كلمات من الاعماق --لكل رشيدي من قبيلة عبس العريقه
بقلم ابو عبد المجيد
---------------------
اخواني الافاضل الكرام - سلام من الله عليكم وتحية مودة ومحبة من قلب مخلص لكم انشاء الله
سليم وبعد :-
احبتي الاعزاء - تعلمون قبلي انه بالعلم سادت الامم وبه ارتفعت البيوت وقامت اعمدتها وثبتت
اوتادها ومن خلاله وبه حظي الافراد بالمكانة والوجاهة ووصلوا الي قمة المجد والشهرة والشرف في
جميع بقاع المعمورة وبسبب العلم عرفنا الخالدون من الأئمة ومخترعين وعلماء اجلاء واصحاب فكر
وكتاب وقادة عظماء استطاعوا بالعلم وحدة بعد توفيق من الله ان يعطوا الكثير ويفيدوا مجتمعاتهم
ويغيروا ويبدلوا اوضاعا كانت نقطة سوداء في مجتمعاتهم وتاريخ الانسانية ومعاول هدم تهدد
الانسان وبقاءه ووجوده وعلى راسها الجهل الذي عندما ساد قاد الى ان يستعبد الانسان اخيه الانسان
مرورا باحتقاره وسلب حقوقه واهدار كرامته بعد سلب ادميته نتيجة افعال واعراف من صنع الجهل
وغياب نور العلم واشراقته .
ليس هنا المقام او المقال لذكر هؤلاء العظماء وبيان تأثيرهم ونتيجة علمهم وتأثيره على المجريات
وتغيير الاحوال والواقع من حولهم فهم كثر ياتي في مقدمتهم الانبياء والائمة والعلماء والمخترعين
والمفكرين والذي يميزهم جميعا انهم سلكوا العلم طريقا مشتركا مقدمين نور العلم ليمحوا به ظلام
الجهل العدو الاكبر للانسان في هذه الحياة .
قال عز وجل: ?شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط? (آل عمران 3:
18) فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا
وفضلا وجلاء ونبلا وقال الله تعالى: ?يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات? (
المجادلة: 11) قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة
درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام. وقال عز وجل: ?قل هل يستوي الذين يعلمون
والذين لا يعلمون? ،وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عمَلُهُ إلاَّ منْ ثَلاثٍ
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أووَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ـ رواه مسلم ـ انظروا وتمعنوا قال علم ينتفع به
ولم يقل فعل او بطولة او فروسية .
سلايل عبس النجباء ما اردت قوله بعد هذه المقدمة هو ان الماضي قد انتهى ولن يرجع وكذالك هم
اهله ولن يفيدنا شيئا لا البكاء على الاطلال ولا اضاعة وقتنا في تمجيد افعال واشعار امة خلت لها
مكسبت وعليها ما اكتسبت لهم اعمالهم ولنا اعمالنا ولا نسأل عما كانوا يفعلون كما قال تعالى (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة: 134).
فالتشبث في الماضي وبما فعل الاسلاف فقط وجعل هذا فقط هو ديدننا وعملنا وشغلنا الشاغل فهذا
واشباهه من الاعمال لن يقدم لنا دواءا ولا غذاءا ولا سلاحا ولاغيره من اسباب الرقي الى اعلا سلالم لمجد والشرف لا على المستوى الفردي ولا الجماعي لا في حاضرنا ولا مستقبلنا ، ولهذا اقول اذا ردنا فعلا ان نكون في مقدمة الامم وان نصلح ونغير من احوالنا فعلينا ان نغير من اسلوبنا ومنهجنا ومن طريقة فهمنا وتفكيرنا لاننا لايمكن ان نصلح اونتجاوز الاخطاء والفشل في نفس العقل الذي قاد اليه .
ما اريد الوصول اليه هو ان علينا ان نتخذ من العلم مسلكا ووسيله وان نسعى اليه ونجتهد في ذلك
ونجعله هدفا رئيسيا لنا ولاولادنا من بعدنا ولتحقيق ذلك فعلينا ان نبذل بانفسنا كل وسيلة ونزين ذلك لانفسنا ولاولدنا ونزرع محبته من خلال كتاباتنا واحاديثنا لا ان نكون فقط كما هو عليه الحال في الكتابة عن الماضى وايامه التي انقضت ولا عن التفاخر في اوناسه الذين ماتوا فلن يفيدنا بعد الله الا ما نفعله في يومنا وما نخططه لمستقبلنا فلنزرع محبة العلم ونوضح فائدته في اولادنا بدلا من زرع التفاخر بافعال الغزو والسلب والنهب واعتداء الجار على الجار وقتل المسلم لاخيه المسلم وتيتيم اطفاله ونهب ماله واعمال تقشعر منها الابدان وما فيها من مخالفة للدين والفطره والخلق الانساني السليم .
كلمات مصدرها القلب ودافعها المحبة والشفقة واعيذها نظرات صادقة من ان يفهم منها غير ماقصدت فاباؤنا نترحم عليهم ونذكرهم باحسن ما فعلوا ولكن لا تعمينا جهالة عن اتباع حق مبين ولا يمنعنا جهل مظلم من اتباع علم مشرق منير.
قال علي كرم الله وجهه -
الناس من جهة التمثيل أكفاء = أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم فى أصلهم شرف= يفاخرون به فالطين والماء
مالفضل إلا لأهل العـلم إنهم =على الهدى لمن استهدنى أولياء
وقيمة المرء ماقد كان يحسنه =والجاهلون لأهل العلم أعداء
وإن أتيت بجود من ذوى نسب = فإن نسبتنا جود وعلياء
فقم بعـلم ولاتبغى بـه بدلاً = فالناس موتى وأهل العلم أحياء
وقال احد الحكماء .
العلم مبلغ قوم ذروة الشرف .. وصاحب العلم محفوظ من التلف
العلم يرفع بيتاً لا عماد له .. والجهل يهدم بيت العز والشرف
والى هنا اكتفي وان كان في النفس بقية من قول ولكن ما قل دل والى لقاء وحتى يحين استودعكم الله
الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم .