يمثل التاريخ والحضارة القديمه للأمم مرتعاً خصباً للاستكشاف والبحث . سطر لنا الاغريق اسطورات تاريخيه عظيمه اثرت البشريه بشتى انواع العلوم . لا ابالغ ان قلت هم من اسسوا للعلوم بجميع اشكالها والوانها وفتحوا الباب على مصراعيه لكل من اراد اكمال البحث او اضافة شيء جديد من المكتشفات والاختراعات .
حفظ لنا من اتوا بعدهم اشياء جمه من مقتنيات اولئك العلماء ابتداء من ملابسهم بنهاية بكتبهم واقلامهم . نسجوا هذا الارث في اكثر من متحف ووثقوا كلمات علمائهم على ارفف ( اللوفر ) ضاربين بذلك اروع الامثله في الوفاء لذالك الجيل الغابر من المكتشفين .
اتى الزمان ليكمل دورته علينا نحن العرب والمسلمين وليبني بداخلنا احترامنا لكل من صرف وقته وجهده للعلم والبحث . انزلهم مكاناً علياً في مراتب الحياة واثنى الاسلام على جهودهم في كل المجالات . تركوا لنا الكثير غير ان المستعمر بعد ذالك اتى على الحرث والنسل وقضى الا على ماتيسر من ذالك العلم .
قلت انه في كل امه ناس لها مجد وباع طويل في سبر اغوار المجهول وكشف ماخفي او مالتبس من امور . في عبس هنالك الكثير من اجدادنا سطروا لنا بطولاتهم على الارض والواقع وحموا ديارنا واهلنا من التشتت والضياع . دوامة الزمان جرفة الكثيرين ولكن بقيت عقولنا حافضه على الاقل لو لأسمهم . لن اذكر احد من اجدادنا مغبة ان اقع في نسيان احدهم . غير ان هنالك الكثير من الكتب التي وثقت افعالهم واقوالهم .
سأنتقل لأتكلم عن جيلي وعن من عاصرتهم . بالتحديد اقصد شخص اعجبت به وارغمت نفسي على التعلق به بادء ذي بدء . لم ألبث ان استمتعت بكل مايكتبه ذالك الشخص في موعده ( الثاني ) . لم يسبق لي ان قابلت انسان بنفس روح وطيبة واخلاق وتواضع ذالك الشخص . حسبت مذ رأيته انني اعرفه من مدة طويله . لم يخب حدسي به ابداً كان مثالاً يحتذى به على مستوى الصحافه والشعر وشتى نواحي الحياة الاخرى .
كان ولازال( نايف الرشيدي) ذلك النايف شخصاً يعمل بــ ( نوض ) بلا كد او ملل . تسعة عشر ربيعاً من عمره قضاها في خدمة الشعر الشعبي . قصائده لم يكن لينشرها في عقر داره ( المختلف ) بل كان يضعها في زاويته ذات المساحة الصغيره الكبيره بمظمونها ولم يفرد الصفحات لنفسه مع ( الرتوش ) . لا لم يكن يغالي لو اراد ذالك ولكن بروية العاقل وتواضع الكريم كا يقدم غيره على نفسه .
ابو ( طلال ) انسان لو اختلف معك حول موضوع فأنه يبادر بطيبة روحه ودعة نفسه الى مصالحتك ايماناً منه بأننا بشر والخطأ وار من الكل . ( موعده الثاني ) شدني بكل كلمه كتبه فيضفى على مدار وجوده رونقاً اخر وروحاً جديده . كتب فيها مالم يسبقه احد اليه من ( خبطات صحفيه ) وسبق صحفي وشعر وسخريه بفن راقي . مزج وجمع في ( الموعد الثاني ) اموراً يستعصي علي وعلى فكري الضئيل امامه ان يتذكرها .
ابو ( طلال ) مهما غبت عنه فترة طويله من الزمن فأنه سيتذكرك ولو كان الامر احتدام مواقف . لن انسى صوته في تلك الليله البارده التي تسلل لي وادفء بردي واستفز قريحتي . علمت الوفاء فيه وتعلمته منه . لله درك يا نايف .
لــــطلال مداح ( رحمه الله ) في حياته لون وشكل اخر .... كيف ؟ عنوان زوايته المختلفه هو ( الموعد الثاني ) وهي احدى اغاني الراحل طلال . وقد اسماها كما علمت اعجاباً بالفن الراقي الذي قدمه ذاك الشخص بعيداً عن الابتذال الحاصل الان . اذن جمع فكراً وسمعاً وعلماً وقلماً ولم يكن ليبخل على نفسه بذالك .
نايف الرشيدي مهما قلت عنك فلن اوفيك حقك ويعلم الله كم مقدار معزتك في قلبي . لم تكن بالتأكيد وليدة اللحظه وانما كل يوم تشب وتكبر منذ عرفتك . اختلفت المختلف بك وستختلف دائماً بوجودك وسيبقى ( ثاني موعد ) لك هاهو النتاج الأدبي الذي تفنى الصحف وهي تقبله وتتلمسه . ايماناً مني بأن لك ماهو اكبر من هذا الا ان نفسي ابت الا الكتابه وهذا والله ليس بمقامك ولكن يدي كسرت القلم الان والحبر ينسكب ليقول لك (نـــــايـــف الرشـــيــدي)
اذا العين لم تراك فالقلب لن ينساك