قصيدة تاريخية عصماء للشاعر الكبير صالح بن جميعان ابن بدوي المظيبري الرشيدي, قالها في حفل الشاعر المعروف عمير بن مناع العجوين الرشيدي , الذي أُقيم في مدينة حائل بتاريخ 5 /3/1434هجري,بحضور عدد كبير من الشُعراء والأُدباء الذين كُل ُ ُ أدلى بدلوه في هذا المحفل الأدبي البهيج والكرنفال الشعري الرائع إلا أن رائعة الشاعر الرائع صالح بن جميعان الرشيدي هذه نالت أستحسان الكثير من الحضور لجزالتها وروعة تراكيبها وجمال مفرداتها ممادعى الجميع بإن يقفوا أحتراما ً للشاعر الكبير صالح الرشيدي , مِمَّا حدا بصاحب الحفل الشاعر المُبدع عمير بن مناع العجوني الرشيدي, بإعطائه هدية قيمة عبارة عن بكرة وهو يستحقها واهلاً لذلك التقدير والحفاوة التي حظي بها نظير شموخه وشعره المتدفق بروح الأصالة .بدأ الشاعر صالح الرشيدي قصيدته بمطلع شِعري رائع بذكر الديار والأعلام الرأس الأبيض ثم آبانات الرامزة إلى شموخ عبس العزة والمجد ثم أثنى على الشاعر المحبوب عمير مناع العجوني وافرد له مساحة من المديح يستحقها بكُل تأكيد شاعرنا المُبجل أبو ناصر .ثم دخل الشاعر الى باب الحكمة المقرونة برمزية تدل على مقدرته الشعرية من خلال تفرده بنهج ومفردات تميّز الشاعر صالح بن بدوي ثم بعد ذلك أستذكر رموز وأعلام قبيلة بني رشيد في حقبة زمنية متقدمة نوعا ًما (منتصف القرن الثالث عشر الهجري 1250) الشيخ قاسم ابن براك والشيخ عيادة ابن عجوين (رحمهما الله) من خلال إسقاطات تاريخية على أحداث تاريخية هامة حدثت في تلك الحقبة الزمنية ومُعددا ًبعضاً من صفات الشيخ عيادة أبن عجوين وخصاله الحميدة في الشجاعة والكرم والإقدام.قبل الدخول الى القصيدة يجدُر بنا توضيح معنى مفصلي وهام يتمثل في كلمة (عاقه) التي جاءت في اخر احد أشطر البيوت فالإعاقه مأخوذة من الأسر والأسر نوعان أسر في الحرب تكبيل الأيدي بالسلاسل وهذا ليس المقصود هنا في القصيدة .وأسر بمعنى لفت النظر وفرض الهيبه والأحترام من خلال الكرم والجاه والعز فيُقال أسرني الشيخ الفُلاني بكرمه وجاهه وبيت عزه وهذا ماكان عليه عياده ابن عجوين في زمانه.
غيث نشت ليلة البارح مواديقه
من غرب يردم سحابه والهواء ساقه
يردم على الرأس الأبيض من مفاهيقه
ومقدام مزنه على آبانات وداقه
مسبل رعوده تجلجلها بواريقه
يشعاك نوه قبل يشعاك براقه
أمسيت ألاحيه وأستمطر رقاريقه
لياحن صدره رضيت وزاد رقراقه
امسى يجلجل لي الصدر ومغاليقه
لين انفلق من عتيم الليل فهاقه
واعشوشب الروض والتمت زماليقه
واومى خفيف النسايم في تزملاقه
مادري وش آخذ واخلي من عشاريقه
زاد النفل والبختري في تعشراقه
شي اطيقه وشي نوب مااطيقه
أصد لو أني جدير وعندي الطاقه
مليت من شهرة الشعر وعشاشيقه
وكليت لو معظم العربان عشاقه
بعض المواقف ياابن عجوين توهيقه
ليا صرت ماأنت بمريّح ولا على راقه
وراسك عزيز وعريبات معاميقه
وأشفق على مدحة اللي مثلك شفاقه
آعي مرادك واهملج فيه وافيقه
يمسي ويصبح بنون العين وأحداقه
حرمت عيني من النوم وغداريقه
ليا خادن الجفن هملاج الكرى فاقه
العذر لو يستوي سويت تلفيقه
لاشك ياعمير ماعينت له ساقه
أهم ماتربط الواثق مواثيقه
وأهم ماترتبط بالشاعر اخلاقه
الشعر ماهو حلال وعند سويقه
ماكل من هز شومه قام واستاقه
يبري هجوسك قبل تُبرى طواريقه
وأن مابريته فلاتجزع تطراقه
جيش العمالق من يعين عماليقه
مسؤل وقت الشدايد عن تعملاقه
السهل هرج المجالس من هماليقه
والصعب اللي يشيل الحمل ووساقه
والراس عقب أرتفاعه عيب تدنيقه
إلا لطاعة عظيم الشأن خلاقه
واللي جراله مع الأحداث تصفيقه
يبطي وهو ماتناسى كف صفاقه
واللي ضلوعه هشاش ويابس ريقه
بالموقف الصعب ماياقف على ساقه
تثّر بوجه الزمن عجة مماحيقه
وأشر مابالزمان وجيه محاقه
الوقت مايحفظ بدرفة صناديقه
إلاأرجح ينحت التاريخ بأعماقه
مستشرق الغرب وش ضمن بتوثيقه
يوم ابن عجوين من بد الملاعاقه
واللي تستر وشلنه مزاريقه
حاول يخفي وعين الصقر رماقه
من دون راع البويضاء في لواهيقه
مسرول الساق جثل هزّع اشناقه
حر على كف جاسم في مسابيقه
طلعه حقوق ومداره ماحد واقه
صاروم عزام جزام بمصافيقه
فداع ويجندل الجزلة بمعلاقه
وفي دورة الوقت والغصن ومواريقه
عِبرة ليا سلم الله تبرض اوراقه
الحلم لأصبح هدف ماكاد تحقيقه
والليل لو هو طويل الصبح فلاقه
مااحد عبث بالوكاد إلامماريقه
وعمر الزمن فلتر العابث ومراقه
ماضاقت صدور عبس ولابها ضيقه
من ميلة الوقت والاقلة أوفاقه
في مغرب الكون وإلا في مشاريقه
راياتها في سماء الأمجاد خفاقه
لأهل الوفاء أوفى من القلب ومعاليقه
وإلا المعادي ضرر عينه وغساقه
ذرو المعالي بني مي مطاليقه
أرضه وساسه ومزعومه وشوهاقه
عبس الظفر والفخر وأسمى شواهيقه
ردت على راعي الميثاق ميثاقه
الشاعر صالح بن جميعان بن بدوي المظيبري