موقع الشاعرغازي البراك موقع الجميع - عرض مشاركة واحدة - هضب الدياحين يُنازع طخفة الجرير في هضب القليب
عرض مشاركة واحدة
 
قديم 12-09-2013, 08:02 PM   رقم المشاركة : 2
كاتب وباحث تاريخي بالانساب العربيه




الحالة
عطا الله ابن حنيه المظيبري غير متواجد حالياً

عطا الله ابن حنيه المظيبري is on a distinguished road


 

افتراضي رد: هضب الدياحين يُنازع طخفة الجرير في هضب القليب

جنوباً من حسلة ، و "الذئب" جنوب بلدة ثرب ، أمّا برقة حسلة فتقع بينها و بين حبر(24).
و من طرائف ما يروى أن ركباً من الحجاج بعد أن أدّوا مناسكهم مروا بـ" فلجة" من منازل بني البكّاء من بني عامر أسفل من الدفينة ، فكان لهم مع خرقاء البكائية العامريّة حديث رواه صاحب المناسك و قال : أخبرني ابن أبي سعد عن النوفلي عن أبية أن فلجة لبني البكّاء ، وهي منزل خرقاء صاحبة ذي الرمه . مروا بفلجة منصرفين من الحج ، فوقفوا على خرقاء و هم لا يعرفونها ، قالت: من الركب؟ قالوا: من بني عدي الرباب. قالت: رهط ذي الرمة ؟ قالوا : نعم . قالت : قد تركتم منسكا بقي عليكم من مناسك الحج . قالوا : و ما هو ؟ قالت: أوما سمعتم ذا الرمة يقول :

تمامُ الحجّ أن تقف المطايا
على خرقاء واضعة اللثامِ
قالوا : و إنك لخرقاء؟ قالت: نعم ! فأناخوا عندها .(25).
و لذي الرمة مع صاحبته خرقاء خبر طويل في : "الأغاني : 17/337 – 343" و لا أدري أخرقاء في شعر القتال الكلابي هي صاحبة ذي الرمة أم خرقاء أخرى ؟
و بهذا يتضح أن ما كان يخامرني من إحتمال أن تكون حسلة هي هضب القليب كان إحتمالا في غير محله ، فهي على اسمها القديم.
في جهات أبلى
بعد أن اتضح أن أوصاف هضب القلب لا تنطبق مجتمعة على هضبة طخفة ولا على هضب حسلات بجوارها قررتُ أن اوسّع نطاق البحث عن هذا الموضع في "أُبْلَى" وهذه سلسلة جبال تبدئ من مدينة "مهد الذهب" باتجاه الشمال الغربي نحو المدينة المنورة ، فتنقطع عند وادي"عريفطان" على مقربة من بلدة "الضميريّة" إلا أنني رأيتُ أن أسأ ل سلفاً أحد علماء البلدان المشهود له بعمق التحقيق وسعة الإطلاع ، هل فهمه لشعر جحيفة الضبابيّة يتفق أو يختلف مع فهمي له ، تحوُّطاً من الوقوع في وهمٍ من الفهم الخاطئ ؟
ولهذا توجهتُ بالسؤال إلى الأستاذ والمحقق : عبد الله بن محمد الشايع ، وقال: يبدو إنَّك لم تطّلع على تحقيقي عن هذا الهضب ، في الجزء الاول من كتابي:
"نظرات في معاجم البلدان"، وقد توصلت فيه إلى أن "هضب الدياحين" هو ما يعرف قديماً بـ"هضب القليب"، أمّا قراءتك لشعر جحيفة الضبابيّة فيوافق ماعندي، وكان لي أن اجتمعتُ به، في بيته العامر بحي الوادي بالرياض، وكان ذا أدب جم ، فأهدى اليّ كتابه المشار اليه ، لعدم وجود نسخة منه في السوق ، ومن قراءتي لهذا الكتاب القيّم اتّضح أن كتاب:
"صحيح الأخبار" لابن بليهد كان من أهم المصادرالتي استفاد منها، فيما توصل إليه عن هضب القليب ، وهذا الكتاب الأخيرلم أكن قد اطّلعتُ عليه من قبل ، وهوما دفعني إلى الحصول عليه ، والإستفاده منه .
هضب القليب و هضب الدياحيين
و بخلاف ما سبق ذكره من أقوال بعض علماء البلدان المتأخرين في أن هضب القليب هو ما يعرف اليوم باسم "هضبة طخفة" يرى بعضهم الآخر أن "هضب الدياحيين" هو ذلك الهضب القديم من دون سواه ، منهم :
1- الشيخ ابن بليهد – يرحمة الله – و هو أقدم أصحاب كتب المعاجم المعاصرة الذين حددوا هذا الموضع و قال : و أما القليب فمعروفة عند العرب ، وقد يضاف إليها فيقال :"هضب القليب" و هي تقع عن جبل كشب في جهته الشمالية في أعلى الشّرَبّةَ ،و القليب هذه هي التي أجريت فيها داحس و الغبراء ، و كانت الحرب بين فزارة وبني عبس ، ثم أورد بعض الأشعار التي قيلت في هذا الموضع ، و قال : و هضب القليب بهذا الاسم قد درس ، و الباقي من اسمه يقال له "هضب الشرار" (26) ، ثم مالبث أن تراجع عن هذا ، ليقرر مرة ثانية أنه "هضب القتاد" (27) .و في كتابه : " ماتقارب سماعه و تباينت أمكنته وبقاعه " يقول فية عن هضب القليب : و هذا الهضب هو الذي أجريت فيه داحس والغبراء ، و كان سبب الحرب التي تسميها العرب حرب داحس والغبراء ، و كانت هذه الحرب بين عبس و ذبيان ...
و هذا الهضب غربي شرورى و لا يعرف في هذا العهد إلا بهضب الدياحين يختصون به ؛ لأنهم يطيلون الإقامة به (28)
و أقول : قوله :"غربي هضب شرورى " سبق قلم ، و إلا فهو يقع إلى الجنوب من هضب شرورى (الشرار) بمسافة عشرين كيلاً (29).
2- الباحث الآثاري الشيخ عبد الله بن محمد الشايع له عن هذا الهضب بحث مطول من "87" صفحة ، يفيض بالكثير من العلم النافع في موضوعه ، و مما جاء فيه قوله : يكاد يجمع علماء البلدان في عصرنا الراهن على القول بأن هضب القليب هو ما يسمى "طخفة" الواقعة على الضفة الغربية لوادي الجرير ( الجريب قديما) و إستعراض ما كتبه من ذهب إلى هذا الرأي نجد أن دليله إلى هضب القليب هو قول بن مقبل :
سَلِ الدَّارَ من جنبي حبرٍ فواهب
إلى ما رأى هَضْب القليب المضّيحُ
حيث فهم من هذا البيت بعد زيارته للمواضع المذكورة فيه أن تحديد ابن مقبل ينطبق على "طخفة" لأنها قريبة من حبر و كذلك المضيح إذ أن جبل المضيح يناوح "طخفة" من الشمال ، و يمكن أن يرى أحدهما من الآخر .
و لما كان هذا البيت من الأهمية بمكان في بحثنا هذا فأنه يصدق عليه – كما يقال –
"بيت القصيد" فأقول – و القول للشايع- : إن الأنسياق وراء الأخذ بهذا البيت و إعتباره دليلاً قاطعاً على قرب "هضب القليب" من "هضب المضيح" و أن حدهما يرى من الآخر يجر إلى القدح في بعض النصوص الواردة في تحديد "هضب القليب" .
ثم بعد أن أشبع هذا الموضوع بحثاً و تحليلاً و إستنتاجاً ، خلص إلى أن ذلك الهضب هو ما يعرف في هذا العهد بـ"هضب الدياحين" وأن"القليب" التي تضاف إليه هي تلك البئر التي كانت تعرف عند قدماء أهل العصر باسم "أبو ركب" ؛ لوجود نتوءات من الصخور البارزة في عمقها ، و حولها ثلاث فتحات إلى أسفل البئر – حسب رواية رجلٍ مُسِنًّ للشايع – و هي اليوم قد أصبحت أثراً بعد عين، و أن "شعب الحيس" هو الشعب الذي تقع بئر "أبو ركب" في أعلى مجرى سيله منحدراً من عندها صوب الغرب ، و أن "الردهه" هي هذه الحُفَيْرة التي خلقها الله في صخرة بجوار آثـار بئر أبي ركب ، و يأخذ برواية الأصمعي أن " ذات الإصاد " من اسماء القليب التي تضاف إلى الهضب فيقال له "هضب القليب" ويرجح أن آثار التعدين الواقعة بين هضب الشرار و هضب الدياحين و التي تعرف اليوم باسم "أم الدمار" هي آثـارمعدن الضبيب قديماً.


مفارقة عجيبة
ومن مفارقات العجب أن أحد الباحثين قد ذهب قبل سنتين من الآن إلى أن قاع السباق الواقع في الطرف الشمالي الغربي من حّرة النار ( حرّة بني رشيد) و تحديداً عند نهاية الطرف الجنوبي لموضع "الضحايا" من "الظهر" هو المكان الذي جرى فيه السباق بين داحس والغبراء ، و بزهوٍ من الجهل أخذ ينصب أكثر من لافتة حول هذا القاع ، لتوجيه النظر إليه ، تمهيداً لإحضار إحدى القنوات ، ليعلن عبر شاشتها هذا الإكتشاف الذي لم يسبقة أحد من أهل العلم إليه ، إلا أن تدخلاً قد حصل في اللحظة الأخيرة ، فصُرِف النظر عن طرحه في وسيلة إعلامية ، حتى يُحقق تحقيقاً علميّاً موثقاً .
و أكاد أجزم أن هذا الذي كاد ينقل ميدان السباق المشار إليه من هضب القليب في عالية نجد إلى قاع السباق في الشمال الشرقي من "خيبر" لو كان يملك ولو قدراًً متواضعاً من القراءة في المراجع التاريخية والجغرافية عن الموضع الذي جرى فيه السباق بين داحس و الغبراء لأدرك أنه قد جرى في هضب القليب في عالية نجد ، و أيضا لعلم يقيناً أن هذا القاع الذي مسافة أدناه عن أقصاه اقل من كيلين أثنين هو – قطعا – غير ميدان السباق بين داحس و الغبراء الذي كان من أوّل شروطة أن تكون مسافته مائة غَلْوَة :أي:أثنى عشر ميلا تقريبا ، ناهيك عن كونه في عالية نجد ، بعيداً عن هذا المكان من حرّة النار قديماً .
فلولا أن من سمات البحث العلمي أن يكون مساحة مفتوحة للحوار والمناقشة بين من لدية قدرة على تصحيح الخطأ – إن وجد – وجلّ من لا يخطيء ، أو يضيف إليه شيئاً جديداً من العلم و المعرفة يزيده ثراء – لولا ذلك لصفحت عن الإشارة لهذه المفارقة المثيرة للدهشة ، فلنعُد لمتابعة ما بدأنا البحث فيه عن هضب القليب .


تباين أقوال المتأخرين من العلماء في تحديدهم لهضب القليب
والحاصل أن لا إختلاف بين علماء البلدان قديما و حديثاً في أن السباق بين داحس و الغبراء قد جرى في هضب القليب من أرض الشّرَبّة في عالية نجد ، إلا أن إكتفاء المتقدمين في ذكر الجهه التي يقع في نطاقها ذلك الموضع من دون تحديد مكانه من الجهه ، مع تغيّر اسمه القديم قد ساهم كلا الأمرين معا في تباين أقوال المتأخرين من علماء البلدان في تحديد موقعه من عالية نجد ، فمنهم من أستدلّ ببيت ابن مقبل :
سَلِ الدَّارَ من جنبي حبرٍ فواهب
إلى ما رأى هَضْب القليب المضّيحُ
فذهب على ضوئه إلى أن "هضبة طخفة الجرير" هي "هضب القليب قديما" ، و منهم : من أخذ – على ما يبدو – بما ذكره ابن الأثير في تاريخه "الكامل" من أن السباق انطلق من "أُبْلَى" إلى ذات الإصاد في وسط هضب القليب ، و بتطابق أوصافه على هضب الدياحين الذي لا يبعد عما يليه من جبال "أبلى" أكثر من عشرين كيلاً يرى أنه هو هضب القليب بعينه.
جولة في هضب الدياحين
· ومن هنا أصبحت زيارة هضب الدياحين مما ليس منه بُدّ ، فكانت لنا جولة فيه يوم 2 /شعبان/1434هـ الموافق 11/6/2013م ، حتى اليوم الثالث منه ، فهذا الهضب يقع ما بين وادي الحُفَيْر شرقاً . ووادي العرج غرباً و حرّة كشب جنوباً غربياً ، وهضب الشرار(شرورى قديماً) شمالاً إلى الشرق من مدينة المهد (معدن بني سليم قديماً) (30)، بمسافة 29 كيلاً تقريباً،و قبل إمعان النظر في مطابقة أوصاف هضب القليب عليه، دعونا نستعرض بعض أقوال أهل العلم في تحديدهم أرض الشربة التي يقع هضب القليب بناحية منها ، ثم نلقي نظرة على هذا الهضب ، لنرى إن كان له من أوصاف ذلك الهضب القديم نصيب أكثر إنطباقاً عليه من غيره ، ثم خلاصة القول فيما تحقق عندنا من أمره .


الشَّـرَبـّة : أرضـاً وحدوداً
1- قال ياقوت ... قال الأصمعي : و الشربة : بين الرمة و بين الجريب ، و الجريب وادٍ يصب فالرمة ... و عن الفزاري قال : الشربة كل شيء بين خط الرمة و خط الجريب حتى يلتقيا ، و الخط في مجرى سيلهما ، فإذا إلتقيا إنقطعت الشربة ، و ينتهي أعلاها من القبلة إلى الحزيز حزيز محارب (31)...
2- و قال الحازمي : الشربة: فيما بين نخل و معدن بني سليم (32) .
وأقول : أي : ما بين وادي الحناكية ومهد الذهب .
3- قال الفيروز آبادي : الشربة: موضع قرب المدينة بين السليله و الربذة و قيل : إذا جاوزت "النقرة" و "ماوان" تريد مكة وقعت في الشربة (33)...
4- و قال الأصفهاني : ... قال العامري: حزيز محارب معروف . وقال : الشربة : فيما بين الزّبّاء و النّطوُف وفيما بين هرشا ، وهي هضبة دون المدينة ، و هي مرتفعة كادت تكون فيما بين هضب القليب إلى الربذة (34)
و قال الشيخ حمد الجاسر معلقا على قول العامري: و هذه العبارة في تعريف الشربة فيها إشكالات : منها ذكر هرشى ، و هي فيما بين مكة و المدينة بعيدة عن هذه المواضع التي يحددها . و منها مخالفة هذا التحديد لما قبله- يعني نص الفزاري- الذي هو أدق وأصح . ومنها ذكر الزباء و النطوف ، و هما من مياة بني كلاب ، و مياههم جنوب هذه المواضع(35)
و أقول : العامري هذا من أعلم من حدد المواضع الواقعة في عالية نجد ، و أطولهم باعاً في هذا الجانب ، فهضبة هرشا التي ذكرها كعلم من أعلام حدود الشربة في عالية نجد غير معروفة ، و هي على – ما يبدو – غير هرشا المشهورة بين المدينة ومكة بالقرب من الأبواء في تهامه . أما " الزَّبَّاء " و "النّطوف" فهما ماءان لبني سليم من وراء الدثينة (36) ، و ليسا من مياة بني كلاب التي تحمل الاسم نفسه في الجنوب ، و يرد ذكرهما مضافتين إلى "خرب"
فيقال خرب الزباء و النطوف و أحياناً خرب الأساس قال الشاعر :
اَهَاجَك بِالخَال الحُمُولُ الدَّوَافعُ
فأَنْتَ لمَهوَاها مِنَ الأرضِ نَازِعُ
جَرَى يوْم أخْرَابِ الأَساسِ بِهَجْرِها
لَنَا أعْضَبُ القَرْنَيْنِ باليَنِ صَادِعُ
رَعَيْنَ حِبِرّاً و الغَُرابَاتِ و اكْتَسَتْ
من النَّيِّ حتىّ ضَاقَ عنها البَرادعُ
فَهَلْ َزمَنٌ بِالخَالِ قد مرَّ و انْقَضَى
لَنَا أو زَمانٌ بالأسَاسَيْنِ رَاجِعُ ؟!
و في كتاب : "بلاد العرب :173" : الأساسان :هما قريتان صغيرتان ، بين الدثينة و مغرب الشمس ... و قال: الأخراب كثيرة . و علق الشيح حمد الجاسر على هذا التعريف فقال : وأرى أن (قريتان صغيرتان) : قرينان صغيران ، و أنه تصحيف قديم (37) ..
وأقول : إن ذكر الأساس أو "الأساسين" مقرونا بذكر "خرب" و مثل هذا يقال في "الزباء " و "النطوف" دليل واضح على أن خرباً هذا هو الذي حدّده الشيخ ابن جنيدل– يرحمه الله – و قال: خُرب :بخاء معجمة بعدها راء مهملة ساكنة و باء موحدة : عِدٌّ قديم ، يقع في جبل أسود يسمى بهذا الاسم ، يقع شمالاً من ماء اللَّسَاسَة ، و غالبا ما يذكر أحدهما مقرونا باالآخر ، فيقال : خرب و اللساسة ، يقعان غرباً من هضبة حسلة و الغرابه ، و شمالا من بلدة الدفينة و غرب الجرير، و ماء خرب يقع في ناحية الجبل الشرقية ...
و يبدو لي – و القول لأبن جنيدل– أنه هو الذي ذكر الأصفهاني باسم خرب الأساسي ، وأورد الأبيات المتقدم ذكرها ، و قال :- و القول لصاحب كتاب بلاد العرب - : علم يقال له خرب الزباء والنطوف ، الزباء و النطوف : ماءان لبني سليم من وراء الدثينة ... قلت: – والقول لأبن جنيدل– : و يتضح من أبيات الشاعر أن خرباً الذي أتحدث عنه هو خرب الأساس الوارد ذكره فالأبيات ، و أن الأساس هو المعروف في هذا العهد باسم اللساسة ؛ لأن المواضع الوارد ذكرها لا تزال معروفة باسمائها ، و كلها قريبة من خرب ، و كذلك تحديد الأصفهاني لها فإنه ينطبق على هذه المواضع (38).انتهى.


و أقول : ما سبق يُظهر بوضوح أن "خرب" في تحديد ابن جنيدل يقع في الشربة ، لوقوعه إلى الغرب من أعالي وادي الجرير، و أن "الزباء" و "النطوف" في ديار بني سليم قديماً هما اللذان ورد ذكرهما مضافتين إلى خرب ، و الإضافة قرينة داله على قرب المسافة بين هذه المواضع ، و عليه فـ "الزباء" و "النطوف" من معالم حدود أرض الشربة الجنوبية ، وهي الجهة التي لم أرَ – حسب إطلاعي – من علماء البلدان قديما و حديثاً من حددها من هذه الجهة ماعدا الشايع الذي يرى – بحق – أنها تقترب من حرة "كشب" إلى أعالي وادي الجرير (الجريب قديما) .
و بالإجمال : فالشربة بلاد واسعة متباعدة الأنحاء في العالية من نجد ، تمتد شرقا من أعالي مجرى وادي الجرير حتى يلتقي بوادي الرمة ، و شمالاً إلى " النقرة " و ما والاها ، وغرباً إلى نخل (وادي الحناكية حالياً) بإمتداد المواضع الشرقية لحرة بني سليم (حرة رهاط) ، وجنوباً شمال حرة كشب إلى أعالي وادي الجرير .
وإلقاء نظرة على منازل القبائل العربية في الجاهلية توضح أن جلّ هذه البلاد كانت خاضعة لنفوذ قبائل غطفان (بنو فزارة ، بنو ثعلبة ، بنو مرة) ، و يساكنهم فيها إخوتهم في النسب بنو عبس قبل أحداث حرب داحس و الغبراء ، و تختلط معهم فالوسط منازل بني محارب ابن خصفة و في الجنوب قبيلة بني عامر بن صعصعة ، و يصاليهم في هذه الناحية من جهة الغرب بنو سليم ، هذا قبل الأسلام . أما بعد حروب الرده فقد غاب ظاهر وجود أغلب هذه القبائل من هذه المنطقة و لا سيما قبائل بني ذبيان و عبس من غطفان فظهر في منازلهم بالشربة قبائل أخرى معاصرة .



(24) نفس المصدر :215

(25) المناسك : 598

(26) صحيح الأخبار : 1/48

(27) المصدر نفسة : 1/48 هامش (2)

(28) نظرات في معاجم البلدان : 18 – 19

(29) المصدر نفسه

(30) الجوهرتين : 362 - 372

(31) معجم البلدان : 3/333

(32) الأماكن : 1/577

(33) المغانم المطابه : 200

(34) بلاد العرب :80

(35) نفس المصدر :هامش( 4)

(36) نفس المصدر :172

(37) بلاد العرب : 173 هامش (1)

(38) معجم عالية نجد : 2/449-450







التوقيع :

رد مع اقتباس