اليوم السعودي
رغم تصريح العنقري بقبول 250 ألفاً
اختبارات القياس تحرم 100 ألف طالب من المقاعد الجامعية
محمد دوش - مكة المكرمة
من اختبارات القياس
أصيب الآلاف من أولياء الأمور ممن تحصل أبناؤهم (طلاب وطالبات) على معدلات عالية في الشهادة الثانوية هذا العام بمختلف المناطق السعودية بإحباط وقلق شديد على مصير أبنائهم نتيجة عدم قبولهم بالجامعات والكليات الجامعية بسبب ما وصفه العديد منهم (بمركز التحطيم) في إشارة منهم الى المركز الوطني للقياس والتقويم , ومنهم من ذهب الى حد المطالبة بإيقاف المركز وعدم الاعتماد عليه في عملية القبول مستشهدين في ذلك بالعديد من الوقائع والسلبيات التي أظهرتها نتائج اختبارات المركز لاسيما بعد ضم الطالبات في هذا العام الى إخوانهم الطلاب في تحديد مصيرهم بناء على النتائج غير الواقعية التي تظهر عن المركز كما يقولون . ويفيد المواطن احمد المسرحي أن ابنه الحاصل على معدل ( 86ر95 % ) في الثانوية العامة القسم العلمي لم تمكنه هذه النسبة من القبول في الجامعة نتيجة حصوله على درجات أقل في التحصيل عنها في القدرات مما أدى الى عدم قبوله , مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ابنه أدى ثلاثة اختبارات للمركز الوطني للقياس على مدى السنوات الثلاث الماضية ولم يفصل بين اختبار وآخر سوى زيادة درجة واحدة فقط مما يعني أن اختبارات المركز لا تخضع للمعايير الحقيقية والصحيحة والدرجة التي يتم إضافتها هي مقابل المائة الريال التي يدفعها الطالب عن كل اختبار يؤديه , مستشهدا في ذلك بنتائج المركز لهذا العام حيث أظهرت كما يقول أن جميع طلاب وطالبات القسم العلمي (الطبيعي) الذين يحتاجون درجات أعلى في (التحصيل) نالوا درجات أعلى في (القدرات) , بينما الأقسام الأدبية الذين يحتاجون الدرجات الأعلى في (القدرات) تحصلوا على الدرجات الأعلى في (التحصيل) , واصفا هذا الإجراء بأنه تحطيم لكل الآمال والطموحات سواء بالنسبة للطلبة أو أسرهم .
أما المواطن عبد الله العتيبي فقد تحدث قائلا : أطالب بإلغاء المركز الوطني للقياس حيث تسبب في عدم قبول ابنتي الوحيدة بعد حصولها على معدل (75ر88 %) في الثانوية العامة القسم الأدبي وكان أملي أن تلتحق بالجامعة أو إحدى الكليات الجامعية لكننا فوجئنا بأن القبول في هذا العام يعتمد في المقام الأول على درجة اختبار المركز وخاصة درجة (القدرات) منها , لاسيما وأن درجتها في (التحصيل) كانت أعلى من القدرات , بينما ابنة أخي التي تخرجت أيضا من القسم (العلمي) فقد كانت درجتها عكس الدرجات التي تحصلت عليها ابنتي إذ تفاجأنا بأن الدرجة التي تحصلت عليها في (القدرات) كانت أعلى بكثير من درجة (التحصيل) .. ويضيف العتيبي أن الكثير من أولياء الأمور الذين التقيناهم خلال مراجعتنا للمسئولين في الجامعة كان الجميع يتحدث عن هذه المشكلة والمعاناة التي نعيشها هذه الأيام .
من جانبهما أكد المواطنان (صالح القرشي , وعبده عقيلي) أن اختبارات مركز القياس أصابتهما وغيرهما الآلاف من المواطنين في كافة المناطق بإحباط شديد جعلهم يعيشون وأسرهم في قلق نتيجة عدم قبول أولادهم وبناتهم حتى الآن سواء في الجامعة أو إحدى الكليات الجامعية .
ويتساءل المواطن ناصر الغامدي .. كيف تصبح اختبارات المركز الوطني للقياس والتقويم ملزمة للراغبين في الالتحاق بالأقسام النظرية سواء الطلاب أو الطالبات .
ويؤكد أحد الطلاب الذين حصلوا على الثانوية العامة القسم العلمي والذي رمز لاسمه بـ(م . الحربي) وسبق له تأدية اختبارات المركز الوطني للقياس في العام قبل الماضي حيث (يقسم بالله) أنه في أحد تلك الاختبارات لم يقرأ سوى السؤال الأول فقط من كراس الأسئلة ثم أغلقها وبدأ في الإجابة بتظليل دائرة واحدة عن كل فقرة , دون أن يعلم ماذا في كراس الأسئلة حتى اكتملت جميع الإجابات حينها تفاجأ أحد المراقبين (على حد قول الطالب) عندما طلب منه تسليم ورقة الإجابة , فرد عليه ذلك المراقب متسائلا : كيف انتهيت من الإجابات والطلاب جميعهم لا يزالون في الفقرة الثانية من الإجابات ..؟ فعرضت عليه نموذج الإجابات حينها لم يكن بيده حيلة وخضع للأمر الواقع , ويشير أنه حصل في ذلك الاختبار على أعلى درجة في التحصيل تجاوزت (85 درجة) .
هذا وتشير التقديرات الى أن الطلاب والطالبات الذين سجلوا بياناتهم في الموقع الالكتروني لجامعة أم القرى وهو التسجيل المركزي للقبول بالجامعة والكليات الجامعية الأخرى بمدينة مكة المكرمة والذي يحدث لأول مرة قد تجاوز عددهم (60) ألف طالب وطالبة , وتفيد بعض المعلومات التي تحصلت عليها صحيفة (اليوم) من مصادر أكاديمية طلبت عدم ذكر اسمها أن عدد الذين سيتم قبولهم لن يتجاور (20) ألف طالب وطالبة سواء في الجامعة أو بقية الكليات الجامعية ألأخرى.
وفي منطقة الباحة أيضا قدر عدد الخريجين من الثانوية العامة هذا العام بحوالي (40) ألف طالب وطالبة , فيما تشير المعلومات أن عملية القبول بجامعة الباحة لن تتجاوز ( 6000) طالب وطالبة , هذا عدا بقية المناطق الأخرى والتي تأتي في مقدمتها منطقة الرياض والمنطقة الشرقية ومحافظة جدة والمناطق الأخرى والتي تتجاوز فيها أعداد الخريجين أضعاف هذه الأرقام بكثير .
وكان وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري قد صرح في وقت سابق أنه سيتم في هذا العام قبول (250) ألف طالب وطالبة بالجامعات السعودية .
ووفق المشاهد اليومية للمراجعين من أولياء الأمور من داخل بعض الجامعات خلال الأسابيع الماضية منذ بدء عملية القبول فإن أكثر من (100) ألف طالب وطالبة على أقل تقدير في مختلف المناطق السعودية لن يتم قبولهم بسبب اختبارات المركز الوطني للقياس والتقويم .