الحالة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني واخواتي اعضاء موقع الجميع وزوار الكرام بدعوه من الدكتور المورخ عبدالله بن سعد العويمري اقام المورخ عطا الله بن ضيف الله بن حنيه المظيبري ندوه عن الجذور التاريخيه والقد اتصل ابي الدكتور عبدالله بن سعد لحضور هذه الندوه ولكن لم تسمح لي ظروفي بالحضور ورسل لي المورخ عطاء الله فلاش مع الشيخ محمد بن عايد بن شقاما يحتوي على جميع النقاط المهمه في هذه الندوه ادار حوار الندوه الكاتب والباحث بالانساب الشيخ محمد بن عايد بن شقاما تم تكريم المورخ عطاء من قبل الدكتور عبدالله بن سعد العويمري امين رابطة عبس بدرع لجهوده حضر هذه الندوه عدد من ابناء القبيله وشارك بالحضور الشيخ سالم بن سرور بن سمره والثانية : إنه أيضاً ذلك الميدان الذي اتّجه إليه ( الموالي ) ؛ لتحقيق المساواة مع العرب ، فقد كان اسمُ الموالي في عهد الأمويين يطلق على جميع الذين أسلموا من غير العرب ، وقد كانوا على مستوى المعاملات الاجتماعية غير متكافئين مع العرب ، ولذلك تنبهوا مبكراً إلى أن ميدان العلم هو السبيل الوحيد الذي يوصلهم مقام الصدارة ، فانكبوا على التفقّه في الدين ، وجمع أخبار الرسول وأحاديثه ، وكذلك في علوم اللغة والأخبار والمغازي والتاريخ وتعريب الدواوين، حتى أصبحوا بارزين في العلم ، ولاسيما بعد انقضاء جيل الصحابة(2)، وفي هذا المنحى يذكر ياقوت الحموي في معجمه : ( أنه لما مات العبادلة : عبدالله بن عباس ، وعبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى ( الموالي ... ) فكان لهم من ذلك مكانة مرموقة ، لدرجة وصلت ببعض شيوخ قبائل العرب الصريحة النسب إلى الإدعاء بانتسابهم إلى بعض الأسر النابهة من الموالي ؛ التماساً للجاه والوجاه (3). ولشرف العلم وفضله ، أجمع اساطين الفقهاء أن منزلة أهل العلم أشرف من منزلة أهل النسب (4) ، وقال تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) (5)، وفي الحديث : ( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ) (6) ، فالعلمُ هو مبضعُ الطبيب لاستئصال مفاسد كل داء يعاني منه أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية بغير الحق ، ولذلك بادر الأستاذ : مبارك الدويله إلى تكريم ( العلم ) ممثلاً بأرباب القلم ، وحسناً فعل. أهم الأسباب في اختفاء هوية النسب فالحديث عن الهوية المعاصرة لـ ( قبائل بني رشيد ) وجذورهم التاريخية حديث يطول ويتسع باتساع الجدل فيه ، وهذا لا يعني بني رشيد وحدهم ، بل ينسحب على الكثرة الكاثرة من القبائل العربية المعاصرة. فأي باحث يلقي نظرة على منازل القبائل العربية في الجاهلية وصدر الإسلام يجد أن أكثرها قد خلفتهم فيها قبائل عربية في العصور الوسطى بأسماء حديثة ، فهي قبائل لا أحد من الباحثين يساوره أدنى شك في أن جذورهم التاريخية تمتد إلى تلك القبائل التي أصبحت غير معروفة ، إلا أن انقطاع تواصل الإرث التاريخي بين هؤلاء وأولئك منذ أمدٍ بعيد في الإسم والنسب قد خلق متاهةً لايختلفُ حال من يبحثُ في هذا الجانب من العلم فيها عن حال من ضلّت سائمته ، وقاده اقتفاءُ أثرها إلى أن محته الرياح في مفازةِ مضلِّةِ ، فبات العثورُ عليها محكوماً بفطنة الخبير في مجاهل الأرض التي يجوبها بحثاً عن ذاهبته ، فصحراء الدوّ ( الموضع المعروف باسم الدبدبه حالياً بضواحي الحفر ) لم تكن حائلاً بين النابغة الذبياني والاهتداء إلى ضيعته(7) في هذه الصحراء ليلاً : وأني اهتديتُ والدوّ بيني وبينها وما كان ساري الليل بالدوّ يَهْتَدِي بأرض ترح فرخ الحبارى كأنه بها كوكبٌ موفٍ على ظهر قردد والقرددُ لغةً : ما ارتفع وغلظ من الأرض (8). وكذلك لا يعدمُ الباحثُ الضليع في علم النسب وليس الظالع من قراءة ما كتبه متقدمو المؤرخين والمتأخرون في مختلف العلوم الاجتماعية والتاريخية والجغرافية قراءة متنوعة ومستفيضة أن يهتدي إلى اكتشاف كثير من الحقائق المجهولة أو المهملة ، إضافة إلى كثير من الأسباب التي من أثرها تختفي الأنساب وتضيع ، ومن أهمها ما يلي : 1- الإنقراض : فليس معنى الانقراض أن هذه القبيلة أو الأمة قد باد مجتمعُها بالفناء ولم يبق لهم على وجه الأرض من باقية ، وإنما معناه أن هذه القبيلة أو الأمة كانت في يوم ما من التاريخ ذات حضارة قائمة سواء أكانت بدائية كحال القبائل الرُّحُل ( البدو ) أم عمرانية كالحضر في المدن والقرى ، ثم بعد حين دثر أمر هذه الحضارة :- إمّا بفعل من أنفسهم ، وإمّا من جيرانهم ، فإذا استطاع من جاء بعدهم أن يتبؤّأ مقام الصدارة في مكانهم ، ويغيّب في كنفه ظاهر وجودهم ، عندئذٍ يصبح ذلك المجتمع القديم قد باد أو انقرض ظاهريّاً ، فيما أفراده يتوالدون ويتكاثرون ، ولكن باسم من اختلطوا به ، فصاروا من جملة رعاياه في كل شيء (9). 2- انتساب الكل إلى الجزء : فقد تعلو شهرةُ إحدى فروع القبيلة ؛ لسبب من الأسباب المختلفة على شهرةِ الأصلِ ، فيدفع ذلك إلى انتساب الكلِّ إلى الجزء. ألقاب السوء : قال أعزُّ من قائل : (( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )) (10) وقال المفسرون : ( أي ولا يعب بعضكم بعضاً ، ولا يدع بعضكم بعضاً بلقب السوء ) (11) ، ومع الأسف الشديد فإن تاريخ العرب مليء بالتصنيفات الإيديولوجية التي تمعنُ في إطلاق الألقاب السيئة 1- السمعة على الخصم ، من أجل التشهير والإقصاء السياسي (12) وأستطيع القول وبثقة أن الأسباب الثلاثة الآنف ذكرها قد اجتمعت في أسلاف بني رشيد ، وأن الأخير منها هو جحر الأفعى الذي خرجت منه دابة الأرض ، لتفعل في بعض الأنساب من التشويه والتلطيخ فعلتها بعصا سليمان بن داود عليه السلام.