الزمان :1398هـ
المكان : المدينة المنورة
الشخصيات :
فادي : من لبنان
شليويح: من السعودية
كان العهد عهد طفرة كما نعرف وكان فادي مشرف على أعمال الطرق والاسفلت في مؤسسة متحدة تعمل في مجال المقاولات
ألتقى في عصر يوم من الايام وأثناء تأديته لعمله بشليويح تجاذبا أطراف الحديث وتحدث فادي مثل أي عامل عن مكاسب الشركة التي يعمل بها وأن البلد هذه بلد خير وفيها شغل كثير جداً وتعجب من ركون السعوديين على الوظائف ....
ومضت الايام وهما يلتقيان كل عصر يجلسان على كومة الرمل الملقاه على قارعة الطريق
وكان شليويح كعادة أغلب السعوديين كريم يحضر معه القهوة والتمر والشاهي مع الاختراع الجديد المسمى ثلاجة رغم أقتناعه بأنها تذهب نكهة وطعم ما يوضع بها إلا أنه كان مرغم عليها ففي كل مره يلح على فادي لمرافقته إلى بيته لكي يقوم معه بواجب الضيافة
الا أن فادي كان يتعذر لانه ملزم بعمل يجب أن ينهيه..
وكان من عادة شليويح ألأنصراف لأداء صلاة المغرب في المسجد ومن ثم الجلوس في مشب عمه الكبير أبو حمدان
ويشرب القهوة والشاهي ويشاهد المسلسل البدوي وضحى وابن عجلان ومن ثم تطل فاتنة الشباب والشياب
سميرة توفيق وتغني وتغمز غمزتها الشهيرة بعد نهاية الاغنية وكلهم يظنون أنها كانت تغمز له ....
كانوا بسطاء قلوبهم كبيره ليس لديهم ما يعكر صفوهم.
وفي يوم من الايام وعلى بطحاء الرمل
قال فادي لشليويح: والله لو معي تبعيتك هذي كان عملت عمايل وصرت غني بظرف سنة بس
بس خسارة أنا لبناني ما مسموح لي أشتغل في هالبلد وأغرف من الخير الكثير اللي فيها وكفيلي ما بدو الا أمسك إله الشغل وبس ومكوم الفلوس على قلبه ويعطيني منها نتفات صغيره
تعرف ياشليويح لو تفتح لك مؤسسة مقاولات باسمك ونجيب عمال وندخل في مناقصات مع الحكومة ومع السعوديين للبناء نكسب كثير بس بتبعيتك هذي نصير أإنياء أنا وأنت وقام فادي يشرح لشليويح المكاسب وشليويح يحسب مع فادي الارباح وجد أن المشروع حلو ومربح وافق شليويح وقال لفادي : خلاص أنا معاك وأعتبر أن التبعية تبعيتك وأسمك شليويح...
أذن المغرب راح شليويح عند عمه أبو حمدان سارح يفكر
والجماعة يفكرون بعد الاغنية الغمزة لمين إلا ويرون شليويح بحالة تأمل يرثى لها ....
قالوا له : علامك يا شليويح سرحان ترى نص الاثنين واحد
قال لهم : والله أنا ما عندي غيركم أشاوره أنتم الخير والبركة وعندكم خبرة في الحياة وتعرفون فادي اللبناني صاحبي عرض عليا مشروع يكسب ذهب
وقام يشرح لهم عن المشروع أنه يفتح مؤسسة صغيرة ويستقدم عمال ويبني بيوت وعماير ويدخل مناقصات مع الحكومة وأن المشروع مكسب والشغل بركة و و و
قالوا له : بعد ما أنتهى من كلامه
أنت خبل تبي تسوي زي ساير ولد فلان سوا مؤسسة مقاولات وبناء عمارة في باب الكومة وطاحت على اللي فيها وشوفه الان بالسجن والله يا شليويح غير ترمم عظامك بالسجن والله غير نفرق لك من القبايل الدية يا خبل أنت خبل أنت مجنون كل عيشك واسكت
حط رأسك مع الرؤس وأدعي لها بالسلامة
من بكره راح شليويح لصديقه فادي قال له فادي شو ماله وجهك مخطوف يا شليويح وشو سويت اليوم رحت قدمت على أوراق المؤسسة
قال شليويح وهو يحك فروة رأسه الخلفية : والله يا فادي مشروعك حلو بس فيه مسئولية لو طاحت عمارة أو صار شيء أنا يا فادي واثق منك بس ماني واثق من العمال
يمكن يغشوا بالمونه أو شيء
قال فادي : ولا يهمك يا شليويح ولا تأخذ بخطرك عندي لك مشروع أحسن ومافيله مخاطره ورأس المال من عندي
بس أنت تروح تفتح محل بأسمك وأنا أدفع لك الفلوس
وأجيب لك المعدات والمكائن والبلاستيك وبعدين نقدم نحصل على قرض من الحكومة الحكومة تدعمنا بمليون ريال ولك حكومات العالم بتأخذ من شعبها وحكومتكم تعطي ماقلت لك يا شليويح بلدكم بلد خير
ونعمل المشروع مشروعنا هالمره يا شليويح
مصنع مياه صحية ....
قال له شليويح : يعني كيف مياه صحية
قال فادي : بلدكم بلد زوار ومعتمرين وحجاج وبدل الناس ما تشرب المويه من السقا اللي بيحمل الماء وراء ظهره
يصير الناس يشربوا المويه في قوارير بلاستيك وبكذا عندنا مكاسب كثيرة والمعدات عندي أجيبها لك من لبنان من أبن عمتي نزار ...
تحمس شليويح للمشروع وقال لفادي : خلاص توكل على الله يافادي هذي المشاريع يافادي أنا أشهد أن اللبنانين أذكياء
ذهب شليويح وكالعادة صلى المغرب وجلس عند عمه أبو حمدان وشياب وشباب الحارة في المشب
تبسم شليويح وقال عندي مشروع
قال عمه أبو حمدان : أقول أنطم أسكت خلنا نشوف وضحى وبعدين ملحقين على تخريفك
شليويح متحمس ومن حوله شاخصة أبصارهم بسميرة توفيق ... بيت الشعر يا المبني في الليل ياعيني في الليل
أنتهت الغمزة والكل نسبها لنفسه
نظروا على شليويح هاه وش عندك يابو المشاريع أنت
قال لهم شليويح : يقول فادي بلدكم بلد خير بلد طفرة وخيرها كثير وعرض عليا إني أفتح مصنع ونعبي المويه بقوارير ونبيعها على الناس والقاروره بريال و الدولة بتدعمنا وتعطينا قرض ولو ما أعطونا فادي متكفل يجيب المعدات بالدين بس أنا أقدم على الرخصة
ضحك الحضور ضحكة شككت شليويح في بقاء شنبه أسفل أنفه وقام يتحسس وجوده
قال لهم : وش فيكم تضحكون
قالوا : ولد حمايل هذي آخرتها تشتغل سقا يا بارد الوجه
طيب أفرض جاء وزغ وتفل بخزان الماء ثم حطيته بقوارير
وشربوا الناس وتسمموا والله عظامك غير ترمم بالسجن
والله غير نفرق لك الديه من القبايل قم لا والله هذا اللي باقي علينا وقام الثاني يقول له : أفرض العمال حطوا لهم خمره وباعوها بالقوارير ومسكتهم الشرطة ساعتها يرموك بالسجن والله عظامك غير ترمم بالسجن ....
من بكره قابل شليويح فادي وقال له : يا أخي أنا مالي ومال مشاريعك دور لك رفيق غيري أنا إنسان عندي عيال وبيت ومسئوليان كثيره شوف غيري والله يوفقك ...
وتمر الاعوام تلو الاعوام ....
ونحن الآن في المدينة المنورة وتحديداً عام 1430هـ
المكان رصيف مقابل باب الضمأن الاجتماعي حيث يجلس شليويح وفي يده دفترين عائلة لتقديمها للضمأن الاجتماعي لأخذ إعانة شهرية من قبل الحكومة ...
المكان : جدة
حيث يجلس فادي في شركته الخاصه في الدور العاشر
وبعد أن حصل على الجنسية السعودية
تحياتي للجميع وحظ موفق
أبو رنام أبن عم شليويح والقائم على شؤون المشب
المدينة المنورة