التغافل
قال الإمام أحمد بن حنبل: تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل! وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرّما وترفعاً عن سفاسف الأمور، وقال الحسن البصري: ما زال التغافل من فعل الكرام. وقال الحسن: ما استقصى كريم قط، قال الله تعالى: عرف بعضه وأعرض عن بعض، وقيل: ما استقصى كريم قط.
قال الإمام الشافعي: الكيس العاقل، هو الفطن المتغافل.
وقال جعفر: عظموا أقداركم بالتغافل. قال الشاعر:
ليس الغبي بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
وقال آخر:
أحب من الإخوان كل مواتي
وكل غضيض الطرف عن هفوات
وفي الأثر: يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملاً.
قال الإمام ابن القيم: من أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، حقاً كانت أو باطلاً، وتكل سريرته إلى الله.