اعترافا مهمه
الأنباء» تنشر اعترافاتها المذهلة أمام المباحث والتي أكدت فيها أنها فكرت في الانتحار وطلبت السماح من أسر الضحايا
المتهمة «ن.ع»: خططتُ ونفّذتُ الحريق لإيصال رسالة لزوجي بأنه أخطأ بزواجه من أخرى!
الثلاثاء 18 أغسطس 2009 - الأنباء
أمير زكي ـ حنان عبدالمعبود ـ محمد الخالدي ـ فرج ناصر
.. وفي اليوم الثالث لتداعيات «العرس ـ المأتم» كانت الاعترافات الكاملة والتفصيلية للمتهمة «ن.ي.م.ع» أمام رجال المباحث: «لم أكن أتخيل أن ما فعلته بدافع الانتقام والغيرة كان سيؤدي إلى مثل هذه الكارثة، وتضيف «بكيت كثيرا حينما عرفت أن فعلتي السوداء قد تسببت في مقتل العشرات، تابعت التلفزيون حتى اليوم التالي، وفكرت في الانتحار، وقررت الهرب من الكويت لكن تراجعت في آخر لحظة» وتفصح عن تدبيرها بالقول «نفذت وخططت للحريق ليس بدافع إيذاء الغير، وإنما لإيصال رسالة إلى زوجي (نفت طلاقها منه) بأنه اخطأ في حقي بزواجه من أخرى، وأنا لم اقصر تجاهه في أي أمر، وأنا أطلب السماح من كل الأسر التي توفي لها أقارب، وأقول لها لو كنت أعلم ولو للحظة واحدة أن فعلتي ستؤدي إلى مصرع روح فرد واحد لما كنت أقدمت على ذلك».
نص الاعترافات الكاملة ...
مواجهة بين المتهمة وسائق التاكسي الذي أوصلها والخادمة التي رأتها تتجول قرب الخيمة وعامل محطة الوقود التي عبأت منها زجاجة البنزين كانت كفيلة بإظهار كامل الحقيقة
فكّرت في الانتحار وقررت الهرب من الكويت إلا أنني تراجعت في آخر لحظة
بكيت كثيراً عندما رأيت فعلتي السوداء تسببت في مقتل العشرات من الضحايا
أطلب السماح من كل الأسر ولو كنت أعلم أن فعلتي ستزهق روحاً واحدة لما فعلت ذلك
أمير زكي
لم اكن اتخيل ان ما فعلته بدافع الانتقام والغيرة سيؤدي الى مثل هذه الكارثة.. بكيت كثيرا حينما رأيت ان فعلتي السوداء قد تسببت في مقتل العشرات، تابعت القنوات التلفزيونية حتى اليوم التالي وفكرت في الانتحار وكنت غير مصدقة ما يقال عن مصرع العشرات، اعتقدت انني في حلم او في كابوس.. قررت الهرب من الكويت لكني تراجعت في آخر لحظة ووصل التفكير بي الى عمل مسرحية ربما تنقذني من مصير غامض.. انا نفذت وخططت للحريق ليس بدافع ايذاء الغير وانما لايصال رسالة الى زوجي بأنه اخطأ في حقي بزواجه من اخرى رغم انني لم اقصر تجاهه في اي امر، كنت اراعي مشاعره.. والله يسامح من كان السبب وراء الخلافات التي نشبت بيني وبينه، واطلب السماح من كل الاسر التي توفي اقارب لها.. ولو كنت اعلم ولو للحظة واحدة ان فعلتي ستؤدي الى مصرع روح واحدة لما فعلت ذلك، ولكنت تركت زوجي الى حال سبيله وانا غير آسفة.
هذه هي الاعترافات التي وردت في التحقيقات امام المباحث التي أدلت بها مرتكبة جريمة حريق «العيون» والتي راح ضحيتها 43 سيدة وطفلا على الاقل.هذا واكد مصدر امني ان المتهمة كانت تدلي باعترافها بصعوبة بالغة، وكانت في احيان عديدة تبكي وتطلب احتساء كوب من الماء حتى تستطيع ان تكمل اعترافاتها تفصيليا.
ووفق مصدر امني، فإن المتهمة وبعد انكار دام ساعات، واصرار على انها ألقت البنزين فقط على الخيمة ولم تضرم النيران، عادت لتعترف تفصيليا بكامل الحقيقة والتي تظهر انها ارتكبت هذه الجريمة بدافع الانتقام من زوجها الذي كان بصدد الزواج بأخرى. وأشار المصدر الى ان اعترافات السيدة (ن.ع) تفصيلا جاء ايضا بعد عمل مواجهة بينها وبين سائق التاكسي الذي اقلها الى منطقة العيون، وكذلك مواجهة بينها وبين الخادمة التي شاهدتها تتجول بمقربة من الخيمة، وكذلك بعد ان تعرف عليها عامل محطة وقود خيطان، واكد انها قامت بتعبئة زجاجة ماء صحة بالبنزين، وايضا في اعقاب تحليل الادلة الجنائية لملابس المتهمة والتأكد من وجود آثار بنزين عليها، واستطاعت «الأنباء» الحصول على مجمل اعترافات المتهمة بحريق «العيون»، وفيما يلي اجزاء من التحقيق:
المحقق: اسمك وعمرك.
المتهمة: اسمي ن.ي.م.ع من مواليد 1986.
المحقق: انت متهمة بإشعال الحريق عمدا والتسبب في مقتل اكثر من 40 سيدة وطفلا كانوا متواجدين في عرس زوجك.
المتهمة: أبدا لم اكن اقصد القتل، نعم انا احرقت الخيمة لكني لم اكن اتخيل للحظة واحدة ان الحريق سيؤدي الى هذا العدد من الضحايا، بل لم اكن اتوقع ان يؤدي الى اصابة احد من حضور العرس وكنت ما اريده فقط هو ان يتسبب الحريق في فض العرس وايصال رسالة الى زوجي ان ما فعله هو جريمة في حقي لأنني لم اقصر بحقه للحظة واحدة.
المحقق: نحن لا نتحدث عن تبريرات لما حدث، نريد أن نعرف كل الحقيقة.
المتهمة: قبل العرس بساعات فكرت في عمل شيء لأفسد العرس، وبعد تفكير قلت ان افضل طريقة لإفساد الفرح هو مجرد التخويف ومن ثم استقر رأيي على ان اقوم بإلقاء وقود، ومجرد وجود رائحة وقود سيدفع من بداخل العرس الى الهرب، ولكن لم أجد بعد إلقائي للوقود ان احدا قد غادر العرس، ثم قررت ان أضرم النيران.
المحقق: كيف تقولين إنك لم تكن لديك نية لإضرام النيران وكانت بحوزتك أداة لهذا الغرض؟
المتهمة: أنا فكرت في البداية في اخراج من بداخل العرس ولكن بعد تأكدي من ان الرائحة لم تخرج أحدا ولعت في الخيمة.
المحقق: هل أنت معتادة على حمل ولاعة أو ثقاب كبريت، بمعنى آخر هل أنت مدخنة؟
المتهمة: أنا لست مدخنة وكانت ثقاب الكبريت من باب استخدامها لإلحاق التهويل والتخويف.
المحقق: ماذا فعلت بعد ان أضرمت النار؟
المتهمة: غادرت المكان سريعا واستقللت سيارة وعدت الى منزلي وسمعت صراخا واعتقدت أنني قد حققت ما خططت له وفي الطريق شاهدت سيارات إسعاف وسيارات اطفاء تتجه الى موقع الحريق.
المحقق: هل كان احد على علم بأنك ستحرقين الخيمة؟
المتهمة: لم يكن أحد على علم بذلك ولكنني حذرت زوجي من أن اصراره على الزواج سيدفع ثمنه.
المحقق: وماذا كانت ردة فعله؟
المتهمة: لم يعر للأمر الانتباه.
المحقق: وماذا فعلت بعد العودة الى منزلك؟
المتهمة: بدأت تصل لي اتصالات من أقارب زوجي بأنني من فعلت ذلك وعلمت انني تسببت في حدوث كارثة وقمت بالتحول بين القنوات الفضائية وتأكدت من ان فعلتي البسيطة تسببت في كل هذا الكم من الضحايا وهنا بكيت.
المحقق: وماذا بعد؟
المتهمة: تابعت ما يحدث وأخذت أفكر وأبلغت شقيقي بأنني من ارتكبت حريق الجهراء وطلب مني ان نفكر في حيلة وكانت هذه الحيلة عبارة عن رسالة أتلقاها على هاتفي المحمول تحملني الرسالة مسؤولية ارتكاب الجريمة وبالفعل ذهبت الى مخفر الرابية وأطلعتهم على الرسالة وقالوا لي اذهبي الى حال سبيلك ويصير خير.
المحقق: وماذا بعد ان عدتِ؟
المتهمة: تابعت ما ينشر عن الحريق، وفكرت في الانتحار وتراجعت، وفكرت في الهرب ولكن كنت أخاف من ان اورط نفسي بشكل مباشر في القضية، وبدأت الثقة تعود الى نفسي خاصة بعد ان دخلت الى المخفر وتركوني لحال سبيلي واشتريت جميع الصحف وأدركت بأنني ارتكبت كارثة.
المحقق: هل كنت تقصدين من وراء جريمتك قتل أحد بعينه؟
المتهمة: أبدا لم أقصد قتل أي أحد، بالعكس كان في العرس بعض من صديقاتي وهن من أقارب زوجي لقين حتفهن وكنت أكن لهن معزة خاصة وكن يحاولن اصلاح العلاقة بيني وبين زوجي ولكن الله يسامحه، زوجي هو من دفعني لهذا الفعل.
المحقق: ألم تحاولي الدخول إلى العرس وتقولي لهم أي شيء؟
المتهمة: كل تفكيري كان مركزا على الهرب حتى لا يكتشف أمري.
بيان «الداخلية» باعتقال «الجاني» في زمن قياسي
أعلنت وزارة الداخلية في بيان مقتضب أمس عن اعتقالها للجانية المتسببة في حريق الجهراء وقالت في بيانها:
تعلن وزارة الداخلية للاخوة المواطنين الكرام ان رجال الأمن تمكنوا من اعتقال «الجاني» في حريق منطقة العيون في محافظة الجهراء وفور ورود البلاغ وكالعهد دائما عكفت أجهزة وزارة الداخلية في وضع الترتيبات التي من شأنها معرفة الحقيقة والتوصل الى الفاعل في أسرع وقت وتؤكد دوما أنها لا تألو جهدا في استتباب الامن والشعور بالامان.
وبناء على توجيهات وزير الداخلية الفريق الركن م.الشيخ جابر الخالد تم تشكيل لجنة امنية على أعلى مستوى برئاسة وكيل وزارة الداخلية بالانابة الفريق غازي العمر، وضمت في عضويتها مدير عام الإدارة العامة للمباحث الجنائية اللواء عبدالحميد العوضي ومدير عام الادارة العامة للادلة الجنائية بالانابة العميد د.فهد الدوسري وعددا من الضباط والافراد من المباحث الجنائية والادلة الجنائية، وعملت هذه اللجنة على مدار الساعة، وتم التوصل الى الجاني واعتقاله في زمن قياسي، مما يؤكد دوما جاهزية اجهزة وزارة الداخلية وتعاملها مع اي احداثيات طارئة قد تخل بالامن وتروع الآمنين، وعلى العهد باقون.. حفظ الله الكويت وشعبها وكل مقيم على ارضها من كل سوء ومكروه.