السينما العربية والمشاركة بمهرجان الأوسكار

السينما العربية والمشاركة بمهرجان الأوسكار

يُعد مهرجان الأوسكار هو الرائد من نوعه في مجال السينما العالمية لتكريم نجوم الفن العالميين ورموز صناعة السينما حول العالم لذا فهو بمثابة الحُلم للفنانين والقائمين على صناعة السينما " الفن السابع " .

يتم ترشيح الأفلام التي يتوافر بها معايير المنافسة علي جائزة الأوسكار عادة في بداية شهر فبراير من كل عام على أن يُنظم حفل توزيع " جوائز الأوسكار " سنويا في شهر مارس في " مسرح كوداك " في "مدينة لوس أنجلوس بولاية " كاليفورنيا "، وبالطبع يحظى الحفل بأضخم التغطيات الإعلامية بين المهرجانات الأخرى على مستوى العالم، و يتابعه العديد من المهتمين عبر الاخبار الفنية اليومية لمعرفة الفائزين .

تتعدد جوائز الأوسكار لتشمل كافة النواحي المتعلقة بالفيلم من حيث صناعته وتصنيفه كعمل سينمائي حيث يتم تخصيص ثلاث جوائز لكل من الأفلام القصيرة و الأفلام الطويلة بأنواعهم الثلاثة الروائية ، التسجيلية ، التشكيلية ، كما يتم منح جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي أي أن يكون من الأفلام الغير ناطقة بالإنجليزية .

- أما عن جوائز أوسكار فيما يتعلق بصناعة الفيلم وما يرتبط به من فنون سينمائية فإن مهرجان أوسكار يخصص 87 جائزة لتلك الفنون السينمائية وهي الإخراج، التمثيل، السيناريو، الصوت، التصوير، المونتاج، الإنتاج، الديكور، الأزياء، الماكياج، الموسيقى، الأغنية، المؤثرات الضوئية بالإضافة الى الجائزة التي تم استحداثها لأول مرة في تاريخ مهرجانات الاوسكار وهى جوائز الإنجازات العلمية والتقنية الخاصة بالمؤثرات البصرية والتي ساهمت في نجاح العديد من الأفلام.

- وعن السينما العربية ومشاركتها في مهرجان أوسكار :-

فان محاولات السينما العربية للحاق بركب الفن العالمي والحصول على جائزة الأوسكار تمتد إلى خمس وخمسين سنة مضت حيث بدأت مع المخرج المصري يوسف شاهين من خلال فيلم "باب الحديد" والمخرج حسام الدين مصطفى من خلال فيلم" الناصر صلاح الدين "، إلا أن تلك المحاولات لم يُكتب لها التوفيق لأسباب لا تخل أبداً بالقيمة الفنية الكبيرة التي أضافتها تلك الأعمال إلى كنوز السينما العربية، في حاليا وفي مفاجأة وسابقة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس جائزة الأوسكار نجد السينما العربية نفسها ممثلة بثلاثة أفلام في التصفية النهائية لمهرجان الأوسكار وهى أفلام (الميدان ،ليس للكرامة جدران، عمر)
- فيلم الميدان :-

فيلم وثائقي طويل تفوق في التوثيق والتعبير عن ثورة 25 ينايرو30 يونيو في جمهورية مصر العربية وقد تميز الفيلم في إبراز المكانة الحقيقية للشعب المصري ومدى معاناته وكفاحه ونضاله ضد سياسات القمع السياسي والإرهاب الفكري.

تدور أحداث الفيلم من خلال فكرة مبسطة وهى صداقة جمعت بين ثلاثة من شباب الميدان , أحدهم الممثل المصري العالمي " خالد عبد الله " بطل فيلم " عداء الطائرة الورقية " الذي عاد إلي مصر مع الثورة ليجد نفسه في " ميدان التحرير "، والثاني هو شاب مصري عادي إسمه " أحمد حسن " إرتبط بالثورة ونما وعيه معها بشكل سيثير دهشتك حين تراه علي الشاشة ، أما الثالث فهو عضو لجماعة الإخوان المسلمين وهو دائما منقسم علي نفسه ومُشتت مابين حبه لرفاقه في الميدان وبين إلتزامه نحو تنظيم الإخوان المسلمين .

والجدير بالذكر بعيدا عن جائزة الأوسكار أنه قد تمت ترجمة الفيلم إلى لغات عدة منها الصينية والأسبانية وشوهد من قبل الكثيريين بعد تحميله على الانترنت.

2 - فيلم ليس للكرامة جدران :-

وهو فيلم يدون للأحداث السياسية التي اشتعلت في اليمن في 18 مارس 2011 حيث ثورات الربيع العربي التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وخرج فيها آلالاف اليمنيين مطالبين بإسقاط نظام الرئيس السايق " علي عبد الله صالح " وشهدت تلك الأيام العديد من القتلى والجرحى نتيجة العنف المُفرط بسبب التشبث بالسُلطة، فتدور أحداث الفيلم حول تلك الأحداث موثقاً مرحلة دقيقة في تاريخ اليمن المعاصر.

وعن الفريق القائم على صناعة الفيلم فهو مكون من ثلاثة أفراد وهو المخرجة سارة اسحاق والمخرج المساعد عبد الرحمن حسين و المصور أمير الغابري.

3- فيلم عمر :-

يطرح الفيلم القضية العربية الرئيسية ،"القضية الفلسطينية" والتي تشغل جانبا كبيراً من تفكيرنا ، وتدور أحداث الفيلم من خلال قصة حياة خباز فلسطيني شاب اسمه " عمر " يتعرض لخيارات صعبة يضطر لاتخاذها بعد تورطه في قتل جندي إسرائيلي وتعرضه لضغوط من جانب المخابرات الإسرائيلية للعمل لصالحها، وقد تم ترشيح الفيلم كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية .

و أخيراً لا تقتصر أهمية الحدث في وصول تلك الأفلام العربية الثلاثة إلى التصفية النهائية بمهرجان الأوسكار على الناحية الفنية فقط إنما جوهر الأمر هو التواصل بمعنى حقيقي وصادق مع شعوب العالم الغربي ليتفهموا حقيقة القضايا العربية التي في أحياناً كثيرة يتعمد الساسة والمسئولين على مستوى العالم إضفاء طابع التعتيم وإلصاق العديد من الأكاذيب وهو بالأمر الذي يُفضي إلى الإنطباعات السلبية لدى بعض شعوب العالم الغربي عن دول المنطقة العربية .