الدوري ليس للهلال!
مهـا العبدالرحمن
بنوع من الاستغراب والاستهجان سيستقبل القراء المتابعين للمنافسات الكروية تلك العبارة الموحية بأن "الزعيم" لم يكسب البطولة، بل وقد يؤول المقصد بألف معنى وفق ذهنية وولاء وميول القارئ، مع أنه وللأمانة من الصعوبة بمكان تصديق هذا، أو حتى تقبل نهائي منافسة و"الزعيم" ليس طرفاً فيها، دوري "زين" خُتم للهلال قبل نهايته مما يشعرك بأنها عادة سنوية لهذا الفريق الراقي حضوراً وعطاءً لجمهوره، وقدعنونت بذات النفس الاستفزازي الذي تلاعب به فياض الشمري بالأعصاب من خلال مقاله "مبروك للوحدة.. وحظاً أوفر للهلال" قبل لقاء الفريق في نهائي كأس ولي العهد، وكانت جرعة جيدة لمعالجة تخمة ثقة أو تكاسل، ومكافحة لحملات تخدير، فمع كل الاحترام والتقدير للفريق المنافس ولكن ذلك لو حدث لكانت أعجوبة لن يفسرها إلا تخاذل لاعبي الفريق وعدم احترامهم للخصم أو للجمهور أو لتاريخ نادٍ يحملون اسمه، وهذا ما لا يحدث بسهولة مع هذا النادي الكبير في القدر والمكانة مما أرسى حبه في نفوس الموالين له حتى فاض عن الحدود، فكان لا غرابة بانضمام عضو شرف من أحد الدول الخليجية تقديراً وحباً، وإيماناً وثقة باستحقاقه لما وصل له وما سيحقق مستقبلاً بإذن الله، ولا لوم عليه فهو نادي شعبيته وعشقه زادت من حب الناس حتى لرؤسائه وأعضائه من ماضي أزمان أحبوا فيها الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله ومن بعده ، وصولاً لقائد أمجاد اليوم الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
"52 شمعة" زينة قالب حلوى البطولة 52 التي أهداها "الزعيم" لجماهيره الوفية، فتشكلت صورة الأمواج الزرقاء المتلاطمة في بحر الزعيم بمد بلا جزر، وأغرقت في عمقه كل حاقد أو حاسد، والإنجازات تحدثت عنه بتواريخ وإحصائيات ساطعة تجهر الأنظار، وتحاج من يتحدث عن دعم له وهو لا يحاسب ولم يذنب إن صار المحبوب والمطلوب حد زيادة مناصريه والشادين من أزره، ولا يعيبه أو يقلل تميزه لو اعتبر المناهضين له أن سر قوته الآن من ضعف وتخاذل باقي الأندية من حوله، ولن يوقف مدّه أو يخدر عزيمته من يعايروه بصعوبة تحقيق البطولة الآسيوية وناديهم عاجز عن حصد تقدم لنيل محلية أو عالمية، وكل الطرافة والظرافة في حديث من يتهم كل حكام الدنيا بمؤازرته والتخادن معه.
نعم .. القول بأن البطولة ليست للهلال ضرب من خيال أعذر من لم يستوعبها أو يستصغها أو يهضمها ، لأنه "زعيم البطولات" بجدارة واستحقاق وثمار جهده صيرته فخر كل مشجع له ومتابع.
القمر هلال، أو الهلال قمر بالمنطقية لا فرق.