الجهات الخمس
خلي المحاكم تنفعك!
خالد حمد السليمان
ليس أكثر من مرارة ومعاناة تنفيذ الحكم القضائي عند صدوره لصالحك غير أن يصدر غيابيا ضد خصمك!!
لأن ذلك يعني أنك ستعود لتسلك نفس الطريق الطويل والوعر الذي سلكته خلال نظر القضية قبل صدور الحكم الغيابي، فهذا الحكم لا يعني شيئا ما دام خصمك يملك حق نقضه والحصول على محاكمة جديدة في أي وقت يقرر فيه الخروج من مخبئه!!
والمشكلة في نظام الجلسات أنه يعطي الخصم فرصة المراوغة وإطالة أمد المحاكمة لضعفي مدتها بحضور جلسة والتخلف عن جلستين دون أن تلحقه أية مساءلة أو جزاء مستفيدا من ثغرات تسمح بغياب «المدعى عليه» عن الجلسات وتتيح له تأجيل الجلسات لأشهر عديدة بمجرد عدم حضوره، و يكون ذلك في الغالب على حساب وقت المحكمة، ووقت وجهد ومشاعر «المدعي» وسعيه للحصول على حقوقه مما يجعله معلقا في جو مشحون بالتوتر والقلق والغبن والقهر!!
ولو كان الغياب يربط بالعذر المقبول وإلا قابله جزاء يقرره القاضي بالغرامة المالية أو حتى السجن لوجدنا انضباطا أكثر في حضور الجلسات في مواعيدها المقررة، ولوفرنا على المحكمة الكثير من الوقت المهدر في تأجيل الجلسات وعمل القضاة!!
أما المؤلم فهو أن هناك من يتنازل عن حقه تفاديا لمعاناة عملية التقاضي المرهقة ماديا وجسديا ونفسيا، وهو ما يراهن عليه مغتصبو الحقوق، وما يحاولون ترجمته في عبارتهم الشهيرة «خلي المحاكم تنفعك
منقول