في الصميم
ظلم الهلال .. عدالة ..!!
عيسى الجوكم

لم أجد قلما واحدا يتهم الحكم الشاب فهد العريني بأنه اتحادي الميول عقب قيادته لمواجهة الاتحاد والفيصلي .. وتساهله مع حالتي الخشونة لأسامة المولد وزيايه .. وهما الحالتان اللتان تستوجبان الطرد بالبطاقة الحمراء .. ولكن العريني منحهما البطاقة الصفراء .. وحرم لجنة الانضباط من ممارسة عملها ولوائحها في الانضباط .. فلو غض العريني الطرف عن الواقعتين .. ولم يشهر البطاقة الصفراء للاعبين .. لكان هناك مساحة تحرك للجنة الانضباط لإصدار العقوبة المناسبة .. إلا أن البطاقة الصفراء تبطل بصفة قانونية أي قرار من «الانضباطية» .. حسب اللوائح المعتمدة ..!!
أعود لصلب الموضوع .. وأطرح السؤال , ولكم أعزائي القراء أن تصنفوه .. هل تضعوه في خانة الغباء .. أم البلاهة .. أو أي تصنيف ترونه وترغبون فيه .. شريطة ألا تتحكم عواطفكم في هذا التصنيف ..!!
السؤال ببساطة .. لو كان محل أسامة المولد وزيايه .. ماجد المرشدي وويلهامسون .. وقاما بنفس سيناريو الضرب والرفس بدون زيادة أو نقصان .. وجاءت عقوبتهما من العريني نفس العقوبة التي أخذها المولد وزيايه .. كيف ستكون ردة الفعل ؟!
السيناريو في هذه الحالة محفوظ عن ظهر قلب .. العريني معروف بهلاليته منذ الصغر .. والمهنا جبان .. والهلال الفريق المدلل .. وعلى عينك يا تاجر .. والقاموس الطويل الذي يحفظه كل رياضي في مثل هذه الحالات ..!!
والغريب أن الصفة الاتهامية بميول الحكام لا تظهر إلا عندما يكون الهلال طرفا .. حتى لو كانت قرارات الحكم حيادية .. وأخذ الدرجة الكاملة من قبل المقيمين والخبراء .. لكنه احتسب ركلة جزاء صحيحة للهلال وطرد لاعبا منافسا طردا صائبا يستوجب البطاقة الحمراء .. فإن جل التعليقات على هذا الحكم الحيادي ستكون بأنه هلالي والدليل ركلة الجزاء والطرد اللذان احتسبا للزعيم .. !!
وثقافة الحكم هلالي كذبة روجها البعض وصدقوها .. أو أنها شعار استخدمه المحبطون في زمن ما .. وراج هذا الشعار لغيرهم في زمن آخر .. لذلك مهما كانت أخطاء الحكام لصالح فريق ضد آخر في مواجهة ليس الهلال طرفا فيها .. فإن ثقافة ميول الحكم لا يمكن أن تتواجد فيها .. مهما كانت أخطاء الحكام ومحاباتهم لفريق ضد آخر .. أو لنقل إصدار أحكام مخففة تجاه لاعبيهم كالسيناريو الذي حصل للمولد وزيايه ..!!
وبصراحة أكثر أصبح ظلم الهلال عدالة في نظر البعض .. ولا أدل على ذلك من الأخطاء التي وقع فيها التحكيم في مواجهة التعاون .. وعندما طالب رئيس الهلال بحقوق فريقه .. قامت القيامة وكأن الهلال لا يحق له أن يتحدث عن التحكيم .. ويبدو أن هذه الثقافة ليست مختصة على المشجع العادي .. بل هي إيمان راسخ حتى عند بعض حملة القلم ..!!
لقد استوقفني موقف بعض المؤسسات الإعلامية في التعامل مع تصريح رئيس الهلال عقب مواجهة التعاون .. وشعرت بأن الرجل خرج عن النص وتعدى الخطوط الحمراء .. وطالب بتطبيق قانون غير كرة القدم على فريقه .. وعندما تمعنت أكثر في قراءة التصريح .. وجدت انه لا يوازي ربع ما يتفوه به رؤساء آخرون .. يهاجمون التحكيم صباحا ومساء .. وأدركت بعدها أن الحديث عن التحكيم محرم على كل من ينتمي لنادي الهلال .. تبعا لثقافة ميول الحكام .. وحتى ميول اللجنة .. أليس كذلك ..!!