FIFA.com: عندما كنا نقوم بالتحضير لهذه المقابلة، لفت انتباهنا عبارة وردت في مناسبات عديدة، إذ وصفتك بعض وسائل الإعلام بـ"رجل المباريات الكبرى". هل أنت متفق مع هذا الوصف؟
أتعامل بحذر شديد مع مثل هذه الأوصاف. صحيح أن المقصود منها هو الثناء والتقدير، ولكن عندما يحين موعد المباريات الكبرى يبدأ البعض بالقول إن ’كل الضغط ملقى على كاهلك‘. وكل ما في الأمر هو أنه كلما وطأت قدماي أرض الملعب أخرجت كل ما في جعبتي من طاقة وعزيمة بغض النظر عن طبيعة المباراة رغم أنني أقر بكوني أضاعف مجهوداتي خلال المباريات الكبرى كتلك التي نخوضها خلال المراحل الأخيرة من دوري أبطال أوروبا على سبيل المثال لا الحصر. لا أشعر بالتوتر قبل دخول غمار تلك اللقاءات، حيث أنني أعشق اختبار قدراتي من خلال تحدي أفضل لاعبي خط الوسط في العالم.


FIFA.com: لم يمر وقت طويل عن تلك الشائعات التي كانت تشير إلى إمكانية رحيلك عن أولد ترافورد. هل كان صبرك قد نفذ بعدما طال غيابك عن التشكيلة الأساسية؟
نعم، وذلك ليس بالشيء الغريب لأن كل لاعب يتمنى أن يشارك في المباريات كل أسبوع. صحيح أن الفريق ينهج سياسة مبنية على مبدأ التناوب ولكن المقام طال بي في دكة البدلاء وهو ما جعلني أشعر بالإحباط بعض الشيء. وقبل موسمين بالضبط وجدت نفسي في وضع صعب أجبرني على أخذ مهلة طويلة للتفكير في مستقبلي ومصلحتي، وقد تحدث إلى المدرب (فيرجيسون) بشأن ذلك، حيث أعرب عن رغبته الكبيرة في أن أبقى مع الفريق وهو ما كنت أتمناه بالضبط. ولحسن الحظ مرت الأمور على النحو الأمثل والآن فأنا ألعب بشكل منتظم أكثر من أي وقت مضى. إنني أستمتع فعلاً بلعب كرة القدم.


FIFA.com : ماذا حصل بالضبط حتى أصبحت تدخل في حسابات المدرب؟ هل تغير شيء في عقليتك الكروية أم طرأ تغيير على طريقة لعبك؟
كل ما في الأمر هو أني قمت بمجهود مضاعف لكي أصبح أكثر أنانية فوق أرض الملعب، إذ رأيت أنه من الضروري أن أساهم أنا أيضاً في تسجيل الأهداف. لقد فعلت ذلك عن سابق إصرار ودافع كبير. في السابق، كنت أكثر حذراً في التعامل مع هجماتنا حيث كنت أخاف أن أتقدم أكثر من اللازم بشكل يتيح للاعبي الفرق المنافسة الحصول على الكرة بسرعة ومباغتتنا بالهجمات المرتدة. ولكني قررت فيما بعد أن أتعامل مع الوضع بإيجابية أكثر وكلما أتيحت لي الفرصة في الملعب، كان هدفي يتمثل في استغلالها أحسن استغلال حتى أضمن مشاركتي كأساسي في المباراة التالية. مانشستر فريق كبير ويملك عدداً هائلاً من اللاعبين المتميزين إذ بإمكان أي عنصر من العناصر أن يحل مكانك في أي وقت إذا تبين أن مستواك بدأ يتراجع أو أن أداءك لم يكن في المستوى المطلوب كل أسبوع.


FIFA.com :لقد كان لبقائك في النادي أثر إيجابي على مسيرتك فيما يبدو حيث تُوجت مع الفريق الأول بلقب كأس العالم للأندية FIFA قبل عام في اليابان. ما هي الذكريات التي تستحضرها عن تلك التجربة؟
لقد كانت تجربة غير مسبوقة في مسيرتي الرياضية. إذ كان من الصعب السفر إلى اليابان في منتصف الموسم واللعب بعيداً عن أجواء العائلة ولكن إمكانية المشاركة في كأس العالم للأندية قد تتاح مرة واحدة في العمر. ولذلك فقد ذهبنا إلى هناك بهدف العودة باللقب. لقد كانت فرصة تارخية لا تعوض، حيث مرت البطولة في أجواء مثالية بدءاً بجودة الملاعب ومروراً بقوة الخصوم وانتهاء باعتلاء منصة التتويج. إننا فخورون بذلك الإنجاز العظيم، ولكننا نطمح إلى إعادة الكرَّة.


FIFA.com :معروف على السير أليكس فيرجيسون أنه يختم حديثه إلى اللاعبين قبل انطلاق المباريات بحثهم على "الإستمتاع باللعب". ولكن إلى أي حد يمكن اعتبار ذلك ممكناً بالنظر إلى أهمية المنافسات التي تخوضون غمارها وجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقكم، بالإضافة إلى حجم تطلعات جماهيركم العريضة التي عادة ما تملأ جنبات أولد ترافورد عن آخرها؟
إنه شيء ممكن بكل تأكيد. صحيح أن حمل قميص مانشستر يعني تحمل ضغط كبير في كل مباراة، ولكنك سرعان ما تتعود على ذلك. قد يكون الأمر صعباً في البداية، ولكن سرعان ما تدرك أن ذلك جزء لا يتجزأ من حياة أي لاعب في النادي، إذ يفترض فيك أن تفوز بكل مباراة تخوضها بهذا القميص، وذلك يجعلك مع مرور الوقت على أتم الإستعداد لكل التحديات. أعتقد أن الرسالة التي يود المدرب توجيهها لنا هي أن الأداء يكون أفضل إذا استمتع اللاعبون بخوض المباراة على أرض الملعب.


FIFA.com :هل تشعر بضغط أكبر وأنت تلعب بقميص المنتخب الإسكتلندي، لا سيما وأنك تحمل شارة الكابتن مع المنتخب بالإضافة إلى كونك أحد نجوم مانشستر يونايتد؟
أعتقد أن شارة الكابتن تحمل في طياتها ضغطاً إضافياً على قائد الفريق وأنا أتحمل ذلك العبء بصدر رحب. بالإضافة إلى ذلك، فعندما يرى الناس أني ألعب مع مانشستر يونايتد وأفوز معه بالألقاب فإنهم يتوقعون أن يكون الأمر كذلك مع المنتخب وهم محقون في ذلك. أحب أن أمثل منتخب بلادي، إذ أتحرق شوقاً لبلوغ إحدى البطولات الكبرى مع اسكتلندا، وإذا تعذر ذلك فسأكون مستعداً لتلقي الإنتقادات.

FIFA.com :بالحديث عن المنتخب، ألا ترى أنه من المثير للقلق أن تكون الإسكتلندي الوحيد الذي يلعب في أحد "العمالقة الأربعة" ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز؟
إنه سؤال صعب فعلاً. يجب ألا ننسى أن اسكتلندا تزخر بناديين من الطراز الكبير هما سلتيك ورينجرز، رغم أنني أتمنى رؤية المزيد من اللاعبين الإسكتلنديين في أكبر الأندية الإنجليزية. ولكن عملاقي كرة القدم الإسكتلندية يشاركان بشكل منتظم في دوري أبطال أوروبا مما يجعل لاعبي سلتيك ورينجرز يفضلون البقاء هناك عوضاً عن المجيء إلى إنجلترا. لقد كنت دائماً أتطلع إلى اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز وأعتبر نفسي محظوظاً للغاية بتحقيق هذا الطموح. أجل، أعتقد أنه يتعين على المزيد من اللاعبين الإسكتلنديين الإنتقال للإحتراف في إنجلترا والإستفادة بشكل جيد مما توفره فرصة اللعب هنا.


FIFA.com :ختاماً، ما هي طموحاتك الشخصية بالنسبة لما تبقى من هذا الموسم؟
لا تختلف طموحات اليوم عن طموحات الأمس، إذ نسعى للفوز بلقب كل بطولة نشارك فيها على الرغم من أننا نولي أهمية قصوى لدوري الأبطال والدوري الإنجليزي الممتاز. إننا متحمسون كثيراً لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق بالفوز بلقب الدوري الممتاز للمرة الرابعة على التوالي، كما نتطلع إلى إحراز لقب دوري أبطال أوروبا مرة أخرى بعد خيبة أمل الموسم الماضي إثر هزيمتنا في المباراة النهائية بروما.