقات شديدة للحامل وتشعر بالاكتئاب وربما تفقد القدرة على النوم.
للتغلب على هذه الحالة ينبغي العناية بنظافة الفم، والتخلص من أي بؤر صديدية به، وتناول عدة وجبات صغيرة بدلاً من ثلاث وجبات رئيسة.
كما ينصح بمضغ"اللبان".
(الإمساك).
يحدث نتيجة لبطء حركة الأمعاء عند الحامل بفعل التغير الهرموني، والحقيقة أن هذا الإمساك البسيط له فائدة للحامل، فبقاء الطعام المهضوم بالأمعاء لفترة أطول يمكّن الجسم من امتصاصه لأقصى درجة، فتستفيد الحامل بكل ما يحمله الطعام من فيتامينات وأملاح وخلافه.
لذلك لا يفضل أن تلجأ الحامل لأي أدوية لعلاج هذا الإمساك الخفيف، ويكفي أن تكثر من السوائل وخصوصاً الماء، وتكثر من تناول الخضراوات والفاكهة لأن أغلبها يحتوي على نسبة مرتفعة من الألياف التي تقلل من الإمساك.
كما يجب أن تلاحظ الحامل أن الكسل وقلة الحركة يزيد من كسل الأمعاء لذلك فالحركة العادية وممارسة الأنشطة اليومية الخفيفة أمر ضروري.
(البواسير ودوالي الساقين).
الدوالي عبارة عن ظهور الأوردة بوضوح مع تمددها وتعرجها، وقد تظهر في أماكن مختلفة لكن أهمها في الساقين، وحول المستقيم والشرج حيث تسمى البواسير.
ومن أهم أسباب ذلك كثرة"الحزق" بسبب الإمساك، ولذلك فإن في مقدمة ما ننصح به للعلاج هو تجنب كثرة"الحزق" أو تجنب الإمساك ومداواته بالطرق السابقة.
وأحياناً تصبح البواسير مؤلمة جداً إذا تدلت خارج الشرج أو أصابها التهاب، في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب. وعادةً يزول الألم بإدخال البواسير في الشرج ويكون ذلك بأن تلفي قطعة قطن مبللة بالفازلين حول الأصبع ثم تنامي على جانبك، وتضعي وسادة تحت آليتك وتدفعي البواسير إلى الداخل بالأصبع.
أما في حالة حدوث نزف للبواسير فلا بد من استشارة الطبيب لينصح بالعلاج المناسب.
كما تتعرض الحامل للإصابة بدوالي الساقين، بسبب ركود تيار الدم في الساقين نتيجة لضغط الرحم على أسفل البطن وأعلى الفخدين.
وللحد من هذه الحالة يجب تجنب كثرة الوقوف لفترة طويلة، وترفع الساقان على وسادة أثناء الجلوس، وقد يحتاج الأمر إلى ارتداء شراب طبي، وهذه الدوالي تتحسن إلى حد كبير أو تزول تماماً بعد الولادة.
(تقلص عضلات الساقين).
قد تظهر تشنجات ببعض عضلات الجسم في الفترة الأخيرة من الحمل، خاصة عضلات الساقين نتيجة لبطء الدورة الدموية بها بسبب ضغط الرحم الممتلئ على الأوعية الدموية الكبيرة في أسفل البطن وأعلى الفخدين. ويظهر تشنج العضلات في الليل عندما تأوي الحامل إلى فراشها أكثر من أي وقت آخر، ويمكن تخفيف هذا التشنج بتدليك الساقين وعمل تمرينات خفيفة للقدمين كثنيهما لأعلى وأسفل حتى تنشط حركة الدم، ويفيد كذلك وضع قربة ماء دافئ على العضلات المتشنجة.
(نوبات الإغماء).
قد تتعرض الحامل لنوبات إغماء، خاصة في الشهور الأولى من الحمل، وعادة يكون السبب حدوث انخفاض بضغط الدم، ويصبح الأمر بالغ الخطورة إذا حدثت نوبة الإغماء أثناء عبور الشارع.
مثل هؤلاء الحوامل يجب ان يكنّ دائماً بمرافقة أحد الأشخاص في مثل هذه الظروف.
كما يجب عليهن الاهتمام بتناول غذاء صحي مناسب والإكثار من شرب السوائل، وأخذ قسط وافٍ من النوم يومياً.