ذلك صباح لا اتمنى لعزيز ان يكون بمثله يوماً مع ان القضاء والقدر سُجلا في كتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيره الا احصاها. صوت تسلل عبر الموجات لينقل لي خبراً ماعاد في جسمي من جزء يستطيع تحمله ، ولولا إيماني بأن الله وحده هو من سيرث الأرض ومن عليها لكانت الأحوال غير المحال.
من مسيره تعادل مسيرة شهر ، وبحجم تعب يوازي حجم هامات الجبال ، وبدمع قلب وبدمع جفن لا يكاد يجف وصلنا إلى حيث كانت الطفولة تجمعنا بـ أبو ماجد ، وإلى حيث الشباب أحتوانا في ظلال بيته ومزارعه ، وإلى حيث النضج جمعنا بمن كنا لانجتمع معهم تامين الا بالنوائب .. وصلنا إلى "دبي" وهي مقفرة من خطى "الخطيب" ومن عكازته و"ماطا" حذائه ، والأهم من صوت أنفاسه التي تكسرت على ضفاف المرض وانهكها الشيب والولد .. وصلنا وصوت "ابو منور" يصدح بالصلاة من المسجد وهو يتلوى من جمر الفراق وينحب أخاً كان أباً. تجمعنا والدموع حبيسة محاجرها ، ولا احد يقوى على شيء غير الدعاء له بالرحمة والصفح والغفران.
رحمك الله ياعم وجمعنا وإياك في جنانه ، وجزى الله صاحب الموضوع خير الجزاء والشكر موصول لكل من شارك