وقت حر

فشلتونا !!

عبدالوهاب الوهيب


لم تكن ردة فعل بعض المرضى بداء التعصب تجاه فوز فريق الهلال السعودي بلقب نادي المئة عام في آسيا مستغربة فقد دأب أمثال هؤلاء على التقليل من أهمية كل إنجاز يتحصل عليه زعيم آسيا المتوج،
ومن تابع استنفارهم وحشدهم لكل ما يملكون من أدوات بحثا عن تحقيق نواياهم البغيضة يدرك أن ثمة وباء قد استشرى في رياضتنا تشكل لدى جمع قليل من مشجعي أحد الأندية الغائبة منذ زمن طويل عن البطولات ثم انتقل بعد ذلك بالعدوى لمن يوافقونهم ميولهم العكسية فطفقوا يقللون من بطولات خصمهم وانجازاته ولا يكتفون بذلك فحسب بل ويتخبطون في كل اتجاه والأمر المثير أنهم يتسولون التعاطف معهم وتبني آراءهم من الغير حتى لو استدعى الأمر استجداء تصريح مسيء من مسؤول أجنبي للتقليل من منجزات الخصم، ولو أن مثل تلك التصرفات انحصرت في ثلة من المشجعين البسطاء لهان الأمر قليلاً، ولكن المؤسف والذي يزيد الموقف مرارة أن ذوي القربى ممن اعتادوا على رمي الحجارة على الأشجار المثمرة يمتطون صفات رسمية بين وظائف إدارية في جهات رسمية ووظائف إعلامية في قنوات شهيرة وصحف، ولا يعلم هؤلاء أنهم بتصرفاتهم تلك يعتقدون بأنهم يقللون من منجزات الوطن لأنهم لا يستطيعون فعل ذلك، وإن أخذنا حدث الساعة مثالاً فإن لقب نادي القرن الذي فاز به نادي الهلال السعودي مؤخراً من شأنه أن يذهب إلى نادٍ ياباني اسمه يوكوهاما مارينوس " نيسان سابقاً " الذي حل ثانياً بعد الهلال فأين الوطنية من تصرف كهذا ينفي جدارة فريق سعودي بلقب منحته جهة دولية بدلاً من الاحتفال به سوياً ويكفي أن اللقب سعودي وأنه جاء كهدية بعيد ذكرى يومنا الوطني بأيام وأن جميع الرياضيين يشعرون بالسعادة الغامرة لأن النادي الذي فاز بلقب المئة عام والذي لن يفقد لقبه إلا بعد تسعة عقود يعيش بينهم. والأهم من ذلك ألا يعلم هؤلاء الملتحفون بالسواد، الغارقون في بحر التعصب، المعادون للجمال، المختلفون مع السعادة، النائمون تحت غبار التخلف، المتوهمون بأنهم مدركون وهم غير ذلك بأن الجهة التي منحت لقب فريق القرن لأحد أندية بلادهم هي ذاتها الجهة التي منحت قبل أشهر المركز ال16 للدوري السعودي المركز الذي فرحنا به سوياً وهنأنا بعضنا عازمين على العمل لتحقيق الأفضل فكيف يطرقون كل الأبواب بحثاً عن تهميش الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصائيات ويستميتون لإلغاء صفته الرسمية وهل فوز غريمهم باللقب يعد سبباً كافياً لمحاولة تجريد الوطن من مكتسباته ؟
الإجابة على هذه التساؤلات ستفتح الطريق أمام الشجاع المنتظر لاقتلاع التعصب من جذوره وفلترة رياضتنا من الرواسب