موقع الشاعرغازي البراك موقع الجميع - عرض مشاركة واحدة - ~ كتــاب أفكار صغيره لحيــاة كبيره.. لكريم الشاذلي~
عرض مشاركة واحدة
 
قديم 07-15-2009, 10:12 AM   رقم المشاركة : 28
~|[ لآإشـًيء يشبهنيْ »
 
الصورة الرمزية دلوعته





الحالة
دلوعته غير متواجد حالياً

دلوعته is on a distinguished road

اكثر مشاركه وسام المراقبه 


 

افتراضي رد: ~ كتــاب أفكار صغيره لحيــاة كبيره.. لكريم الشاذلي~

اللسان







كانت الأمور تسير طبيعية على مجموعة الضفادع التي تتسابق

بين أشجار الغابة ، قبل أن تسقط ضفدعتان في حفرة ماء عميقة .


تجمعت الضفادع لترى الضفدعتان المسكينتان ، وما إن


طالعاتهما إلا وتأكدا من استحالة إنقاذهما ، فالحفرة عميقة جدا .


فطالبت الضفادع من الضفدعتان أن يستسلما للموت ، ويكتفيا


بالأيام التي عاشوها ، فلن تجدي محاولاتهما لإنقاذ نفسيهما شيئا .



لم تستمع الضفدعتان لكلام الضفادع وحاولا أن يقفزا ويخرجا من


هذه الحفرة السخيفة ، وباءت محاولاتهما بالفشل ، ومع تصاعد


صياح الضفادع بأن يكفا عن المحاولات اليائسة والاستسلام


لمصيرهما المحتوم ، استسلمت بالفعل إحدى الضفدعتان ، وماتت في صمت .




وظلت الضفدعة الأخرى في القفز مرة تلو مرة ، وجمهور


الضفادع يطالبها بالاستسلام ، والموت بهدوء ! . لكنها لم تصغ

لهم وظلت في القفز ، إلى أن تحقق الصعب ، ووصلت إلى

الحافة ، ونالت حريتها بعدما ظن الجميع أنها في عداد الأموات .


التف جمهور الضفادع حول الضفدعة الناجية يسألونها في لهفة :

ما أروع تصميمك ، كيف صمدت رغم هتافنا بأن تستسلمي ،


وتتركي المحاولة ؟ فأخبرتهم الضفدعة ببساطة أن لديها مشكلة

في السمع ، ولم يكن تستطيع سماعهم بشكل سليم وهي في


الأسفل ، لذا لم تصل إليها هتافاتهم المثبطة المحبطة ، وبالتالي لم


تتأثر بها ، بل على العكس من ذلك لقد كانت تظن أن هتافهم


وصراخهم كان تشجيعا لها ، وتحذيراً من اليأس والقنوت ،


واعترفت لهم أن هذا كان له بالغ الأثر في محاولاتها المستمرة المضنية .



ـ إنه اللسان يا صديقي ، ذلك العضو الصغير القادر على هدم


طموحات في نفوس أصحابها ، وتثبيط همم ، وقتل أحلام ، ووئد مواهب وقدرات .



كم من مواهب ماتت لأنها لم تجد من يحتضنها ، وواجهت في مقتبل عمرها لسانا لاذعا حطم ثقتها ، ودمرها .




درسان تعلمتهما من هذه القصة ، وأطمح أن تتعلمهما معي يا صديقي ،


أما الأول : فلا تسمح لأحد أن يمارس ضدك جريمة قتل معنوية ، بحديثه السلبي ونقده الهدام ، أخبر الجميع أنك غير قابل للهدم


، وأن بنائك النفسي قد تم كماله ، و لا تصغ لمن يحاول تحطيمك أو النيل منك .




أما الشيء الثاني : كن أنت قطرة الماء للظمآن ، والمحفز للمحبط ، وصاحب الصوت المشجع المتفائل لكل من تعرفه .




كن صاحب المواقف المشجعة ، والكلمات المحفزة ، والروح النضرة الجميلة التي تتمنى النجاح والتوفيق لكل البشر .




امنح الأمل .. وأنشر التفاؤل .. وازرع الثقة .


وكن الفجر بإشراقه وتجدده ونقاءه ..
إشــــراقة : الفكرة الجديدة رقيقة... يمكن قتلها بالسخرية أو التثاؤب؛ يمكن طعنها بنكتة أو إقلاقها حتى الموت بعبوسة في الحاجب الأيمن…

شارلز براور









من مواضيع في المنتدى

التوقيع :
يخنقنيّ الحنين /لـِ سنين , لنَ تعَـــوُد ..!!

رد مع اقتباس