« الميدان » يركض مجددا في حوار مفتوح لسبر أغوار الأمبراطور المثير للجدل صالح النعيمة « 2-2 »:
الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها
كرة القدم مستقبل مظلم والرعيل الأول يعيشون تحت خط الفقر
حاوره: بدر الصقري
وصفته بالاستثناء ونعته بالتاريخ المرصع بالتضحية والعطاء, ولقبته بالعود الأزرق الفاخر والذي كلما احترق وتقدم به العمر ازدان ألقا ووفاء, هكذا قدمت له في مقدمة حواري معه في الأسبوع المنصرم في جزئه الأول ,وعندما كتبت يداي ما كتبت لم تكن لتجافي الحقيقة ,فليس عيبا أن نسمي الأشياء بمسمياتها ,وليس جرما أن نعطي من يستحق كل ما يستحقه, حوار ملتهب وضيف مختلف ,كانا حديث الأوساط الرياضية على مدار أسبوع كامل, واليوم نعاود الركض مجددا من أجل سبر أغوار الإمبراطور المثير للجدل , عبر الجزء الثاني والأخير مع النجم صالح النعيمة وأول من حمل كأس آسيا لأول مرة مع المنتخب السعودي وقائد الزعيم السابق ,لن أطيل عليكم وسأترككم مع ثنايا الجزء الثاني من الحوار الممتع والمثير:
• تربطك برفيق دربك ماجد عبدالله علاقة طيبة ولكن لم تحضر لحفل اعتزاله ووجهت كلمة قاسية بحق سكرتير النادي عندما وجه لك دعوة للحضور وقلت له بل الدعوه واشرب "مويتها"؟
ـ نعم قلت ذلك واتحمل ما أقول ,أنا أحب ماجد وسنوات طويلة قضيناها سويا وكان من المفترض أن تتم دعوتي قبل المباراة بعدة أيام ولكن السكرتير هداه الله اختصر تلك السنوات بدعوة شفهية عبر الجوال وقبل المباراة بخمس ساعات فغضبت وقلت له بل الدعوة واشرب "مويتها", كان حريا بماجد الذي أحبه وأقدره أن يدعوني هو شخصيا نظير العيش والملح اللي بيننا لكن على العموم لا زلت أقدر أبو عبدالله وأحبه ,و14 عاما قضيناها سويا لن تنسيني إياه ولازلت أقول بأنه من أفضل ثلاثة لاعبين مروا على الكرة العربية.
• كنجوم سابقين ولاعبين قدماء لم تعد تربطكم إلا مجالس العزاء على حد وصفك في حوار سابق لك فإلى هذه الدرجة وصلت القطيعة بينكم وأنتم من أمضيتم سنين طويلة مع بعضكم البعض؟
ـ لا تتوقع من الرياضيين أن يبقوا في علاقاتهم وارتباطاتهم كما كانوا أقول ذلك مع الأسف الشديد, ولكن المشاغل والأسرة ومتاعب الحياة أخذت النصيب الأكبر من حياتنا ,وفيما يخصني فأنا لا زلت أرتبط بعلاقة وثيقة مع صديقي الصدوق والوفي ابراهيم اليوسف والذي التقي معه يوميا وكذلك أسرتي وأسرته الكريمة.
• كثيرا ما يطالب الرياضيون في المملكة بتسلمكم أنت وماجد عبدالله أحد المناصب القيادية في الاتحاد السعودي لكرة القدم كنوع من التكريم وكاستفادة حقيقة من خبراتكم الكبيرة ولكن مثل هذا الأمر لم يحدث حتى الآن فما الاسباب يا ترى؟
ـ ليس كل لاعب كبير عنده الكثير من الحكمة والدراية, صالح وماجد محسوبان على ناديين متنافسين ولن يرضى الكثير عنا فيما لو تقلدنا مناصب قيادية فالكل يغني على ليلاه ,وأفضل ما فعلوه هو إبعادي أنا ورفيق دربي ماجد عن المناصب القيادية فنحن ننعم براحة كبيرة جراء ذلك وإن كنت أقول ذلك عن نفسي تحديدا ولكن ثق أنني رهن الاستشارة وليس الإشارة ,يا أخي أنا شخص نفسه قصير جدا ولا أصلح للعمل الرسمي في لجان تابعة للاتحاد السعودي.
• مؤخرا كان هناك تغييرات جذرية في كافة اللجان التابعة للاتحاد السعودي فكيف رأيت هذه الخطوة الجريئة.
ـ أولا أشكر الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل وعبر صحيفتكم الرائدة أقول لا خوف على الرياضة السعودية بوجود سلطان الخير وعضده الأمين, وحقيقة أنا مرتاح ومتفائل بوجود هذين الرجلين فهما قدما الكثير ولا يزالان وأقول لهما سيرا ونحن خلفكما ولا تنظرا لتلك الأصوات الناعقة والناقمة والتي لا تريد أن تقوم للأخضر قائمة ,وفيما يخص التغييرات الكبيرة فهي خطوة جريئة وموفقة, وعندما أحس المسئولين بوجود خلل واضح وجلي سارعوا لهذه التغييرات الناجحة والموفقة والتي تدل على فكر سلطان ونائبه نواف.
• بعد اعتزال الجابر دوليا خرجت في أكثر من مناسبة وصرحت بأن المنتخب بحاجة ماسة إلى قائد حقيقي داخل الملعب فهل كنت ترمي إلى أشياء ربما تعود بذاكرة الجماهير إلى تلك الحقبة الزمنية التي كنت فيها قائدا للمنتخب؟
ـ فعلا لا زلت مقتنعا برأيي هذا والمتمثل بعدم وجود قائد حقيقي صلب ومتمرس يقود المنتخب على أرض الملعب ,وعندما كان الجابر قائدا للمنتخب كنت معجبا بشخصيته ودوره الذي يؤديه كثيرا ,وفيما يخصني فأنا حينما كنت قائداً للمنتخب كنت أعلم جيدا ما هو دور القائد لأن القائد يعتبر الرجل الثاني في المنتخب أو النادي بعد المدرب وبإمكانه أن يغير مجرى المباراة دون علم المدرب.
• بمناسبة ذكر الجابر كثيرا ما نسمع عن المقارنة بينه وبين ماجد عبدالله وأيهما افضل من الآخر ,أنت شخصيا إلى أي منهما تميل وهل ترى جدوى مثل هذه المقارنات؟
ـ مقارنات فاشلة ولا جدوى لها ,في الدول الأوروبية فشلوا بمقارنتهم لمارادونا وبيليه ,يا أخي كل له مميزات وكل له جيل وزمن ومن الظلم المقارنة بينهما ,هما نجمان لا يشق لهما غبار ويجب أن تحترمهما ونقدرهما وأن نكبرهم عن مثل هذه المقارنات التي لا هدف لها سوى الفرقة والشتات والأسف كل الأسف أنها لا تصدر إلا من داخل أوساطنا المحلية ولهم أقول الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها.
• في لقاء صحفي سابق معك أكدت بأن هناك سعوديون يعملون ضد الهلال فهل لازلت مقتنعا بمثل هذا الكلام؟
ـ لا يساورني شك في ذلك وعندما كنت لاعبا كان هناك محللون يزودون خصوم الهلال ببعض النقاط وهذا بكل أسف مشكلة كبيرة والسبب حقدهم الدفين ضد كيان كبير يلقب ب"الزعيم" وهو دائما ما يتفوق على فرقهم في النتائج والبطولات وتشريف الرياضة السعودية ويجعلهم دائما يصيفون مبكرا",وفي حقيقة الأمر هم يعتقدون الوطنية في محاربة الهلال ونجومه , وكل منصف للهلال هو بمثابة المجرم في أعينهم التي امتلأت بكره الزعيم وكأنه ناد ينتمي لبلد غير هذا البلد ,ولكي لا أطيل سيظلون هم كذلك وسيظل الزعيم هرما ثابتا في سماء الكرتين العربية والآسيوية.
• ظهورك الإعلامي في الآونة الأخيرة أصبح حكرا على الزميلة جريدة الرياض فما سر هذا الاحتكار؟
ـ أحب الرياض وأموت فيها ,صدقت معي فصدقت معها, يوم اعتزالي تحصلت على اشتراك من كافة الصحف السعودية وعلى مدى الحياة ولكنها لم تصدق ستة أشهر فقط وانقطعت إلا الرياض هي الوحيدة التي صدقت معي على مدار عشرين عاما . ومشكلتي الوحيدة أنني لا أتعامل الا مع من يصدق معي أضف الى ذلك بأنها مغذ فكري في كافة أقسامها فالكتاب والمواد التي تطالعنا بها يوميا قمة في كل شيء.
• القناة الرياضية استقطبت زملاء دربك السابقين للعمل كمحللين فنيين ولكن غياب صالح النعيمة عن الظهور عبر قناة الوطن أصبح سر يصعب سبر أغواره ,فلماذا أنت مغيب من الظهور في تلك القناة؟
ـ يا بدر ضع ستين مليون علامة تعجب ومثلها استفهام حول تنكر القناة لي, وإن كنت أتابعها باستمرار وأحبها كثيرا وأحب متابعة المباريات خلالها فأنا أتفاءل بها كثيرا ,وحقيقة الأمير تركي بن سلطان نقل القناة نقلة كبيرة في وقت قصير والحقيقة التي لا تقبل جدالا إذا استمر الأمير تركي بن سلطان مشرفا عليها فستصبح القناة الأولى عند العرب وليس السعوديون فقط.
• بعد مشوارك الطويل والمطرز بالذهب هل حققت كل ما تطمح إليه من دخولك للوسط الرياضي؟
ـ نعم حققت كل شيء محبة الناس في المقام الأول والشهرة والمال ,ومما أحمد الله عليه أنني محبوب حتى عند غير الهلاليين فأنا أحظى بمحبة وتقدير الناس أجمع, وأصدقك القول بأنني لولا الله ثم نادي الهلال والمنتخب السعودي لما وصلت لما وصلت إليه الآن ,أنا أحتل مساحة كبيرة في قلوب الهلاليين وكذلك الجماهير السعودية عامة لذلك نعم حققت كل ما كنت أتمناه والفضل لله رب العالمين.
• أعلم أن ابنك الأكبر فهد يحفظه الله يعمل ضابطا في أحد القطاعات العسكرية ولكن في حال طلب منك فهد الانخراط في المجال الرياضي واحتراف كرة القدم فهل ستوافق على ذلك خاصة وأنت من أمضى سنوات طويلة في الوسط الرياضي سواء لاعبا أو إداريا؟
ـ متى ما كنت صادقا معك فإنني سأرفض طلب فهد على الفور, والسبب يعود لاعتقادي الشخصي بأن العمل العسكري وخدمة الوطن من خلال المجالات العسكرية هو أسمى وأجل الأعمال التي يقدمها الفرد الصالح لمجتمعه ووطنه ودينه ,يا أخي العسكرية مصنع الرجال هكذا تعلمنا وهكذا أعتقد أنا ,أضف إلى ذلك أن مستقبل اللاعب لدينا لا يبعث على الاطمئنان على الإطلاق ,فمن الصعب أن تغامر بمستقبل ابنك ,وأصدقك القول بأني فخور جدا بأن ابني فهد يعمل عسكريا لأنه المكان المناسب له.
• عبر أجيال ماضية كان التنافس بين الأندية على أشده ولكن كانت الروح المثالية والمحبة والاحترام علامة بارزة, وحاليا يشهد الوسط الرياضي حالة من التعصب الممقوت وضغينة وأحقاد لم يسبق لها مثيل, بحكم خبرتك ما هي الأسباب؟
ـ الإعلام والإعلام وحده هو المسئول الأول وذلك بعد أن سمحوا لكتاب الفن والمحليات الكتابة, وكذلك كتاب (عشتوا) ممن وجدوا الوسط الرياضي مرتعا خصبا لهم وهم ليسوا مؤهلين ,عموما أنا أعدهم قلة وأتمنى زوالهم واجتثاثهم عاجلا لا آجلا حتى يعود وسطنا نظيفا كما كان.
• سأطرح عليك عددا من الأسماء وأترك لك حرية التعبير عنها ولكن بإيجاز:
بندر بن محمد : ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
ـ عبدالرحمن بن مساعد: الرجل المناسب في المكان المناسب وأن كنت أعتقد أنه يستحق مناصب أكبر.
سامي الجابر: شخص يعمل بقدرة ستة أشخاص, نجح لاعبا وبرز إداريا باختصار هو موهبة نادرة وفريدة
ماجد عبدالله : الله يذكر أيامك بالخير يا بو عبدالله أيامك كلها عسل في عسل.
يوسف الثنيان: أبو يعقوب سيظل معشوق صالح النعيمة الأول والأوحد.
سالم مروان: شفاك الله وعافاك حتى تعود لنا كما كنت ,ويكفيك فخرا أن الحادث الذي تعرضت له كان بعد عودتك من العمرة وهذا دليل حب الله لك عندما ابتلاك.
ابراهيم اليوسف: ستبقى أخي وعلمي ومرشدي وصديقي الحقيقي والوفي.
• أبو فهد المساحة حرة لك لتختتم هذا الحوار فماذا تود أن تقول؟
ـ الشكر كل الشكر لأبي نايف محمد الوعيل الأخ الكبير والشهم كذلك الشكر موصولا لأستاذي ومعلمي وخير من سمعته أذني محمد البكر والذي حرمنا صوته الجميل والذي كانت تطرب له آذاننا كذلك الشكر لك أخي بدر على هذه الاستضافة والتي تعد الأولى لي في حياتي عبر جريدة اليوم وتحديدا الميدان الرياضي وكان لك قصب السبق في استضافتي ,شكرا لكم جميعا حوارك ممتع وجميل ورشيق كرشاقة كلماتك ,وأختم كلامي بالتنويه إلى أنني لم أخرج عبر قناة أبو ظبي من أجلي وكي أشرح معاناتي وإنما كان ظهوري من أجل زملائي وما آلت إليه أحوالهم التي لا تسر أبدا ٌأقسم ثلاثا أن تلك هي الحقيقة مهما لت الكثير من المغرضين وعجنوا.
حاصل على ترخيص من وزارة الثقافه والاعلام السعودي
رد: اخبار هلالنا , لـ يوم الجمـــــعه 7-11-1431 هـ , من الصُحف
العرض العادي
