سامي الجابر
.. أنَّى لخنزير أن يهزم ذئباً!!





بين المرض والشفاء لحظة، وبين الابتلاء والصبر شعرة، وبين الصبر والأجر قدرة.. فسبحان الله القادر الشافي المُعافي.
ثمان وأربعون ساعة قضاها الذئب يراوغ خنزيراً، كان الأخير يرتدي القميص الأسود H1N1، بينما كان الذئب دائماً بالقميص الأزرق 9، إلى أن أطلق الحكم الطبيب صافرة النهاية بالفوز والشفاء من عند الله. ليُطمئن مدير إدارة الكرة بنادي الهلال وأسطورة الكرة السعودية سامي الجابر محبيه كافةً على وضعه الصحي وتعافيه بعد تنويمه ليومين، إثر إصابته جرّاء زيارة قام بها لمريض في أحد المستشفيات مؤخراً.
ولربما يعيد المرض إلى ذاكرة سامي المولود عام 1972 تجربة مرض الطفولة، حين ذهب وشقيقه إبراهيم للاستطباب في "الشيحية" بالقصيم، وهناك مارس الكرة مع أقرانه وكاد يسجل في نادي الأمل بالبكيرية، ثم عاد إلى الرياض لتبدأ الرحلة نحو قلوب السعوديين جميعهم، مهاجماً هلالياً، وقائداً للمنتخب، وأحد اللاعبين القلائل الذين خاضوا منافسات كأس العالم أربع مرات متتالية سجل خلالها ثلاثة أهداف، وهدَّافاً محنكاً لا يمانع في تحديد الزمان والمكان المناسبين لتسجيل زملائه لأهدافهم أيضاً، وهو العربي الوحيد الذي سجل في مونديالين مختلفين يفصل بينهما 12 عاماً.
تجربتا فريقي ولفرهامبتون واندرز الإنجليزي ونادي الاتحاد القطري لم تكن إلا وقتاً مستقطعاً من عمر المسيرة الزرقاء في سماء الزعيم، اختتمها سام6/ مدمي الشباك/ الحاسم/ سفير النوايا الحسنة/ جابر عثرات الهلال بقرار الاعتزال في 24 أغسطس 2007، وفي 21 يناير 2008 وبحضور مانشستر يونايتد الإنجليزي بقيادة أليكس فيرجسون، وأمام حضور يزيد عن السبعين ألفاً؛ أُقيم حفل اعتزال أبو عبدالله في لقاء انتهى لصالح الهلال بثلاثة أهداف كان أحدها لسامي مقابل هدفين. لتغرب شمس اللعب، وتبزغ شمس التحليل الرياضي، ثم إدارة الكرة بنادي الهلال، بلا نهاية للشروق المتجدد والدائم، إلا أن البطولات وإن كانت تحمل بين حناياها بذور نهايتها؛ فإن الأساطير السامية تصير دوماً جابرةً للقلوب، حتى وإن فارقت المستطيل الأخضر.