(فن التغافل .. !!)
قد تستغربون من العنوان.. وتتساءلون.. وهل التغافل فن؟؟
والحقيقة هي نعم.. التغافل فن راق..
لا يتقنه إلا محترفو النجاح ..وما نقصده بالتأكيد ليس التغافل عن الأمور الجيدة..
بل التغافل عن الأمور التي تضايق الإنسان في حياته وتسبب له النكد والغضب..
فمثلاً.. إذا كان هناك إزعاج شديد في بيتكم.. أصوات أطفال..
مكنسة كهربائية.. شجارات.. تفحيط في الشارع..
جرب أن تتغافل عن كل ذلك وتركز في قراءتك.. أو في سماعك لشريطك..
أو في رسمك المبدع.. وضعي عقلك وذهنك في حالة "تغافل" تام عن كل ما يزعجه..
لا تستغرب.. جرب.. وحاول.. وستتعود على هذه القدرة الرائعة..

•
التغافل جميل جداً.. خاصة عندما يكون حولك الكثير من ضغوط الحياة..
لا تركز في كل ما حولك من مضايقات..بل اغفل عنها.. والتفت عنها بعيداً..
إن تركيزك وتفكيرك في هذه الأمور وحديثك حولها بالشكوى والتذمر
يزيدك ألماً وتعباً ويعيق تقدمك ونجاحك في الحياة أما تغافلك عنها فيريح
أعصابك ويمنحك طاقة لبقية يومك..لتحقق دوافع النجاح حتى في حياتك الاجتماعية..
يوجد في حياتنآ اليوميه مواقف يتم التخلص منها بالتغافل والتغاضي
لكي تسير وتستمر الحياة بدون أضرارآ تذكر.
وسوف اسرد على حضرتكم بعضآ من هذي المواقف ..

موقف (1)
دخل عبد الله بيته وما إن فتح الباب ومشى قليلاً حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع ،
رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته وهو متضايق مما حصل
له فلولا عناية الله كان سقط على وجهه وكسرت يده.. يا الله كم مرة قلت لها اهتمي
بترتيب البيت، لم لا تأخذي بكلامي ؟! وصل إليها فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة
رقيقة، وإذا هي قد أعدت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله، فأطفأ كل ذلك غضبه
وجعل يفكر، هل الأمر يستحق أن أكرر مرة أخرى عليها نفس الاسطوانة لتغضب
وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام، فتجلس على المائدة وهي متضايقة ؟!!
ونتنكد باقي يومنا !! أعتقد أنه من الأفضل أن أتغاضى قليلاً لنسعد كثيراً .
•
موقف رقم (2)
انتظرت أمل مجيء خالد بعد انتهاء الحفلة التي دعيت لها .. لكنه تأخر ..
مرت عشر دقائق ثم نصف ساعة على الموعد الذي اتفقا عليه وبدا المدعوون بالتناقص..
ثم مرت ساعة كاملة ولم يبق إلا هي وأصحاب الدعوة الذين كانوا يجاملونها
مع ما بدا عليهم من إرهاق ! يا إلهي أين أنت يا خالد؟ دائماً تحرجني بتأخرك !
إنه لا يلتزم بالمواعيد بتاتاً .. لقد كدت أبكي من الخجل ..
أخيراً حضر.. ركبت السيارة بسرعة وهي ترتجف من الغضب،
وقبل أن تفتح فمها أخبرها أنه قد طاف على سبع محلات تجارية ليشتري
لها الجهاز الذي طلبته، ولأنه يفضل أن يختار أجود نوع فلم يكن يقنعه
أي منتج حتى وصل آخر محل فوجد عنده هذا الجهاز.. أنه في الخلف
هل انتبهت له عند ركوبك؟ التفت إليه فإذا هو قابع على المقعد الخلفي
وإذا هو طلبها تماماً.. مسكين أنت يا خالد ما أطيب قلبك! لكن أيضاً لقد أحرجني
عند أقاربي ولا بد أن أخبره أني متضايقة..
فكرت قليلاً.. إن عاتبته قد يغضب ويعلو صوته كالعادة وأنا الآن في غنى
عن هذه المشاكل.. وإن تغاضيت وسكت ارتحت ومضت سفينتنا على خير..
وهذا ما اخترت والحمد لله .

حاول أن تغفل عن بعض المكدرات مثل سلوك فلان.. وكلام علان..
من الصعب طبعاً أن تبقي في حالة غفلة أو تغافل تام طوال الوقت..
كثيراً ما ينهار الإنسان مهما حاول.. لكن التغافل أفضل من أن
يبقى طوال الوقت متوتراً..
والتغافل بالتأكيد لا يعني أن لا يحاول الإنسان معالجة مشاكله..
لكنه يفيدك في التعامل مع ضغوط الحياة البسيطة المتكررة والتي قد
تدفعنا للجنون أحياناً..
فلو جعلنا هاجس سيطرة المشكلات على حياتنا يطوقنا ما عشنا بسلام !!
" انا اعرف كل مايدور حولي .. لكني أتغافل عنه.. "
تدرون وش اكبر [طموحي] بالحياه؟
أن ( ابوي ) يعيش عمري ~ واندفن ~
واختم اعمالي بصوم او صلاه
قبل لا يلفون جسمي { بالكفـن }