رجال لهم في سير الأبطال قصة مجد وفخار ولهم في صفحات التاريخ صفحة مجد وعز ولهم في مآثر الكرام منقبة سُطّرت أحرفها بمداد الكرم والبذل والعطاء فخلدها التاريخ وسار بذكرها الركبان يتناقلون أخبار طيبهم وكرمهم وعلومهم الغانمة فخراً يخلد لأبنائهم وأحفادهم وذويهم جيلاً من بعد جيل .
الشيخ الكريم هارب بن عجوين الرشيدي من أولئك الرجال الكرام العظام الذين ذاع صيتهم وتناقل الناس مآثرهم يرحم الله الشيخ هارب (أبو غازي ) رحمة واسعة والبركة في أبنائه وأحفاده من بعده يحافظون على إرثهم العظيم
•• سكن الشيخ هارب بن طحيمر بن فهد بن عجوين الرشيدي حائل واشتغل بالتجارة وكان بيته مدهلاً للضيوف وذوي الحاجات حيث كان يرحمه الله – في زمنه -هو العارفة المعتمد لدى دوائر الحكومة للكفالة والتعريف وضمان من يحتاج كفالة ضمان وأداء وله في إطلاق المحابيس وكفالة ذوي الغرم قصص كثيرة حيث يقول الشاعررزقان بن الدعامة الخياري:
نصيت أنا قرمن يفك المحابيس
هارب ولد عجوين مقضي اللزومي
عند الكفالة وختمهم بالقراطيس
مايتقي عشير زاهي الرقومي
صميدعاً يفتّح الباب والكيس
في مجلسه تلقى الشحم والعلومي
ريف النشاما وإن لفوا له معاميس
البن يضرب والذبايح ردومي
عادة لابن عجوين كسب النواميس
مثل الحصان ليانخيته عزومي
ينصاه من كثرت عليه الحواسيس
حيثه على العازات رجل جزومي
ساس القروم اللي تطش الملابيس
عدوهم دايم يصير مهزومي
عجاونة وقت الملاقا فواريس
مثل الذيابة وقت لفح السمومي
عز الصديق وللملاقي مقابيس
وقت اللزوم يسددون الثلومي
ألف ألف مليون نعم بالشيخ هارب بن عجوين
وبربعه العجاونة .. كيف لا وهو حفيد الفارس العقيد ((فهد بن عجوين )) صاحب المنزلة العالية لدى حكومة الأشراف بالحجاز حيث كان من المقربين عند الشريف هزاع وكان يمد الشيج جاسم بن براك بالجيش والسلاح من الأشراف وله قصص مشهورة مدحه الكثير من الشعراء يقول شاعر من عنزه :
ياراكبن ستن من الحيل جزلات
لاهن سمان ولابهنّ الهزيلة
هن منوة اللي ما دياره قريبات
غريب دار ومنتوي دار جيله
ملفاه ابن عجوين زبن الونيات
من روس قومن يحتمون الدبيلة
فهد عقيد القوم مابه مراوات
عشير من تمشط طويل الجديلة
راع الصحون اللي من الحيل دسمات
منهن ردي النفس يملا شليله
وكان بيت الشيخ هارب عامر وسفرته ممدوة وضيوفه على مدار الوقت ليلاً ونهاراً بابه مفتوح وقهوته عامرة عُرف عنه أنه يتضايق إذا رأى الباب مغلقاً .. بل مفتوحاً للضيفان .
يقول الشاعر عبدالله بن مسيب العنزي :
ياركبن زينة الغارب
وإن روح الجيش مع حاله
حسبت دينك مثل هارب
خمسة عشر عام ماجاله
والعام يوم الجلب ضارب
يسلّف الناس من ماله
يا نعم والله بهالشارب
غصبن على كل من قاله
به ذاربن وي من ذارب
ماحط للبيت .. مقفاله
وكان بيته مدهل للحوات الغانمة ومقر لعابري السبيل قل أن تجد المجلس إلا وبه ضيف أو فداوي أو صاحب حاجة يقول أحد ضيوفه :
وامعزبي عسى المنايا تعدّاه
يالله عساها ماتجيه الهمومي
ولا ينهدم بيتن على العز سوّاه
ويالله عساها ماتجيه الثلومي
بيتن على الشطات ماصك مبناه
وصنيتن فيها الشحم والردومي
طلق الحجاج وتفعل الطيب يمناه
هارب ولد عجوين شيخ القرومي
ظل الشيخ هارب طوال عقدي الثمانينيات والتسعينيات الهجرية وأوائل العقد الحالي منارة كرم وشعلة طيب يقصدها القاصدون لينهلوا من طيبها ومآثرها حتى توفاه الباري في 6 / 6 / 1419 بعد مسيرة حافلة بالكرم والبذل والعطاء يرحم الله أبا غازي ويحسن إليه والبركة في أبنائه وأحفاده من بعده يحافظون على إرثهم المجيد الذي خلفه الراحل العظيم يرحمه الله .
قصص طيب وكرم ومجد خلفها الشيخ هارب يرحمه الله يصعب حصرها أو تعدادها وقد اختصرت قصة مجد كبيرة في أسطر قليلة هي عنوان مجد وعز و فخر ومدخلاً لمن أراد أن يقرأ في سجل الأماجد و سير الكرماء وقصص الشرفاء التي يجب حفظها وتدوينها
لعل ذلك يكون بداية في حفظ مآثر الرجال الكرام -وما أكثرهم- وتذكر مواقف بطولاتهم
ليقتدي الأبناء والأحفاد بما خلفه الأسلاف من سير عطرة ومآثرخالدة هي محل الفخر والاعتزاز على مدى الدهر .
الكاتب : سمّاح بن سالم الداموك
حائل
هارب الرشيدي
يعرفه القاصي والداني وسارت بأخباره الركبان ولنا به شرف معرفه
رحمه الله رحمة واسعة ووفق ابناءه وأحفاده لكل خير
تحياتي لك