هذه قصةوقصيدة للفارس والشاعر شليويح العطاوي من قبيلة عتيبة , وهو رجل شهم
وشجاع نشأ وترعرع علىالشجاعة , فكانت مهنته وغايته فهو يغزو صيفاً وشتاءً , بالحر
والبرد , بالليلوالنهار , ولا يهجع أبداً فما أن ينتهي من غزوة حتى يستعد للثانية حتى شاع
صيتهوذاع اسمه وسمع به من لا يعرفه وعرفه من لا يراه . . . ومن طريف ما حصل
لشليويح أنإحدى بنات البادية أحبته دون أن تراه ولكن كعادتهن يعشقن الطيب
والشجاعة على مايسمعن عنهالمهم أن الفتاة وضعت جائزة لمن يريها شليويح أو يكون
سبباً لرؤيتهاله جملاً تعطيه له . . . وحصل أن رأته . . . فقالت له : ذكرك جاني وشوفك ما
هجاني , بمعنى ليتني لم أرك . . . وكان وجهه أسود من لفح السموم كما أن هيئته صارت
شعثة منكثرة التعب والمغازي . . . لما سمع شليويح كلامها أجابها بقوله
يا بنـت ياللـي عن حوالـي تساليـن=وجهـي غدت حامي السمايـمبزينـه
أسهـر طـوال الليـل وانتي تناميـن=وان طـاح عنك غطـاكتستلحفينـه
أنـا زهابـي بالشهـر قيـس مديـن=ما يشبعـك يـا بنـت لـوتلهمينـه
مـرة تضحـي والمضحـا لنا زيـن=ومـرة نشيلـه بالجـواعـدعجينـه
وكان رده لها كالمسمار بلوحالخشب فقد أسكتها . . . وكثيراً ما كانت تواجه العطاوي
مثل هذه المواقف فالفتياتيسمعن بحكايته ويرسمن له صورة معينه بأذهانهن وعندما
يرونه تتغير نظرتهن لهوذاتمرة كان شليويح ورفاقه في إحدى الغزوات أصابهم العطش
وشح عليهم الماء وكانوا بالصيفشديد الحرارة وأخذوا يبحثون عن الماء حتى عثروا على
غار صغير فيه صخرة صماء تجمعبها الماء بعد المطر فتسابقوا إليه الكل يريد أن يشرب
فقد أدركهم الهلاك . . . وخافوا أن يشربه أحدهم ويترك الآخرين . . . فاتفقوا على أن يزنوا
الماء بالوزنه وكلواحد منهم يشرب بالوزنه ولا يزيد عليها . . . فكان شليويح لشدة عفته
ومروءتهوشهامته ورغم أن العطش بلغ منه ما بلغ إلا أنه كان يترك وزنته لرفاقه ويصبر
على الظمأ حتى فرج الله لهم . . . وبهذه يفاخر فيقول
يا مـل قلبـن عانـق الفطـر الفيـح=كنـه علـى كيـرانهـنمحـزومـي
ما أخلف وعدهن كود ما تخلف الريـح=وإلا يشـد الضلـع ضلـعالبقومـي
يـا ناشـدن عنـي ترانـي شليويـح=نفسي على قطـع الخرايـمعزومـي
إن قلَّـت الوزنـه وربعـي مشافيـح=أخلـي الوزنـه لربعـيواشـومـي
واليـا رزقنـا الله بـذود المصاليـح=يصير قسمـي مـن خيـارالقسومـي
واضـوي اليا صكـت على النوابيـح=واللي قعـد عنـد الركـابنخدومـي
وإن كان لحقـوا مبعديـن المصابيـح=معهم من الحاضـر سـواةالغيومـي
اليـا ضربـت السابـق أم اللواليـح=كلـن رفـع يمنـاه للمنـعيـومـي
إلى هنا وسلامتكم ولعلها قصة وقصيدة تلاقي أستحسانكم