صدى الواقع
الهلال الهادئ ، والوحدة المزعج!

خالد المشيطي

نموذجان يوضحان الفرق بين نوعية القيادة في الأندية، ناديان يقفان على طرفي نقيض هما: الهلال والوحدة، وأسوق نادياً ثالثاً تبدلت حالته بعد تبدل قيادته وهو القادسية، أذكر قبل سنوات أن مشكلاته تسيدت الساحة الإعلامية فترة زمنية ليست قصيرة، كان المسرح مفتوحا والجمهور يتفرج ويضحك عليهم، لا لهم، فالمسرحية تراجيدية، والأبطال: الرئيس المتواجد والراحل والمشرف على كرة القدم وآخرون، أما المعدون فهم من يغذون الممثلين ممن يعملون في الخفاء، غابت القادسية بعد تبدل القيادة حيث ساد الصمت، لكن الساحة لم تخل من الضجيج، إذ ظهرت الوحدة منذ أكثر من سنتين تملأ مشكلاتها الإعلام، وبسببها توهمنا أن السلبيات فيها أكثر من الإيجابيات إلى درجة ظننا أن الوحدة ناد مختص بالمصارعة!

لا يخلو أي عمل من المشكلات، الأندية تمتلئ بها، لكن الفرق بينها قدرة المنتسبين إليها، لماذا لم نر أو نسمع عن صراع يدور داخل الهلال مثلا؟ هل يعقل أنه لا توجد فيه أية مشكلة، الواقع يؤكد أنه لا يخلو من المشكلات، كما هي طبيعة أي نشاط، لكن إذا كانت القيادة قوية وحكيمة استطاعت السيطرة عليها مهما كانت يسيرة لأنها إن خرجت اشتعلت وتوسعت، وحينئذ يصعب احتواؤها، أكاد أجزم أن الهلال (القدوة) لولا القدرات القيادية فيه لما تزعم آسيا، إن من يحصر نفسه داخل دائرة الصغائر سيقع أسيرا لها، لكن (ومن تكن العلياء همة نفسه.. فكل الذي يلقاه فيها محبب)، فمن ينظر إلى السماء كالهلال لا يطأطئ رأسه إلى ما بين قدميه، وإن فعل سار إلى الأسفل.

تبتلى بعض الأندية بشخص يصعب السيطرة عليه يجعل من نفسه إذاعة حرة يرغب في نشر كل شيء بلا تحفظ، ويرى أن النقد يعني كشف العورة، ثم يجاريه في مستوى تفكيره آخرون يرون أنه من الضرورة الرد عليه بهدف إلجامه، وأحيانا الانتقام منه أو تعريته كما يظنون مع أن تركه أسلم، فهدفه الأول الشهرة حتى إن خالف التيار، وحتى إن كره الجميع فيه، لا يهم طالما أن صوره ستخرج في الصحف.

من البديهي أن نتألم لما يحدث في الوحدة لأن التعرض لأعمال الأشخاص فضلا عن ذواتهم هو أمّ المشكلات، يمكن أن يُقضى على أية مشكلة في مهدها إن وجد في الموقع شخص حكيم يتمتع بشخصية قوية يظل مرجعا ويستطيع السيطرة على الأشخاص بما فيها ألسنتهم، بل وأفكارهم، لكننا نحن معشر الإعلاميين أحد المستفيدين من مثل هذه الفضائح لأنها تغذي الصفحات بالمواد حتى إن كانت سلبية!!