(سبق) الرياض: لم ترق للطفل عبدالحكيم على رغم أعوامه القليلة، فتوى «غريبة» سمعها من إمام مسجد يداوم على الصلاة فيه، إذ صعب عليه أن يقتنع بأن «لبس الساعة في اليد محرّم».
فطرة الطفل دفعت عبدالحكيم الى انتهاز فرصة عرض برنامج «فتاوى على الهواء» على اذاعة القرآن الكريم الذي يستضيف المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، للاتصال به ورواية قصة فتوى «تحريم الساعة» على المفتي الذي قال: «لبس الساعة جائز وليس حراماً، ويجب على المسلم ألا يحرّم أو يحلل الا بشرع الله، ولا يجوز لامام المسجد أن يفتي من دون علم»، متسائلاً: «على ماذا استند امام المسجد في فتواه؟».
وأضاف: «لبس الساعة حاجة ومصلحة، وما دامت الساعة لا تحوي حلية من الذهب فلا حرج من وضعها في اليد اليمنى أو اليسرى»، مستدلاً بقوله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون». من جانبه، شدد امام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الدكتور عبدالرحمن السديس على أن مهمة الفتوى جليلة «لا يجوز أن يتصدى لها الا اهل الاختصاص من الفقهاء والمفتين الأتقياء القادرين على استنباط الأحكام الشرعية والمؤهلين للافتاء»، مؤكداً أن للافتاء شروطاً وضوابط يدركها المختصون في شؤون الفتوى كما قال تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون». ووفقا لخبر أعده الزميل فيصل المخلفي , طالب السديس بانتشال الفتيا من مأساة وشيكة، وقال: «من ضوابط الفتوى اقتصارها على المجامع الفقهية، والهيئات العليا الشرعية في فتاوى النوازل والقضايا الكبرى، والنأي بمقام الفتوى عن التخرصات الفردية والاجتهادات والاطروحات الاحادية وتجنب الخوض في ملاسنات صحافية واعلامية». مؤكداً أن بعض مطلقي الفتاوى قد يسيء إلى الشريعة بسبب الجهل بأصول الفتوى.
يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكد أن تأهيل العلماء والمفتين مطلب ضروري، نظراً لدورهم الأساسي في توعية الأمة، ومحاربة الفكر الضال.
http://www.sabq.org/?action=shownews&news=3906