من حقنا ان نعرف
منيرة القحطاني
فجأة كالديرون الهادئ غدا انفعالياً، وهو الذي تعامى عن معاقبة أو معاتبة عزيز على خروقاته المتعددة للنظام والانضباطية، وكان النشاز الوحيد في المنظومة الهلالية، وصار يعاقب على توافه وبالعامية (يتجرف) على اللاعبين ويطردهم من التدريب في وقت كانت الاحتفالات لا تزال تقام والتهاني تتبادل ببطولتي الدوري والكأس للمرة الثانية على التوالي، وبعد اجتماع حاسم بليل يتم إعفاؤه من منصبه... ويصرح الكل بأسباب ذلك من الرئيس للمركز الإعلامي، ويغادر المدرب ومساعدوه وكل من يمت له بصلة بهدوء غريب، خاصة وهو مقال من ناد ليس كأي ناد... الهلال والكل يدرك من هو الهلال...
ورحل كالديرون ولأول مرة لم يستنطقه بتال في المطار، وهو الذي اعتاد اصطياد المغادرين وإخراج خفايا مغادرتهم سلباً وايجاباً على طريقة (كنا الوحيدين في المطار الذين شهدوا مغادرته)... غادر ولم تحاصره الجولة في مقره وتستوضح منه الحقيقة، وهل ما قاله الهلاليون عنه صحيحاً أم لا؟ وكأنهم ظفروا (برأس غليص)، رحل ولم تتبعه أو تصوره أية صحيفة ورقية أو إلكترونية حتى كأنه أركب أول طائرة مغادرة قبل أن تشرق شمس صباح الإعفاء، ويسمع الكل بالخبر حتى لا يرى أو يرى. فهل بعدها يمكن أن نصدق أن مجرد إبعاد لاعب أو معاقبته تتسبب في ذلك كله وأن تعكر صفو علاقة المدرب مع مدير الكرة الذي تربطه به علاقة قوية كانت السبب في أن يتعاقد النادي معه في منتصف الموسم ويتحمل مسؤولية ذلك أمام الرئيس والجماهير الهلالية، ثم يعفى قبل نهاية الموسم بمباراتين فقط كان يمكن خلالهما رأب الصدع بين المدرب واللاعب القضية إكراماً للصداقة والود القديم المتجدد مع مدير الكرة؟
لا أظن أن هذا هو السبب مهما قرأنا من تفاصيل ما جرى ومن أكثر من طرف فلم يشبع نهمنا للحقيقة أي منها، ومن حقنا على شبيه الريح أن يعلن لنا بصدقه وشفافيته المعهودة التي هي أبرز ما يميزه ما وراء إبعاد كالديرون، وبالتفصيل نريد أن نعرف الحقيقة حتى لو كانت قاسية أو مؤلمة يا أمير، فهل تفعلها وتقول؟