الرأي المختصر
قلدوا الهلال
ناصر السديري
جاء فوز فريق الهلال الكروي على نده وغريمه التقليدي النصر بهدفين مقابل هدف وتأهله لنصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد كنتاج طبيعي للجهد الكبير الذي بذلته إدارة النادي بقيادة الأمير عبد الرحمن بن مساعد منذ توليها إدارة النادي قبل نحو عام ونصف العام. ولم يكن من الإنصاف أو العدل أن يخرج الفريق الهلالي من ربع النهائي كونه كان الأفضل فنيا ولياقيا والأكثر تنظيما وامتاعا والأوفر حظوظا وفرصا مقارنة بمنافسه النصر.
اختلف أداء الهلال في هذا الموسم عن المواسم السابقة وتطور مستواه بشكل لافت، وذلك بفضل العمل الاحترافي الفعلي الذي بدأت تطبقه إدارة النادي وتفرضه على الجميع.
ألزمت الإدارة نفسها أولاً بالخضوع لمنظومة العمل الاحترافي، ثم فرضتها على بقية الأجهزة العاملة في النادي ومنحت المدرب البلجيكي جيرتس الضوء الأخضر لاتخاذ القرارات المناسبة بحق المنفلتين وغير المنضبطين.
بدأت إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد تجني ثمار غرسها من هذا الوضع المثالي فكان من الطبيعي ان يفوز فريق القدم بلقب بطولة دوري "زين" للمحترفين نهايته بثلاث جولات من النهاية، ويواصل مشواره في مسابقة كأس ولي العهد بنجاح وأصبحت فرص محافظته على لقبه كبيرة.
ولا نستبعد أن يضع الفريق بصمته في كأس الأبطال، ثم يتألق في دوري أبطال آسيا ويفوز بالكأس طالما أن إدارته وجهازيه الإداري والفني لا يجاملون احد على حساب الفريق.
غاب الدعيع عن مباراة النصر فلم يتأثر أداء الفريق "الأزرق" أو يفقد النتيجة رغم الضغوط النفسية التي واجهها الفريق عبر الحملات الإعلامية المنظمة من النصراويين الذين حاولوا التشكيك في قدرة البديل على الصمود لهز ثقته والعبور من خلاله.
كانت المباراة مسرحا لتألق البديل حسن العتيبي، وكانت فرصة لإدارة النادي لتوجيه رسالة واضحة مفادها أن الهلال أصبح "مانشستر" العرب وانه لم يعد يتأثر بمثل هكذا حملات.
وما يعزز هذه الفرضية أن الفريق "الأزرق" لم يتأثر من قبل عندما غاب عنه الروماني رادوي والبرازيلي نيفيز والشلهوب وياسر وغيرهم من اللاعبين المؤثرين في بعض المباريات الدورية الهامة، فلم يمنعه ذلك من الفوز بلقب الدوري.
الاحتراف الذي عرفناه قبل أكثر من ثلاثة عقود وعايشناه بأنفسنا، لا نعتقد بأنه قد تم تطبيقه بمعناه الحقيقي ومفهومه الصحيح إلا مع الهلال وفي عهد إدارة رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد، والأمل كبير أن نرى كل أندية دوري زين السعودي للمحترفين تعمل بنظام الاحتراف المعمول به بنادي الهلال.
خاص للجنة الانضباط
لا نود أن نشكك في استقلالية عمل لجنة الانضباط التي تضم في عضويتها كفاءات مقتدرة وشخصيات معتبرة لها وزنها في الوسط الرياضي، ولا نريد هنا أن نستغل هذه المساحة لنشكل عليها ضغوطا لإجبارها على إصدار قرارات تتوافق مع رغباتنا كما يتخيل البعض.
لكننا نأمل من أعضائها الموقرين أن يمنحوا ردة الفعل السالبة التي بدرت من مدرب النصر الأرجواني ديسلفا تجاه حكم مباراة فريقه مع الهلال في ربع نهائي مسابقة كأس ولي العهد والتي كانت تحمل اتهامات ساقطة للحكم الروماني بما يتناسب وفظاعتها، وننتظر أن يكون مصير هذا المدرب كمصير مدرب الأهلي السابق زاناتا الذي طرد من البلاد لأنه أتى بأفعال تشبه إلى حد كبير ما جاء به ديسلفا.