صدى الواقع
دوري كرة القدم ما الجديد فيه؟!

خالد المشيطي
منذ متى وأنت تتابع مسابقات كرة القدم المحلية؟ ما الذي لاحظته فيها من تغيير منذ أول مسابقة تعيها حتى مسابقة الموسم المنصرم؟ وما الذي تتطلع إليه؟ في الأسبوع القادم سيبدأ الموسم، فما الذي تتوقعه؟
أمام المشجع الرياضي هدفان: الأول مساندة فريقه ليفوز وبالتالي ينال بطولة أو أكثر، والثاني المتعة التي يحصل عليها من خلال متابعة المباريات، من وجهة نظري فإن الثانية تكاد تغيب بعد أن أتيحت للرياضي مشاهدة مباريات أفضل بكثير من مباريات المسابقات المحلية كمباريات الدوري الأسباني، وبقي تشجيع الفريق هو الرابط القوي، وقد يتلاشى أمام الاتجاه لتشجيع الفريق الغربي، من تشجع؟ قد يأتي الوقت الذي تكون إجابته كالتالي: برشلونة، ريال مدريد، الأرسنال، ولا يذكر أي فريق محلي، بل قد لا تُعرف عنها سوى أسمائها.
عجلة المسابقات المحلية تدور رحاها كل موسم، دوري 2010 ليس كدوري 1980 بالطبع، كل شيء اختلف، عدد الأندية، طريقة اللعب، أرضية الملعب، اختفت الفردية وظهرت الجماعية، لم يعد في الساحة من يسحب اللاعبين الواحد تلو الآخر ويحشرهم في زاوية الملعب كما كان يفعل يوسف الثنيان، هذا التصرف بات ممنوعا الآن، لم يعد لحب النادي مكانا في قلوب اللاعبين، المادة قتلت هذا الحب، قارنوا بين المبلغ الذي كان يتقاضاه ماجد عبدالله من النصر وبين ما يأخذه محمد السهلاوي، أيضا التقنية التي كانت تنقل بها المباريات، كانت المباراة تبدأ بموسيقى تظهر صورة الملعب وعليها أسماء فريق العمل، وتنتهي علاقة المشاهد بالمباراة فور نهايتها، الآن صار يغوص فيها مع وجود قنوات متخصصة تعرض له كل التفاصيل.
أشكال اللاعبين تبدلت كثيرا، صور اللاعبين القدامى تشرح لنا ثقافة ذلك الوقت، شعر كثيف يغطي رأس اللاعب وكأنه يحمل فوق رأسه شجرة، وهو ما يؤكد أن (الكدش) له أصول ثقافية! سراويلهم القصيرة لا تكاد تغطي عوراتهم، الآن يبدون أكثر احتشاما!
أظن أن مستوى كرة القدم تطور كثيرا عن ذي قبل، صار يختصر الطريق إلى تحقيق الفوز، ولهذا غاب اللاعب المهاري، وظهر اللاعب صاحب الأداء الرجولي، والخشن أحيانا، هذا هو مطلب المدرب، المقاييس اختلفت، كان المعيار سابقا كم لاعبا تستطيع أن تتجاوز، لدى بعض الفرق الآن، كم لاعبا تستطيع أن توقف، لا يظن أحدكم أن وصول كرة القدم السعودية سابقا إلى المحافل العالمية يعني أنها كانت أفضل من الآن، لا، بل لأن رياضة العالم يسير بسرعة الفهد، ورياضتنا تسير بسرعة السلحفاة!
الشيء الذي لم يتغير هو التذمر من الحكام، التذمر منه عام 1980 هو نفسه عام 2010، التقنية تتطور، لكن لا يمكن تطوير الأدوات الحسية للحكام، أيضا الأحاديث الإعلامية مازالت كما كانت، بل أسوأ من السابق بعد أن ظهرت اللقاءات المباشرة، وهو ما لا يتيح لرئيس التحرير حذف السيئ منها، ليس هذا حكما عاما، بل هو رأي شخصي، ولكل رأيه.



قراءه ممتعه , وكل عام وانتم بخير