ان المتتبع لشعر القرن الماضي بما عصرة لنا من اجيال ثلاثه يرى بوضوح البون بين كل جيل وقرينه.الملفت للنظر ان بعض الشعراء وهم قله عاصرت الاجيال الثلاثه وكتبوا لها وابدعوا .وعرفت قصائدهم لاي جيل تنتمي . غير ان الغريب في الامر ان تجد في اواخر الجيل من هذا القرن من يقدم الشعر على طبق شبع الناس من اكله وهذا مثال بسيط:
ياوجودي كل ماشفت زوله من بعيد=وجد من زود مابه غبن عاف الحياة
وجد من صلى على أمه وأبوه بيوم عيد=يوم صلى العيد مد الجنايز للصلاة
******** type="text/**********">doPoem(0)***********المتمعن للبيتين السابقين يتبادر الى ذهنه المأساة اولاً وهذا لايهمنا ولكن مايهمنا هو الزمن الذي كتبت فيه .حيث نجد انها كتبت قبل اقل من اربع سنوات .وقد اعتمد صاحبها على نسجها على الطرق القديم سارحاً بعقولنا في غياهب الزمن السحيق.وقد يدرك البعض حداثتها معتمداً على المفردة وبيئة القصيدة غير انني اجزم انه يترنح في حالة شك عظيمه
.
المعطف الجلدي تلفه على الراس=وأحس قلبي يلتوي يوم تلويه
والله لو عند الشتاء ذرة أحساس=أنه يذوب الثلج لاقالت أحيه
******** type="text/**********">doPoem(0)***********الحداثه في هذين البيتين تشعان نغلاً.فلا المعطف الجلدي عرف في الجيل الاول ولا الاوسط ولكن ارهاصات الحياة في الثالث خلقت الفرق .وهذا مصداق كلام مفكرنا العربي الكبير ادونيس حيث قال (اسلوب يجعل الجليد يختلف كثيراً عن الثلج).وأرى ان ندرك انه حتى وان كان لكل جيل رواده يبقى الابداع سمه مقتصرة على شعراء جيل اوحد بعينهم.
الموت حظ القلم والمجد للدفتر=حبر القلم غلطتي وأيامي أوراقي
******** type="text/**********">doPoem(0)***********
كل الشوارع تمرك يالحرير الحر=ياتل قلبي على لاماك من تالي
******** type="text/**********">doPoem(0)***********
لمعرفة الشاعر من اي جيل لابد من الحذر في التعامل مع المفردة .دليل كلامي انه في البيت الاول طرق على نهج الجيل الاوسط وفي البيت الاخر ادخل مفردة (شوارع) التي لم تعرف في الجيلين السابقين مع ملاحظة ان البيتين في قصيدتين مختلفتين لشاعر واحد وكتبهما في اقل من سنتين .
استنتاجي : ان مايمر به الانسان من ظروف حياتيه وتنوع مصادر القراءة والاطلاع تولد لديه حالة ترنح يصفها عالم النفس السويدي ميكافيللي بأنها(
الحالة التي قد تستغرق ثانيتين او قد تستغرق العمر كله).والادهى من ذلك ميل الشعراء الشباب الى القصائد الحزينه رغم ان المعطيات تغيرت ولكن يبدون ان(
زامر الحي لايطرب).حيث ان العلاقات في مجتمعنا مع الجنس الاخر بدأت تأخذ منحى أخر وهذا بحد ذاته يعتبر كما قال كازنتزاكي (
ربما نتلمس فوارق الطبيعة في غمرات السعادة واحياناً نفضل الانتحار)هذا واسئل المولى عز وجل التوفيق لكل شعراء الاجيال واتمنى ان نرى منهم الابداع ونوره تاركين المشكاة والسراج لسابقيهم رحم الله من توفاة الموت واطال في عمر من بقي.