فيكتور متصدرا وبوقاش ثانيا والعربي يزاحم الشمراني
في سباق الهدافين .. الوطني غائب

فيكتور سيموس
فارس المحيميد من الرياض
في الأعوام الماضية كانت الأندية تعتمد بشكل رئيسي على مجموعة من اللاعبين المحليين المميزين لقيادة خط هجوم فرقها لكرة القدم، حيث كان التنافس على أشده للحصول على جائزة هداف المسابقة، والرابح الأكبر آنذاك هو المنتخب السعودي الذي كان يصول ويجول في البطولات كافة بوجود خط هجوم قوي وناري.
الآن تغير الحال، حيث أصبحت الأندية تعاني قلة اللاعبين في خط الهجوم والذين يحدثون الفارق الفني، غاب المهاجم السعودي عن قائمة الهدافين لدوري زين السعودي الذي سيطر عليه اللاعبون الأجانب، الجزائري الحاج بوقاش الأول (8 أهداف)، البرازيلي فيكتور ثانيا (8 أهداف)، المغربي يوسف العربي (5 أهداف)، وناصر الشمراني ثالثا (5 أهداف)، حيث لا يوجد فيها إلا لاعب سعودي واحد في أوائل الهدافين والذين ينافسون على صدارته. مؤشر خطير يؤكد أن هناك خللا واضحا في هذا المركز بالتحديد، وبات اللاعب الأجنبي هو الحل الأسرع للأندية لتغطية الضعف فيه، ليدق ذلك ناقوس الخطر، لأن المنتخبات الوطنية تعاني كثيرا في هذه الناحية، الأسباب عديدة ومختلفة وبعضها يمكن حله سريعا والبعض الآخر يحتاج إلى وقت وعمل كبيرين.
,شدد المدرب الوطني المعروف محمد الخراشي على أن قلة التهديف من اللاعبين السعوديين تعتبر أمرا طبيعيا في ظل التواجد الكبير للعنصر الأجنبي في هذا المكان بالتحديد، وقال "الأندية لدينا تعتمد وبشكل كبير على العناصر الأجنبية في خط الهجوم، وهذا ما جعل الاعتماد لا يكون على اللاعب السعودي الذي أصبح الحل الأخير لدى المدربين؛ وهذا ما جعل نسبة التهديف تكون قليلة للأسماء السعودية، وخلال الأعوام الماضية كانت الأسماء الأجنبية هي التي تهيمن على قائمة الهدافين باستثناء مهاجم الشباب ناصر الشمراني، والسبب يعود لاعتماد فريقه عليه بشكل أساسي، وطرح كامل الثقة عليه؛ وهو ما جعله يستمر في توهجه وتألقه".
وزاد "هذا الأمر لم يقتصر على الضعف في خط الهجوم، بل شاطره في الآونة الأخيرة قلة صناع اللعب السعوديين، وهذا يعود للسبب نفسه وهو الاعتماد على العنصر الأجنبي بشكل كبير حتى وصل التأثير للمنتخب السعودي الذي من خلاله تأكدنا أن هناك خللا هجوميا، إضافة إلى صناعة اللعب، والحل هو تقليل عدد اللاعبين الأجانب الذين يسمح للأندية بالتعاقد معهم ومن خلاله يتم إعطاء الفرص وبشكل كبير وبأعداد أكبر؛ لأن الخيارات تتركز على اللاعبين السعوديين، وحينها يتم اكتشاف مواهب وإمكانات أكبر من الموجودة حاليا".
وختم حديثه بقوله: "الكرة السعودية لديها لاعبون على مستوى عال، ولكن ينقصها تطوير الإمكانات من قبل المدربين والاعتماد عليهم بشكل أكبر وقتها سيكون المنتخب السعودي أفضل بكثير؛ لأن المنتخب من مكاسب الأندية".

من جانبه، أكد المدرب الوطني حمود السلوة، أن الخطط التدريبية في الفترة الأخيرة هي التي جعلت خط الهجوم يقل مفعوله بشكل واضح.
وقال: "المدربون في الفترات الأخيرة يعتمدون بشكل كبير على الطرق الدفاعية وبشكل مبالغ فيه، إضافة إلى اللعب بمهاجم وحيد مع تكثيف خط الوسط وبالتالي تكون احتمالية تسجيل لاعبين خط الوسط للأهداف هي الأكبر، وهذا أمر لا يقتصر على الدوري السعودي فقط، بل على مستوى الدوريات العالمية، حيث إنه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة تنافس على صدارة الهدافين في الدوري الإسباني ميسي وكريستيانو، وهذا يؤكد أن الكرة الحديثة بدأت بتغيير الفكر الكروي للجميع".
وزاد: "تواجد اللاعب الأجنبي أيضا من الأسباب المؤثرة بشكل كبير، إلا أن المهاجم الهداف الذي يملك حساسية التهديف بشكل كبير غير متوافر في اللاعبين السعوديين منذ فترة ليست بالقصيرة والأندية هي التي تسهم في هذه المسؤولية؛ لأنهم لا يسعون إلى اكتشاف لاعبين مميزين في خط الهجوم في ظل وضوح هذه المشكلة في الأندية كافة، خصوصا لو تم إيجادهم من الفئات السنية التي لم تخرج لاعبين في خط الهجوم على مستوى عال مثل ما يتم إنتاجه في خط المنتصف الذي يميز الأندية كافة في هذا المركز".
وقال: "على الأندية أن تجلب مدربين مميزين يطورون الإمكانات المتواجدة لدى اللاعبين الموهوبين، وألا يكون العمل لنتائج موسم واحد فقط ويكون التفكير لمواسم مقبلة". فيما أكد المدرب الوطني سلطان خميس أن مشكلة العقم التهديفي عند المهاجمين السعوديين تكمن ما بين الأجهزة الفنية واللاعب نفسه، وقال "غياب الهداف السعودي خلال الفترة الماضية كان جليا، وباعتقادي أن الإمكانات لدى اللاعبين متواجدة ولكن ينقصها التطوير، وهذا يكون من الجانبين في وقت واحد، حيث إن المدرب لا يحاول تطوير لاعبيه بتكرار التمارين عليهم ليطور إمكاناتهم التهديفية؛ لأن الهداف عليه التدرب كثيرا على التسديد بكلتا القدمين، ومحاولة استغلال أنصاف الفرص". وزاد "أيضاً اللاعب السعودي لدينا وبالذات لاعبو خط الهجوم لا يحاولون تطوير إمكاناتهم الفنية، وطموحهم ليس كبيرا، حيث إن النظرة لديهم قصيرة ولا تكون وفق فكر كروي وعقلية احترافية، حيث إن اللاعبين للأسف يصلون للقمة ثم يعودون للقاع خلال فترة بسيطة، وهذا يبين أن اللاعب نفسه مشارك في تفاقم المشكلة والدليل على ذلك أنه قبل خمسة أعوام كنا نتغنى بأسماء هجومية وبأنها على مستوى عال، والآن وبتواجد تلك الأسماء نفسها نعاني هجوميا والسبب الرئيس هو كيف ذهبت تلك المستويات الفنية العالية والإمكانات الهائلة التي يمتلكونها خلال فترة بسيطة؟".
وختم حديثه "إذا حاول اللاعب أن يطور قدراته بزيادة التمارين التي من خلالها يصل للمستوى المميز الذي يجعل ناديه لا يجلب لاعبا أجنبيا في مركزه، سيكون الوضع مميزا في المنتخب السعودي؛ لأنه نتاج الأندية".