صدى الواقع
العالمي عالمي والمحلي محلي!!
خالد المشيطي
كان يوم الثلاثاء قبل الماضي يوما سعيدا لدى شريحة من الرياضيين، ففيه هزم الهلال وخرج من الآسيوية، ومن أجل ذلك نظمت المقالات والعبارات الشامتة، وأمطرت المنتديات والجوالات بها.
ولأن السخرية والشماتة لا تأتي بخير، عادت على أصحابها بالوبال، فشرب من الكأس الذي سقى غيره منه، بعد يوم واحد فقط تلقى النصر (العالمي) صدمة جديدة في إيران عندما خرج من الآسيوية، وتبخرت الأحلام، فلا عالمية، بل ولا أضعف بطولة محلية، وعلى أنصاره العودة سنوات إلى الوراء للعيش على ذكريات الماضي فقط، حتى السنة القادمة نام النصر فيها على فراش المشاركات المحلية مبكرا!
هذا هو مسلسل التخطيط الأصفر، بطولة سنوية هي بطولة خروج الهلال من الآسيوية!
محليا حصد الهلال الأخضر واليابس، وآسيويا سعيد أخو مبارك، وما فيش حد أحسن من حد! بعد أن أزيح الستار، وكشف المستور، ماذا بقي من عبارات الشماتة لتقال، تجهيز الجديد للسنة القادمة لعلها تبشر بإخفاق جديد ليكون للشامتين يوم عيد؟!
هذا هو حال رياضتنا المايل، يزرعون الكلام الفارغ في الفضائيات والمنتديات، ويسقون الأشجار الصناعية وينتظرونها لكي تنمو وتثمر، ثم يحصدون الخيبة تلو الخيبة، أساس التطوير وقمته صياغة عبارات التندر، وأفضل هدية تقدم إلى جمهور بائس إطلالة في برنامج تلفزيوني بخبر يقول: مهاجم النادي المنافس تناول المنشطات، ثم يكتشف أنه وقع في فخ وثيقة مزورة، ولعبة مدبرة، ثم إن الجمهور المخدر صحا بعد تلك الصدمة ليصحح، ويطالب بالعمل، وليس الكلام الفاضي!
هذه هي هوية الصراع الدائر، حتى في المشاركات الخارجية توضع العراقيل، وبدلا من التنافس الإيجابي من أجل تقوية الذات، صار تنافسا سلبيا، في وضح النهار نصبت المعدات لتحفر الحفر في طريق الآخر، لا يهم أن يكون صحيحا معافى، المهم أن يرى الآخرين مرضى، يوم عرسه واكتمال فرحته عندما يرى الفريق الآخر يغرق، ولا بأس إن غرق معه، فوزه هو فوز تأليف العبارات، (إن لم تكن عالميا فأنت حتما خلف العالمي)، كل شعار يكتب يعادل بطولة، ذلك مثال حي لمنهج إداري لبعض الأندية، والأرض حبلى بالمزيد!
ها هي مخرجات الكرة السعودية التي يلفها التنافس غير الشريف ترى عيانا بيانا، ثلاثة من أربعة تخرج من بطولة آسيا، ولولا تواجه فريقين سعوديين لخرج الأربعة، بقي الاتحاد فقط، والذي أخشاه أن يتوقف طموحه عند إبعاد الهلال عن الآسيوية (لاحظوا أنني لم أقل تأهله إلى دور الثمانية!).
بقايا...
** تزامنت العبارات المسيئة التي أطلقها جمهور الأهلي تجاه الشبابيين مع الإساءة التي وجهها الجمهور نفسه إلى لاعبي وجمهور الهلال في الكرة الطائرة، وجمهور الأهلي هو الذي اخترع رفع النقود من المدرج في إشارة إلى رشوة حدثت!
** حتى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض العرب منها!
** احتج الفيصلي على مشاركة رادوي، ومنع النصر مشاركة عبدالغني والزيلعي وفيجاروا بحجة إيقافهم، أين مسؤولو الاحتراف عن قراءة اللوائح؟!