قصقص حلمك
[IMG]http://download.fotolia.com/*******/Zoom/1.9574338206/245/182.5/?path=http%3A//static-p3.fotolia.com/jpg/00/08/66/90/400_F_8669018_hpWzr7nyXKzyrX2gyu1JnurNWjXZ5LNd.jpg[/IMG]
في أحد البرامج التلفزيونية كنت أتناول الحديث عن الأحلام وأهميتها لكل واحد منا ،
ووجدت أن هناك ثمة اختلاف بين المشاهدين في نقطة تحديد الحلم أو الرؤية المستقبلية ، وهل الأفضل أن يكون حلم المرء بسيط وقريب من واقعه ، أم يكون كبيرا براقاً ،
وأجاب مويدي الرأي الأول بأن الحلم البسيط يكون واقعياً أكثر ، مما يحفزنا على تحقيقه ، بخلاف الحلم الكبير والذي يكون أقرب إلى الخيال مما يعطينا انطباعا باستحالة تحقيقه .
بينما قال مؤيدي الرأي الثاني أن الأحلام البسيطة ليس لها سحر وجاذبية ، وأن الهدف الكبير يثير الحماسة ويجعلنا في حالة تحفيز دائم .
وعندما جاء دوري للتعليق قلت : يجب أن يكون حلمنا كبيرا ، لكننا يجب أن نتعلم كيف نجزءه ونحوله إلى أهداف صغيرة .. ومرحلية .
نعم الأهداف الكبيرة تحفزنا وتشحذ من همتنا وتزيد من فاعليتنا ، لكن الكثير منا يخشى من وضع خطة طموحة كي لا تكون خيالية صعبة أو مستحيلة التطبيق .
هنا يأتي دور تجزءة الأحلام ، وتقطيعها جزءا جزءا، وهذا المفهوم ليس من بنات أفكاري بل هو قاعدة إدارية عتيدة .
فأساتذة التخطيط يقولون ( فكر عالميا ، وتصرف محليا ) ، أي يجب أن تفكر بشكل شامل واسع ، تستطيع من خلاله تقييم قدراتك ، وتحديد موقعك على خارطة أحلامك بدقة .
لكن حينما تبدأ العمل ، يجب أن تصرف اهتمامك إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تستطيع إنجازها والتي تُحسب في خانة إنجازاتك ،
إن الهدف الجزئي يكون ممكننا نظرا لسهولة القيام به ، لكن الهدف الكبير يكون خياليا نظرا لشكنا في إمكانية القيام به ،
وكثيرا ما تصبح الأحلام الكبيرة مجرد أمنيات في عقل أصحابها لأنهم لم يجزئوها ، وينجزوها مرحلة تتبعها أخرى .
وما أروع مقالة الشاعر العربي ( علي الكاتب) حين أجمل ما فصلناه في بيت شعر قال فيه :
لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعُدُهُ فإِن للمجـــــدِ تدريجًا وتـــرتيبًا
فالأحلام الكبيرة ، والأمجاد العظيمة ممكنة ، ونقدر عليها ،
بشرط أن نخطط لها جيدا ، ونجزءها إلى مراحل ،
ونضع لكل مرحلة خطة عمل ، ووقت للبدء والانتهاء ..
وعلى هذا جرت عادة الناجحين والعباقرة .