علي اليوسف
(أندية الفلوس والأكل)
ربما تكون المقالات التي يتناولها الكتاب الرياضيون قليلة بشأن رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة أو ممارستها عبر أنديتنا من باب أن هذه المقالات لاتشد الانتباه بقدر ما ان كتبت عن أندية كرة القدم سأجد الردود هنا وهناك وانتشارا كبيرا في المنتديات ، والخطابات والايميلات ، ولكن رغم كل ذلك سأواصل اليوم الحديث عن رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة لأن هذه الفئة الغالية علينا جزء من مجتمعنا ، وهناك الكثير من البيوت يتواجد فيها من فقد بصره أو حركة طرف من جسمه أو قدرته على التفكير الكامل.
البرنامج الصيفي الذي يقيمه نادي الشباب لذوي الاحتياجات الخاصة فكرة رائدة تستحق الاهتمام ، وأعتقد أن ناديا عريقا كالشباب ينفذ هذه الفكرة جدير بأن تحذو الأندية الأخرى ممن تدعي النموذجية وتطبق الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بتنفيذ برامج رياضية وثقافية واجتماعية لهذه الفئة بدلا من الجري ( فقط ) وراء تعليم سباحة واقامة دوري كرة قدم للحواري وتعليم حاسب آلي ومعارض فنية وملأ بطون المشاركين بالهامبورجر والبطاطس المقلي سعيا وراء كسب مالي لا أقل ولا أكثر.
فكرة نادي الشباب يجب أن تكون درسا لكل الأندية التي تدعي أنها تقيم برامج صيفية للأطفال والكبار دون النظر الى أن في المجتمع فئة يجب أن تدمج معهم وان كانت الحجة بعدم وجود من يدربهم فهناك العديد من المعلمين لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس في التخصصات المختلفة من الممكن الاستعانة بهم للتدريب لأنه في اعتقادي تطبيق فكرة كبيرة ولعدد يفوق ( 160 ) معاقا في نادي الشباب بالامكان زيارته وأخذ الخبرة منهم ومن ثم تطبيقها في الأندية.
عندما نقول :إننا دولة رائدة في العناية بذوي الاحتياجات الخاصة فإننا لابد أن نكون عند حسن الظن وعلى قدر المسؤلية ، ويجب أن يكون لفئة ذوي الاحتياجات تواجد في كل شئ ، لا أن نقول إن لديهم مراكز رياضية من قبل رعاية الشباب يجب أن يذهبوا اليها فنكون بذلك قد حاصرناهم في مكان مغلق بعيدا عن المجتمع وبعيدا عن أسلوب الدمج الذي يطبق عالميا وحتى في مدارسنا.
يجب أن نخرج عقولنا وأفكارنا من قوقعة الاهتمام بالأشخاص الأصحاء فقط بعيدا عن كل فئات المجتمع ، فمبادرة نادي الشباب كان من الأولى أن تبادر لها العديد من الأندية ومنذ سنوات ، لأن الاندماج الرياضي سيحقق العديد من الفوائد أهمها المساعدة في العلاج النفسي والبدني للشخص من ذوي الاحتياجات ، وليكون لدينا في المستقبل العديد من الأبطال الرياضيين من هذه الفئة وليرفعوا رؤوسنا كما رفعها مؤخرا منتخب ذوي الاحتياجات للاعاقة الحركية في بطولة العالم لألعاب القوى بسويسرا.