أعلى النموذج
العويمري يتحدث
عبدالعزيز شاعرا وفاتحا وعن العيد في الماضي والحاضر
قمنا يوم أمس لأحد كبار السن وهو العم ( معتق طلق العويمري ) بمنزله بقرية العرادية والبالغ من العمر 103 عاما ويمتع بذاكرة جيدة ويقول العويمري الحمد الله بايعت جميع ملوك المملكة وتحدث العويمري عن شخصية الملك عبدالعزيز قائلا إن ميزة الملك عبدالعزيز الذي يجهلها كثير من الناس إنه شيخ صاحب دين وحافظا للقران وكريما وشجاعا وحكيما ومن القصص التي تدل على صدقه مقولة عند توحيد البلاد " اللهم إن كان هذا فيه خير للمسلمين أن تنصرني وإن كان فيه شر للمسلمين تكفينا شره" وهو يرى أحوال الفقراء ففي يومن من اليام خرج الملك عبدالعزيز ومعه فريق للبحث عن التنقيب للبترول بأحد المناطق فوجد عجوز طاعنة في السن تعاني من قلة الطعام فأعطاء طعام وشراب فدعت العجوز اللهم إنك تفتح له خزان الأرض" فستجاب الله لها . وكان يجيد نظم الشعر وخاصة شعر الحماسي والحكم ومن قصائدة عندما أستعاد الرياض قال :
وهني الترف موسوع الجديلة غشــــاه الليل دون مغرزاتي
وردوهن هيت وأخطاه الدليلة والموارد غير هيت مقضياتي
والقصيدة أطول من ذلك ولكن لا أحفظ إلا بيتين ويقول أيضا عند فتح حائل وأنا مولود بتلك السنة
من قفـــار لحايل طلعنا وتتلينا ســـــوق النجايب
تايه الرأي يامن حربنا ما دري إنا دور الحرايب
وكان الأخوان مع الملك عبدالعزيز والأخوان هم جيش الملك الذي يفتح به المناطق وكان أحد أقاربي ووالدي رحمهم الله مشاركين معه في غزوة" الرحاة " بتبوك وتم استسلام بعض القبائل لمعرفتهم بأنه خير للجميع وهذ ما حصل فعلا . وكان رجلا فاضلا متدينا ومن أعماله طيب الله ثراه التي تدل على ذلك توسعة حرم مكة والمدينة وحفظه للقران ومداومة قراءة الحديث وكان يربي عياله على الدين وكان كذلك شجاعا تساعده بنيته فقد كان عريض المنكبين ومفتول الذراعين وصامل القلب لا يطيع في الحق لومة لائم ويتميز ببشاشة الوجه وبالكرم وأكبر ما يدل على ذلك فتح مطبخ " ثليم " بالرياض لجميع شيوخ وأمراء القبائل ومضيف للجميع الكبير والصغير وبقي حتى ذلك حتى عهد الملك فيصل . وكان يوصي أبناءه بمجالسة العلماء واللحكماء ومخالطة المواطنين وأن يجعلوا المواطنين سواسية وعندما توفي الملك عبدالعزيز وأنا عمري 20 سنة وصلنا الخبر عن وفاته بعد يومين لعدم وجود الراديوات والتلفزونات وأصابنا الحزن مما جعل أهل البادية يتوقفوان عن أعمالهم وخاصة المزارعين والرعاه مما جعل أهل البادية يسودها الحزن بخبر وفاته بسبب أن وضع الأمن والأمان وكثرة الخيرات كانت في عهده يرحمه الله بدلا مما كانت عليه القبائل من تناحر وتطاحن ونهب وسلب .
وتطرق العويمري في حديثه للعيد بين الماضي والحاضر وقال : في ليلة العيد في الوقت الحالي ننام ونحن نحلم به، قبل ان نغادر الليلة التي تفصلنا عنه، لا ننسى ان نتجهز ملبسنا الجديد، كذلك نعمل في مسكننا نغير مواقع بعض ما فيه ليبدو مختلفا، هكذا جديد العيد في الماضي يمتاز انه سهل بسيط، الا انه جميل ومفرح، نكهة لا نجدها اليوم ابدا رغم ترف وبذخ جديد العيد الذي نرفل فيه ونزايد فيه. اذا نمنا ليلة العيد، فاننا نشبع منه، ونقوم صحوا قبل ان تقوم الشمس نسبقها نحو المصلى الكبير، الجامع الذي لا نعرف مكانه والطريق الموصل له سوى مرتين في العام. نجلس في الصف الاول، وهو صف وحيد طويل كل اهله يتعارفون، وتميز فيهم الغريب من بعيد - هذا في الزمن الماضي طبعا - زوار مصلى العيد الذي لا توجد فيه منارة ولا اسوار وارضه مفروشة بالتراب او الحصى، لا يغطيها سجاد ولا يتوفر فيه مكبر للصوت، ضيوفه يجلسون متلاصقين مكبرين مهللين ينتظرون الصلاة، وكل عيد ننسى كم نصلي وكم نكبر وماذا نقرأ في كل ركعة، واي دعاء نردده، لكننا نصلي مثل الناس، ولا نلوم انفسنا على هذا الجهل، فالعيد يذهب وتطول غيبته، وننسى في الايام التالية ان نسأل ونحفظ كيف تكون صلاة العيد. ما ان نصلي وينهي الخطيب موعظته، نتحرك في الصف الطويل الوحيد، مارين عليه فردا فردا يتساوى الاطفال والكبار في هذا المرور متبادلين (حب الخشوم) وتحية العيد: عساكم من عواده.ويستمر طقس العيد في المعايدة على اهل البيت والجيران والاقارب القريبين منهم والذين تبعد ديارهم، وكلما كبرت واتسعت مساحة السلام والمعايدة شعر الواصل والموصول كل منهما ان عيده اسعد وان فرحته اكبر.عيد الماضي هو عيد السلام والتواصل والتراحم، عيدهم ان يشاهدوا بعضهم في هذا اليوم، مع ان عادة التزاور والجلوس الى بعضهم قد تكون حالة يومية عندهم، انهم في العيد يزيدون قلوبهم رحمة والفة. وقال الرشيدي عن العيد في الزمن الحاضر عيدنا في الزمن الحاضر كل مظاهر الفرح فيه، نحاول ان نصنع فيه السعادة، نشتري له ما نظن انه سيجعل عيدنا اكثر فرحا وبهجة، نفعل ذلك في المأكل والملبس، في اثاث منازلنا الذي قد نبدله من اجل يوم العيد، في مظاهر الزينة، في العاب اطفالنا نحاول ان نكون اكثر بذخا واسرافا على انفسنا، سواء كان ذلك في استطاعتنا او تكلفنا من اجل الحصول عليه. كل ذلك لاجل العيد وبحثا عن السعادة عنده، الا ان كل مظاهر الفرح لا تأتي به مهما اصطنعناها وغالينا فيها، قد تعطينا هذه القشور بعض المتعة وقد نظن اننا نفرح، ويغيب عنا او نحاول ان نتجاهل ان السعادة الحقيقية لا تجلبها المظاهر انما تكون في دواخلنا، هناك مصدرها وهناك معناها، متى ما شعرنا بها في نفوسنا فاننا نعرف الفرح ونشعر طعمه. ونقوم بذبح المفطحات من أول أيام العيد حتى اليوم الثالث مرة عند شيخ القرية واليوم الثاني عند الجيران وهكذا تستمر أيام العيد .