حملت الدقيقة 112 الفرج للهلال وقادته إلى نصف نهائي كأس ولي العهد حينما غمز السويدي كريستيان ويلهامسون كرة أمامية ليضعها عن يمين حارس النصر خالد راضي معلناً عن الهدف الثاني الذي منح الهلال إشارة خضراء لمواصلة السير بثبات في المسابقة.


ونجح الهلال في تتويج جهده بإقصاء النصر (2/1) في اللقاء الجماهيري الممتع الذي جمعهما أمس في إستاد الملك فهد الدولي، حيث تشارك الفريقان في تقديم لوحة للمتعة والإثارة والمستوى الفني الرفيع.


وافتتح النصر التسجيل في الدقيقة 55 عن طريق الغيني باسكال فيندونو، قبل أن يعدل البرازيلي تياجو نيفيز النتيجة في الدقيقة 61.


ولم ينقص الهلال في الشوط الأول سوى تسجيل الأهداف بعد أن تحول بساط ملعب الملك فهد الدولي الأخضر إلى أزرق في تعبير عن السيطرة الهلالية وتوالي ضياع الفرص المحققه للتسجيل.


وتحول خط دفاع النصر إلى خط ناري وقف بالمرصاد لكل طلعة هجومية شنها الهجوم الهلالي الذي بدأ منذ الدقيقة الأولى.


وعلى الرغم من أن دقائق الحصة الأولى كانت تشير إلى أن النصر لعب بطريقة دفاعية صرفة, إلا أن الواقع يؤكد أنه لعب بذات أسلوب مدرب الهلال الذي لعب بحسن العتيبي في الحراسة وبرباعي الدفاع ماجد المرشدي وبيو بيونج وأسامة هوساوي وعبدالله الزوري، وبخماسي وسط مكون من نواف العابد والروماني ميريل رادوي وخالد عزيز والبرازيلي تياجو نفيز والسويدي كريستيان ويلهامسون, وبقي ياسر القحطاني وحيداً في الهجوم, مقابل اختيار مدرب النصر الأوروجوياني خورخي ديسلفا حارسه خالد راضي للذود عن المرمى، وحسين عبدالغني وعبده برناوي وعبدالله القرني وأحمد الدوخي للدفاع، وإبراهيم غالب وأحمد عباس والمصري حسام غالي والأرجنتيني فيجاروا والغيني باسكال فينديو للوسط, ومحمد السهلاوي للهجوم.


وكانت الجهة اليمنى مرتكز أغلب ألعاب الهلال بوجود الزئبقي السويدي ويلهامسون وبمساندة قوية من قبل البرازيلي نفيز.


واتضح المخطط البلجيكي بقيادة إيريك جيريتس عبر السعي جدياً إلى إرهاق طرفي النصر عبدالغني والدوخي (المتقدمين في السن) بالمقارنة مع العناصر المواجهة للهلال الذي كان يتحين السوانح لاستغلال أي ثغرة يحدثها تقدم الدوخي أمام الصاعد نواف العابد كما حدث في الهجمة المرتدة السريعة التي خطفها لاعبو الهلال بعد تقدم الدوخي لمسافات طويلة نحو المرمى الهلالي الذي وقف فيه ببسالة العتيبي بالرغم من ندرة الهجمات الصفراء التي قتلتها مصيدة التسلل الزرقاء التي نصبت لإيقاف سرعة الغيني باسكال فينديو, وتمركز السهلاوي الدائم في الأمام وحيداً.


وصعبت الارتدات الهلالية السريعة من رسم أي محاولة تكتيكية للنصر، على الرغم من محاولات غالي وفيجاروا، في المقابل صنعت 6 هجمات هلالية كانت مواتية للتسجيل أحدها كانت في مواجهة خالد راضي لو استحوذ ياسر القحطاني على الكرة بشكل سليم عند الدقيقة الـ34, والأولى كانت في الدقيقة الـ22 بعد يسارية نيفيز التي ارتطمت بالقائم الأيسر لخالد راضي وعادت لياسر الذي لم يكن يتوقعها.


وكان من الطبيعي أن تشكل العرضيات المرسلة نحو مرمى الهلال مصدر قلق تكرر في مشهدين الأول من عرضية الدوخي في الدقيقة الـ16 والثاني من عبدالغني في الدقيقة الـ18.


وتكررت صورة الشوط الأول مع انطلاقة الشوط الثاني التي جاءت بدورها هجومية، وافتتح نيفيز مسلسل توالي ضياع الفرص وبدا وكأن البرازيلي في مباراة خاصة مع حارس النصر خالد راضي، لتمنح الدقيقة الـ50 متنفساً هلالياً جديداً بفقدان النصر لقائده عبدالغني التي عاودته إصابته التي تعرض لها قبل أسبوعين في مواجهة فريقه السابق الأهلي في الدوري.


وأصيب عبدالغني نتيجة للضغط الهجومي الذي واجهه، ليجري ديسلفا تبديلاً إجبارياً بإدخال صالح صديق.


وكتم الغيني باسكال الأنفاس الهلالية بهدف أول من رأسية في الدقيقة 55 مستغلاً سوء التنظيم الدفاعي الهلالي بعد عرضية فيجاروا، لكن الهلال لم يتأخر كثيراً في الرد فنجح في العودة بعد 5 دقائق حينما ألقى نيفيز كرة يسارية حولها راضي لركنية، ليعود نيفيز من جديد في الدقيقة 61 بيسارية رائعة أرسلها من خارج القوس لتذهب للزاوية البعيدة عن راضي معلنة عن التعادل.


وظهر النصراويون بصورة هجومية أفضل في الشوط الثاني، وبدوا أكثر التزاماً بتوجيهات مدربهم التي كان ينادي بها من على خط التماس منذ الثلث الأول من اللقاء.


ووقف الحظ العاثر لياسر القحطاني عند الدقيقة الـ70 في التسجيل بعد أن سيطر على الكرة وسط مجموعة من لاعبي النصر وسدد كرة اهتزت لها الشباك من الخارج.
وكاد باسكال فينديو يحدث انقلاباً بعد 3 دقائق بعد أن تعثر أسامة هوساوي بالكرة قبل أن يعود لإصلاح خطئه.
ورمى مدرب النصر بورقتة الإجبارية الثانية في الدقيقة الـ77 بإخراج السهلاوي بعد إحساسه بالإجهاد، وإدخال سعد الحارثي بديلاً عنه، فيما كان مدرب الهلال يستعين بعيسى المحياني بديلاً عن المجهد العابد في الدقيقة الـ80 على أمل فك الحصار الدفاعي عن القحطاني.
وعلى الرغم من بحث الفريقين عن هدف (الحسم) في الدقائق الـ10 الأخيرة من الوقت الأصلي إلا أن ألعابهما شابها فقدان التركيز المتبادل. وجاءت الدقيقة الـ96 لتعلن التبديل الثالث والأخير للهلال بدخول محمد الشلهوب بديلاً عن القحطاني لزيادة الضغط في منطقة الوسط التي وقف فيها فيجاروا خطراً نصراوياً بتحركه الحر الذي أقلق الهلاليين كثيراً. وشكل النصر ضغطاً في الشوطين الإضافيين عبر الحارثي الذي لعب خلف باسكال فينديو وبتبادل (مباشر) مع فيجاروا، ألا أن النجاحات الهلالية في نصب مصيدة التسلل طوال المباراة قتلت كل طلعة هجومية صفراء.
وأدخل مدرب النصر ورقتة الأخيرة متمثلة بأحمد المبارك بديلاً عن أحمد عباس في الدقيقة الـ109 لتعزيز القدرات الهجومية وسط ميدانه، لكن ويلهامسون أعلن الفرح بعد أن نقلت قدمه اليمنى فريقه لنصف النهائي بإحرازه الهدف الثاني الذي سجل في الدقيقة الـ112 بغفلة من دفاع النصر الذي وقف لنصب التسلل بعد كرة أرسلها المحياني.
ونال رادوي بطاقة صفراء بعد الهدف, ولم يحسن لاعب النصر إبراهيم غالب التعامل مع كرة رأسية قريباً من مرمى الهلال في الدقيقة الـ118، ليقلب جيريتس أداء فريقه المفتوح للدفاع الحذر بدخول الغامدي محوراً ثالثاً بدلاً عن نيفيز.
وقبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية كان قد أشهر البطاقة الحمراء لرادوي في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.