متاجرة بالبنات.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اطرح لكم هذا الموضوع
عودة الرقيق الأبيض !
بماذا يمكن أن يوصف فعل من يزوج طفلته لرجل يكبرها بأكثر من نصف قرن مقابل مبلغ كبير من المال أو لقاء تحقيق مصلحة من المصالح؟ إن أقل ما يمكن أن يوصف به هذا الفعل هو أنه متاجرة بالبنات.
ولكن متى ما أضيف إلى ذلك معرفة الأب بأن الزوج المرتقب مريض مرضاً معدياً ومع ذلك لم يبال وأصر على إمضاء الزواج، رغم ما سمعه من تحذيرات الأطباء من تعريض ابنته لخطر العدوى عند المضي فيه، فإن فعله هذا يخرج من مجرد كونه تجارة ليدخل في دائرة الجريمة والاعتداء على سلامة الطفلة.
حسب ما ذكرته عكاظ (الأحد 6/10/1429هـ) أن خطيبين تقدما لإجراء فحص التوافق الصحي بينهما، فبينت النتائج أن الخطيب يبلغ السبعين من عمره ومصاب بالتهاب الكبد فئة (ب)، بينما خطيبته مازالت طفلة في الثالثة عشرة من العمر، ورغم أن الطبيبة المختصة قامت بواجبها في تنبيه والد الفتاة إلى مرض الخطيب وبينت خطورة انتقال العدوى إلى ابنته ونصحته بعدم المضي في الزواج حفاظاً على سلامتها، إلا أن الأب ضرب صفحاً بما حذر منه وأصر على إتمام الزواج، فقد استلم مهراً لها مائة ألف ريال. من يحمي الأطفال من إساءات الآباء؟ ومن يحمي البنات من استغلال آبائهن أو من ينوب عنهن في الولاية عليهن؟ إني هنا لا أتحدث عن حالات شاذة ونادرة الوقوع، وإنما هو واقع مؤسف نعيشه ونرى وقوعه يتكرر بيننا، هناك فتيات صغيرات يزوجن ليس قبل سن البلوغ فحسب، بل أيضاً يزوجن لرجال تبلغ أعمارهم في بعض الحالات أكثر من خمسة أضعاف سن الفتيات، وأسوأ من ذلك ما ينقله لنا هذا الخبر من عدم حرص أمثال هؤلاء الآباء على سلامة بناتهم فيضحون بهن معرضينهن للإصابة بأمراض خطيرة عند تزويجهن لحاملي الأمراض المعدية مقابل الانتفاع بالمال.
من يحمي هذه الطفلة البريئة من المستقبل الشقي الذي يرسمه لها أبوها؟
ألا يقتضي مثل هذا الضر الواقع على هذه الفتاة الصغيرة بتزويجها من شيخ سنه يزيد على خمسة أضعاف سنها ومريض بمرض خطير ومعدٍ، ألا يقتضي ذلك تدخل الجهات الرسمية لإنقاذها؟ أليس هذا الإضرار بالفتاة يدخل في نطاق ما يجب على المسلمين تغييره؟