في الصميم
عالم مجنون ..!!
مر زمن طويل لم أر الهلال يتهالك فيستند للجدار كعجوز يمشي بعكازيه ..!!
الأزرق أدخل محبيه في فضاء الذهول في (45) دقيقة .. واستبدل أجنحة النسور التي حلق بها في العاصمة الرياض .. إلى أجنحة حالكة السواد في الدوحة .. عطبت محركاتها منذ البداية ..!!
نشوة الثلاثية كانت أقوى من التحضير لمفاجآت المجنونة كرة القدم .. لذلك امتدت من الرياض إلى الدوحة .. ولم تستطع كل التحذيرات العلنية وغير العلنية .. أن توقف موجة البهجة والسرور .. التي قفزت للذروة مع خسارة بوهانج الكوري الجنوبي من أصفهان الإيراني قبل نزال الدوحة .. حيث تهيأ الأزرق للنهائي .. وهو الذي لم يتجاوز إياب الدور ربع النهائي الآسيوي ..!!
شوط خرافي للغرافة .. وخريفي للهلال .. سدد به الأول فاتورة الرياض .. وأدخل الثاني في دائرة «حيص بيص» بالدوحة .. !!
النوم على وسادة الثلاثية .. حول الزعيم لأجساد دون فكر في 45 دقيقة .. والصحوة بدأت بعد الصدمة .. وبعد دخول الأعصاب في فرن التسرع والاستعجال .. هكذا كانت الصورة في الحصة الثانية للنزال الغريب العجيب .. فأضاع الأزرق فرصا بالكوم .. وتسنم دفة اللعب .. ولكن بدون فائدة !!
هي الكرة التي تخدم من يخدمها .. وهي الكرة التي لا تعرف اليأس .. ولا تركن أبدا لكبير .. ولا تخضع لنتائج مسبقة .. هي الكرة التي تسكن في عالم متغير .. عالم مجنون .. عالم مليء بالمفاجآت ..!!
في عالم المجنونة .. ليس هناك مستحيل .. كان ذلك الشعار في أجندة الغرافة محفورا في قلوب يونس محمود ورفاقه .. مغيبا في حقائب القحطاني وزملائه .. طوال مائة دقيقة وأكثر .. والعكس صحيح في ثلاث دقائق فقط .. فقد ودع الزعيم اليأس .. وامتطى صهوة جواد الأمل .. وركن الغرافة لرباعيته .. ونسي أن الكبار يستطيعون العودة لمواقعهم في ثوان .. ونسي أيضا أن الجريح أسد اسمه الهلال .. يصعب عليه أن يرى الدمعة تسيل فوق خد محبيه ..!!
لقد قدم الهلال لأنصاره أحلى هدية في يوم عيد الوطن .. فقد انتصر على عجزه المفاجئ .. وانتصر على اليأس في ثلاث دقائق فقط ..!!
ياسر يغيب .. ويظهر في الوقت المناسب .. هكذا كان في أمسية الغرابة والعجب مساء أمس ..!!