مشكوره اختي عفاف على الطرح الراقي واحاول جاهد ان
استدل بالحديث للرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
هذه الحياة إ مليئة بالأخطاء والزلات، والسقطات والخطيئات، وإذا كان صدور الخطأ من العباد أمر قدري فإن علاج الخطأ وإصلاح حال المخطئين واجب شرعي، فليس من الشرع والدين أن يترك الخطأ والمخطئون دون تصويب أو إصلاح، أو يعتذر عن أرباب الكبائر بأنهم بشر، أو أنهم مراهقون، أو أن عصرهم ملئ بالفتن والمغريات.
إن فقه علاج الخطأ بالطريقة الشرعية مؤذن بتقليل تلك الأخطاء وعدم تكرارها، وفي المقابل فإن الخطأ في علاج الخطأ ربما أدى إلى نهايات مؤسفة بين المخطئ ومن يعالج الخطأ، أو كان الخطأ في التوجيه سببًا في إصرار المخطئ على ذلكم الذنب.
إن معالجة الأخطاء منهج رباني مقرر في كتاب الله عز وجل وسنة المصطفي صلى الله عليه وسلم، فكتاب ربنا عز وجل ملئ بالأوامر الربانية المصححة لأخطاء البشر حتى ولو كان ذلكم الخطأ صادر من سيد البشر صلى الله عليه وسلم، لقد عاتب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿ عبس وتولى * أن جاءه الأعمى ﴾، وفي قوله: ﴿ ما كان للنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ﴾.
ونزلت آيات من السماء تبين أخطاء أفراد من صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينما تنازع الصحابة بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتفعت أصواتهم، أنزل الله عز وجل منبهًا خطأهم قوله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ﴾.
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الأخطاء: مراعاة ما هو مغروس في طبيعة المخطئ فمثلاً الغيرة عند المرآة خلق مركوز في نفسيتها، فالواجب التسامح مع أخطاء المرأة الناتج من غيرتها بشيء من التسامح وغض الطرف.
أرسلت أم سلمه رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بطعام في صحفه في يوم عائشة، فضربت عائشة رضي الله عنه تلك الصحفة ففلقتها نصفين، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة، وجعل الطعام فيه وهو يقول: ((كلوا غارت أمكم))، تم أخذ صحفه عائشة فبعث بها إلى أم سلمه، وأعطى عائشة الصحفة التي كسرتها.
تلك أخوه الإيمان بعض الملح والملامح في هدي خير البشر مع أخطاء الآخرين وتصويبها