عيد الوطن عيدان
منيرة القحطاني
في استهلال المرحلة المهمة من دوري أبطال آسيا دور الـ 8 كان نجوم الشباب والهلال يقدمون للوطن بعد عيد الفطر المبارك خمس عيديات جميلة تمثلت في خمسة أهداف. للشباب منها (2) وللهلال (3) في مباراتين أعادتا لنا أيامنا الخوالي مع آسيا وما فيها من أمجاد بلغت عنان السماء.
عيدنا عيدان ليس بالأهداف والفوز فقط بل بتضامن الشعب السعودي كله خلف ممثلي الوطن دعماً وتشجيعاً لهما لمواصلة المشوار في هذه البطولة التي منها سنعود للبوابة الآسيوية من جديد أبطالاً كما كنا على مستوى الأندية والمنتخبات، في حين تخلفت عن الركب وآثرت دعم الخصوم فئة ليس لها في العير أو النفير هي فقط تبحث عمّن يبرد كبدها في الهلال والشباب ولو كان إبليس. وتستنفر كل قواها جماهيرياً وتزرعهم في منتديات الخصوم للدعم والمشورة والتحريض ولا تتورع عن التشجيع الخفي أو المعلن.
لا يتخلى عن دعم الوطن - ممثلاً في الهلال والشباب وهما السعوديان الوحيدان وسط طوفان آسيوي (كوري وإيراني وقطري) - إلا من سفه نفسه وحرمها المتعة والفرح. وهل هناك أقبح ممّن يتولي يوم الزحف ويتقهقر في وقت تقدم الجميع، مطأطئ الرأس كمداً وألماً والوطن كله شامخ مزهو؟!
هذا الاتحاد الوطني الرائع كان أجمل ختام للموسم الماضي عند ما رأينا المنصة تحتضن رؤساء الأندية دعماً لممثلَي الوطن وها هو المشهد يعود أكثر تفاعلاً بعد أن تبنى أحد المواقع الرياضية الإلكترونية تنظيم حملة مساندة الهلال والشباب آسيوياً بعنوان (يداً بيد وعلى قلب سعودي واحد) كان لها صدى واسعٌ لدى أوساط الجماهير ورؤساء الأندية الذين هبُّوا لتقديم الدعم وتهيئة الحافلات زرافاتٍ ووحداناً لنقل الجماهير في لقاء الهلال والغرافة القطري من سائر مناطق المملكة في موقف مشهود رأيناه واقعاً عند ما اكتظ استاد الملك فهد بالجموع وتزينت جنباته بعلم الوطن الأخضر قبل علم الهلال. وأثق أن ذلك الموقف وتلك الحشود ستتكرر الأسبوع المقبل عند ما يحتضن المكان ذاته لقاء الإياب الشبابي مع الفريق الكوري.
الانتصاران الشبابي والهلالي يجب أن يتواصلا في مباراتي الرد، فالفوز الذي تحقق ليس معناه التأهل للدور التالي، بل لا بد من بذل مجهود مشابه إن لم يكن يزيد. فمهر البطولات غالٍ جداً وبحاجة إلى كثير من التضحيات البدنية والنفسية وليس ذلك بمستعصٍ على الفريقين، فتواصل الانتصارات يعني نهائياً سعودياً وتلك هي الغاية التي نصبوا إليها جميعاً والفرحة التي تستحق أن نقول لها مبروك.