ومن الجرائم البشعة التي ارتكبها المارقة الخوارج قتلهم للصحابي الجليل عبد الله بن خباب وبقر بطن زوجته واخراج جنينها ’فما اجرأهم على انتهاك حرمات الله ,فلا يزجرهم زاجر ولا يتعظون بوعظ واعظ ,وإنما يشفيهم السيف الذي اختاروه طريقا في الدفاع عن ضلالهم ,فكما ان داءهم سل السيوف على اولياء الله ,فشفاءهم يوجد في سيوف من اكرمه الله بقتالهم ,كما حدث مع علي رضي الله عنه فقد عالجهم به
ونترككم مع الامام ابي عبد الله الآجري يحدثكم بسنده عن وحشية القوم
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال : حدثنا شيبان بن فروخ قال : ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن رجل كان مع الخوارج ثم فارقهم ، قال أبو القاسم وحدثني جدي ، وأبو خيثمة قالا : نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ، ثم فارقهم قال : دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب ذعرا (1) ، يجر رداءه (2) ، فقالوا لم ترع (3) ؟ لم ترع ؟ مرتين ، فقال : والله لقد رعتموني قالوا : أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : نعم ، قالوا : فهل سمعت من أبيك حديثا يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه ؟ قال : سمعته يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنه ذكر فتنة ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، قال : فإن أدركتها فكن عبد الله المقتول » قال أيوب : ولا أعلمه إلا قال : ولا تكن عبد الله القاتل ، قالوا : أنت سمعت هذا من أبيك يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم ، فقدموه على ضفة النهر ، فضربوا عنقه ، فسال دمه كأنه شراك (4) ما اخذفر يعني ما اختلط بالماء الدم وبقروا (5) أم ولده عما في بطنها ))
__________
(1) الذعر : الفزع والخوف الشديد
(2) الرداء : ما يوضع على أعالي البدن من الثياب
(3) الروع : الخوف الشديد والفزع
(4) الشراك : أحد السيور من الجلد والتي تمسك بالنعل على ظهر القدم
(5) بقر : شَقَّ
المصدر :من كتاب الشريعة لأبي عبد الله الآجري /باب ذكر الخوارج وسوء مذاهبهم
منقول