النصر والهلال في مواجهة كسر العظم
ديسلفا يضع تكتيكات تعطيل انطلاقات الأطراف الهلالية
تتجه أنظار متابعي الكرة السعودية صوب استاد الملك فهد الدولي الذي سيحتضن في الـ8.15 من مساء اليوم أقوى مواجهات الدور ربع النهائي لكأس ولي العهد عندما يحل الهلال ضيفا على النصر في مواجهة لا تقبل أنصاف الحلول، ينظر إليها أنصار الفريقين من منظورين مختلفين، فالنصراويون يسعون لتأكيد أحقية فريقهم في كسب آخر مواجهات الفريقين عندما تغلب على الهلال في دوري زين 1/2، فيما يأمل الهلاليون في استعادة سطوتهم على مواجهات ديربي العاصمة التي سجل خلالها الهلاليون سيطرة كاملة خصوصا خلال العقد الماضي.
الجوانب الفنية في هذه المواجهة متكافئة، وهذه من أبرز الإيجابيات التي ينظر لها مسيرو الفريقين بأهمية بالغة كون العناصر المتواجدة في تشكيلتي الفريقين تعد الأبرز حاليا في الاستحقاقات المحلية.
ويمني النصر صاحب الضيافة النفس بتجاوز الهلال والوصول إلى المباراة النهائية التي غاب عنها منذ أكثر من 15 سنة، وفوزه على الهلال سيكون تأكيدا لقوته وعودته الحقيقية إلى المنافسة خصوصا أنه سيواجه خصما أقل شراسة في حال وصوله إلى نصف النهائي سواء الأنصار أو نجران، وهذا الأمر سيجعل النصراويين يفكرون ألف مرة أكثر من خصمهم في الفوز كونهم الأكثر حاجة لهذا اللقب.
وتطور النصر فنيا عن ذي قبل بفضل الانضباطية التي شهدتها التشكيلة النصراوية، وهذا أمر إيجابي يحسب للأوروجوياني جورج ديسلفا الذي بات يحظى بتأييد كبير من أنصار الفريق، بيد أن أكثر سلبياته تتمثل في الانصراف عن تلقين لاعبي الدفاع المعلومات الأساسية، وهذا ما وضح في مباراتي الرائد والأهلي، فالعمق الدفاعي بات هشا، ومن السهل اختراقه من الخصوم، وربما سيكون تواجد عبده برناوي بجانب عبدالله القرني أكثر استقرارا للفريق الأصفر الذي ستدعمه اليوم عودة القائد حسين عبدالغني وتواجد أحمد الدوخي صاحب الخبرة العريضة.
ويأمل ديسلفا باستلام زمام المبادرة، وهذا لن يكون إلا في حال تسيد منطقة الوسط التي سيعززها بمشاركة خمسة عناصر لمجابهة المد الأزرق بوجود ثنائي الارتكاز إبراهيم غالب وحسام غالي مع طرفي الجنب الأرجنتيني فيجاروا وأحمد عباس على أن يكمل ذلك الخط الغيني باسكال فيندنو الذي يشارك لأول مرة في مواجهات الديربي، مع الإبقاء على محمد السهلاوي وحيدا في خط المقدمة على أن تكون المساندة الخلفية متوازنة بين فيندنو وأحمد عباس، فيما سيتفرغ الثنائي غالي وفيجاروا للإمداد الهجومي على أن يكون الحذر من التقدم الهلالي حاضرا، وخصوصا في الدخول من الأطراف التي يتواجد بها أبرز لاعبي الهلال السويدي ويلهامسون والبرازيلي نيفيز، وهذا ما يخشاه ديسلفا من قبل البلجيكي جيريتس الذي أعد العدة للإطاحة بالنصر بعد أن عانده ذلك في مرتين سابقتين.
وربما سيكون عدم مشاركة الحارس العملاق محمد الدعيع إذا ما صدقت التوقعات أحد أهم خسائر الهلاليين في النزال، لما للدعيع من خبرة تنعكس ثقة على زملائه اللاعبين، خصوصا لاعبي الدفاع الذين سيفتقدونه على الرغم من اجتهادات البديل حسن العتيبي.
ويتميز الهلال هذا الموسم بالتفوق الواضح لمدربه جيريتس في عملية التنظيم الدفاعي على الرغم من أن عدد الأهداف فاق عددها الموسم الذي قبله.
ويعتمد جيريتس على الروماني ميريل رادوي في تنظيم منطقة الوسط، والاعتماد على الكرات الطولية في حال الهجوم المضاد السريع، وتبدو الجبهة اليسرى في الهلال الأكثرة قوة بوجود نيفيز وهداف مسابقة الدوري محمد الشلهوب ومن خلفهما عبدالله الزوري مع دخول أحمد الفريدي في هذا المركز لإكمال الهجمة الزرقاء إلى جانب ياسر القحطاني الذي يسعى للعودة من جديد لملامسة شباك خالد راضي بعد أن اختفى عنها في المواجهات الأربع الماضية.
الفريقان موهلان لتقديم مواجهة فنية كبيرة متى ما ابتعد لاعبو الفريقين عن الخشونة ومناقشة الحكم في كل شاردة وواردة وهذا ما سيؤثر على مستوى المواجهة التي رشحها البعض للفوز بأفضلية مواجهات كأس ولي العهد في نسختها الحالية.