عبد الله العمري
ذكور منشطات اليوم إناث الغد

قرأت قبل أيام مقالا للزميل فيصل الشوشان حول المنشطات, وفي معرض حديثه كان لصديقي فيصل مجموعة من التساؤلات وضعها على طاولة الاتحاد السعودي وتحديدا فرق الاقتحام الدموية لأجساد اللاعبين التي تنتظر بسواطيرها بعد كل مباراة. يقول الشوشان باختصار ( وينكم من سنين ؟ ) ام ان المنشطات هي مرض غامض كالغموض الذي صاحب ظهور فايروس (ايبولا) في السبعينيات حين أخذ يفتك بالبشر دون ان يعرفوا حتى من هو عدوهم !
- فتحت حاسوبي وأخذت أقرأ عن هذه المنشطات ولماذا هي مخيفة هكذا ! لم يرضني بحثي فاتصلت بصديقي الدكتور أسامة حلاوي أخصائي أمراض الدم والاورام في مستشفى ( ارورا الأمريكي) , وأخذ يحدثني عن تلك المنشطات ومخاطرها التي تبدأ بتحويل الذكر الى أنثى وتصل الى تليف الكبد والسرطان وأخيرا الموت المفاجىء.
- ( ياساتر ) كل هذا من المنشطات ( مازال الحديث مع د. أسامة) , ثم بعث لي مقالا للدكتور بيتر سنايدر استشاري الغدد الصماء والمحاضر في كلية الطب بجامعة بنسيلفانيا الامريكية تحت عنوان ( استخدام الاندروجينات وغيرها من المخدرات لتحسين اداء الرياضيين).
- اليك عزيزي القارىء بعضا مما جاء في ذلك المقال حول مخاطر المنشطات التي منها على سبيل المثال لا الحصر : العقم, تليف الكبد , سرطان الخصية , ارتفاع ضغط الدم وغيرها من القائمة التي تطول في المقال وتنتهي بالموت المفاجىء.
- وفيما يتعلق بدور المنشطات في تحويل الذكور الى إناث ذكر الدكتور سنايدر في مقاله ان استخدامها في ظل غياب الوعي بالدواعي الحقيقية لمثل هذه العقاقير من شأنه ان يزيد الهرمونات الأنثوية (الاستروجينات ) ويقلل الهرمونات الذكورية ( الاندروجينات ) تحت عوامل وظروف معينة يصعب على لاعب بثقافة ووعي متدن يعتمد على اشخاص غير مختصين ان يتحكم فيها , وطبعا لاعبونا عجزوا عن مقاومة أبسط شهواتهم مثل السهر و (المعسل) فما بالك بعقاقير تحتاج لضبط وربط مدى الحياة وإلا فان تركها بعد التوقف عن الرياضة سيجعل فلانا يشبه فلانة.
- ثقافة المنشطات في العالم كله بين الرياضيين هي ثقافة سماعية بمصادر غير موثوقة, فعدم شرعيتها جعل تداولها أشبه بترويج المخدرات , فأي غبي هذا يقع في شباكها النتنة لاسيما بعد ان باتت اعراضها الجانبية مكشوفة؟
- السؤال الأهم : لماذا لا يعمل الاتحاد السعودي على الجانب التثقيفي للرياضيين خصوصا المحترفين منهم بعقد دورات توعوية وورش عمل يشارك فيها اللاعبون، ولتكن مرتبطة برواتبهم. فهنا الفرض ايجابي وافضل من ان تترك اللاعب دون تثقيف وتوعية ثم تفاجئه بايقاف سنة كاملة !! من اين سيعيش بعدها؟ وهل من الممكن ان يستعيد بريقه من جديد بعد توقف سنة ؟
- المنشطات ليست وحدها ما نحتاج لمراقبته. فحتى الفحوصات الطبية للاعبين لابد من الحرص عليها. فمثلا في اوروبا لا يمكن للاعب مهما كانت موهبته ان يحصل على ترخيص لمزاولة اي لعبة إلا إن كان لائقا طبيا بعد فحوصات جادة ليست كفحوصاتنا التي لا أعرفها غير أني أعتقد جازما انها لا تختلف كثيرا عن الفحص الطبي لاستخراج رخصة قيادة.