بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تستحي وهي في الكفن فما بال الأحياء لايستحون
هي قصة امرأة لا شك أنّك تحبينها,ومن أعماق قلبك تجلينها..
كيف لا وهي ابنة أحبّ الخلق صلى الله عليه وسلم.
إنها الزهراء فاطمة..رضي الله عنها..
أريدك يا غالية وأنت تقرئين هذه السطور أن تستشعري الموقف
وكأنك تسمعين كلامها وتحسين بإحساسها..
لما كانت جالسة رضي الله عنها مع أسماء رضي اللهعنها وكانت أسماء مسترسلة
في حديثها لفاطمةوتقول:
كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا وبينما هي كذلك إذ نظرت إلى فاطمة
رضي الله عنها سارحة الذهن شاردة البال
فسألتها قائلة:يا فاطمة مالي أحدثك فلا تسمعي إليّ
فإذا بالغالية ترد وتلقي بالدرر التي لا يدركها إلا من اختصه الله بنفس تلك المشاعر .. قالت:
عذرا يا أسماء لكني كنت أفكر
ما الذي تظنين أنه أشغل فكرهاهل هو الفستان الذي ستلبسه
في إحدى المناسبات أم تفكر بالتسريحة والمكياج
قالت :يا أسماء إني أفكر في نفسي غدا إذا أنا متوالله إنّي لأستحي
أن أخرج عند الرجال في وضح النهارليس عليّ إلا الكفن
سبحان الله تستحي وهي ميتة مكفنة في خمسة أثواب ماالذي سيظهرمنهاومن
الذين سيحملونهاوهل هو موقف فيه أي نوع من أنواع الفتنةفهي ليست في سوق أو حديقة
أو منتزه بل في موقف حزن ..
فقالت لها أسماء:ألا أصنع لك شيئا رأيته في الحبشة..نضع أعمدة على
أركان النعش حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة فلا يبين أي شيء..
فردت فاطمة قائلة:اللهم استرها كما سترتني..
لله درّها تستحي وهي ميتة فما بال الأحياء لا يستحون
فلو مرت فاطمة رضي الله عنها في أسواقنا اليوم ورأت من مات حياؤها فخصّرت
العباءة ولونت أطرافها وتكسرت في مشيتها وعل تضحكاتها وفاحت
رائحة عطرها فماذا ستقول رضي الله عنها
بل أين من تقول للمحتشمات إنهنّ معقدات فهل فاطمة معقدة إذا كانت معقدة فهنيئا للمعقدات
لأن الله سبحانه وتعالى قد أرسل ملكا من الملائكة لمحمد صلى الله عليه وسلم
برسالة عظيمة..وبشارة أن أعظم البشارات..يقول فيها سبحانه"
بشّر فاطمة أني كتبتها هي سيدة نساء اهل الجنة"
الله أكبر سيدة نساء أهل الجنة..ماالذي أوصلها لهذه المنزلة
قال عليه الصلاة والسلام(الحياء لا يأتي إلا بخير)رواه البخاري.
فماذا عنك أختي هل أنت من نساء أهل الجنة ام لا
انظري إلى نفسك قليلا وفكري في حالك هل قدرك عال عند الله سبحانه وتعالى
كفاطمة رضي الله عنهاأم أنه كالممثلات والمطربات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبّه بقوم فهو منهم)رواه أبي دااوود